
الهجران
محمود سامي البارودي - مصر
رُدوا
عَليَّ الصِّبَا من عصري الخالي
وهل يعود سَــــوَادُ اللِّمَّةِ البالي؟
ماضٍ من العيش ما لاحJت مخايِلُهُ
فـي صفJحة الفكر إلا هاج بَلْبَالي؟
سَلَتْ قلوبٌ ، فَقَـرتْ في مضاجِعِها
بـعـد الحــنين وقلبي ليس بالسالي
لَمْ يَــدْرِ مــن بات مسروراً بِلَذتِهِ
أني بـنـار الأسى من هجره صَالي
يا غاضبيـن علـيـنا ! هل إلى عِدةٍ
بالوصل يَـوْمٌ أُنـاغي فــيه إقبالي
غــبتم ، فأظلم يومي بعد فُرقَتِكم
وساء صُـنعُ اللـيالي بعد إجمالي
قد كـنت أحسبُني مِنكم على ثِقَةٍ
حتى مُـِيتُ بمـا لم يَجْرِ في بالي
لم أجنِ في الحُبِّ ذنبـاً أستحق به
عَـتْبـاً ، ولكنـها تحريفُ أقوالي
ومــن أطاعَ رواةَ السُّوءِ - نَفَّرَهُ
عن الصـديق سمـاعُ القيل والقالِ
أدهى المصائب غَـدْرٌ قبـلهُ ثِقَةٌ
وأقـــبح الظُّلم صـدٌّ بعد إقبالِ
|