ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

حوار إنسان القرن

مع ساحرات ماكبث

أحمد بلبولة - مصر

 

افتحوا الشبابيكَ

كي تبعد الروح عن قيدها

قدر شبرِ

افتحوا لي الشبابيكَ

كي أتأمل قبري

افتحوها لأدرك ما كنت أدري

وما لستُ أدري

الطريق طويلٌ

ووحدك مستوحِدٌ كجنازةْ

ومستوحشٌ كفضاءْ

تَتَعرَّجُ أيامُكَ الذاهباتُ

وعمرُك محدودبٌ كرجاءْ

سوف تمضي إذا فتح القلب أوراقهُ

وانْفَثَأَ البُؤْبُؤُ المتحجِّرُ دمعًا وفجر أحداقهُ

وردةً للسماءْ

الطريق طويلٌ

فكن

كي تشاءْ

افتحوا الشبابيكَ هذا الحصارْ

يقلبني فوق جمر الترقبِ والإِنتظارْ

يقلبني فوق صبري

وأنا لا أطيق التحلُّلَ

بلهَ أتوقُ إلى روعة الإِنشطارْ

الهواءُ هنا فاسدٌ

والتعفن في حبة الروح يسري

افتحوا لي الشبابيكَ كي أتأمل قبري

افتحوها

لعلِّيَ أدركُ ما كنت أدري وما لستُ أدري

أول الخطو أن تتهجى الزمانَ

الذي كانَ ملكَكْ

أن تتريَّضَ فوق حصان الإباءْ

أنت أخطأت حين قتلت الملك

حين خنتَ الوفاءْ

وطوحت بالرأس فوق الرؤوس الهباءْ

اخترعْ شيمة للزمانْ

اجترحْ صهوة الكبرياءْ

أولُ الخطو أن تتهجى الزمان الذي

كان يأمرُ كيف يشاءْ

أول الخطو مفتتحُ الأقوياءْْ

افتحوا الشبابيك كي تلحس الشمسُ

هذى العظامَ الرميمْ

افتحوا الشبابيك كي ينفذ الضوءُ

فوق عناكب وقتي

فأبصرَ وجهي القديمْ

افتحوا كُوَّةً؛ ربما أَبْصَرَتْنِي الحقيقةْ

أزغبا مثل نَسْرِ

أَهْدَباً مثل حَبْرِ

افتحوا الشبابيك كي أتأمل قبري

افتحوها لعليَ أدرك ما كنت أدري وما لست أدري

اقرأ الآن ما أنت قارئْ

واجعل العمرَ أُحبُولةً وجَرَسْ

الكنائس تقرع أجراسها فاحترسْ

حين أرديت "دَنْكِنَ" كنت تؤملُ

صمتَ الزمانْ

هل وجدت الأمانْ

إنه الفارق الضخم بين الهدوءِ

وبين الخرسْ  

فاقرأ الآن ما أنت قارئ

اقرأ الآن يا ابن غَلَسْ

هذه الخطوة الثانيةْ

فاحترسْ

افتحوا الشبابيكَ

إنَّ الشجرْ

يتحرك من داخلي كالهواجسْ

والبدايةُ مثلُ النهايةْ

حَجَرْ

بومتان على شرفاتِ النُّذُرْ

قَدَرٌ يتحركُ نحو قدرْ

وأنا ملعب الوهم أُسُّ الحكايةْ

أنا الجسر والمختَبَرْ

والطريق الطويل أنا

وأنا مَن عَبَرْ

فافتحوا سجن صدري

جففوا عشب عمري

أطلقوني نوارسْ

افتحوا الشبابيك

افتحوا الشبابيك

افتحوها لأدرك ما لست أدري وما كنت أدري

ثالث الخطو أن تتحسس وجه الحقيقةْ

الحقيقة طبية ساذجةْ

ربما أَبْصَرَتْكَ مشوشةً

ومررت بها لم تعرها انتباها

هي بعض رضا واقتناعٌ

بأنك لستَ إلها

وَهْيَ ألا ترى غيرَها وهي

معوزةٌ لائذة

فَهْيَ أضعفُ من أن تبينَ

وأوضح من أن تَمَاهَى

فانتبهْ أنت حَيَّرْتَ هذا الوجود اشتباها

أنت حيرتَ حتى الحقيقة يا ابن إذا

افتحوا الشبابيك هذا أوان

الخروج من القُمْقُمِ

شاخ ريش الجناح ولم أعلمِ

كبرا مخلبا القشعمِ

واستدار الذي كان حدَّاه مثل فَرَسْ

ينفذ الآن من قلعة الأبيضِ المجرمِ

سوف أبدأ من أول الروحِ

من طرْفِهِ المعتمِ

من صهيلِ الجسدْ

ابن أرضٍ أنا والتراب أَبَدْ

لن أهاجرَ من موطني لأَحَدْ

كل آناتِ هذا الزمانِ بَدَدْ

غير آني الذي ما فَسَدْ

سوف أبدأ من أول الروحِ

من صخر بري

سوف أبدأ مدِّي وجَزري

سوف أبذرُ بُرِّي

فافتحوا لي الشبابيك كي أتأمل فجري

افتحوها لأدرك ما كنت أدري وما لست أدري..

آخر الخطو أن تتأملَ زوجكَ

وَهْيَ تخيطُ الكفنْ

وَهْيَ تهذي برُدْهَتَها النيِّئَةْ

هل تطل على آنها؟

فارجُها أن تُنفِّسَ عمَّا بها

أن تخفِّفَ من ثِقْلِ أسرارها

قبل أن تصعدَ الآن فوقَ الجدارْ

فكَّ عن قلبها

بعضَ أزرارها

واترك النفسَ تنزلُ من سقفها

لقرارْ

فالزمانُ خطىً مُرجأةْ

والمكانُ سوارْ

افتحوا الشبابيك .. لا تفتحوها

سأفتحُها بيدي

فأطيِّرَ منها غدي

لزمانٍ ندي

أروعٍ أسعدِ

سأفتحها بيدي

سأفتحها بيدي.. 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا