حكاية أخرى
أمام شباك التصاريح
فدوى طوقان -
فلسطين
[ مهداة
إلى الطفلة (طروب) في الضفة الشرقية ]
أنت يا غنوة حب عذبة، يا لحن مزهرْ
|
اقرئيني في الغد الآتي وإذ تضحين يا حلوة أكبرْ
|
اقرئيني في الغد الآتي فشعري
|
فاض بي شوق إلى مرآك، شوق لا يصوَّرْ
|
فتجهزت بتصريح لكي يأذن ضباط وعسكرْ
|
بعبوري نهرنا الغافي على حلم التحررْ
|
ولدى الشباك في الجسر انتظرت الدور في صمت وفي صبرْ
|
حان دوري فتقدمت أحث الخطو جذلى
|
رد لي الجندي تصريحي وأقصاني بعيدًا وتأمّرْ:
|
- (ارجعي من حيث أقبلتِ) وزمجرْ
|
قلت: ما ذنبي؟ أنا لم أعصِ أمرًا لا ولا زعزعت أمْنا
|
لا ولا حرضت أو شاغبت في دولة (قيصرْ)..
|
يشرح الضابط لي ما لم يفسَّرْ
|
ولبيتي ولبستاني وجيراني وللأشجار والأطفال والأحجارِ -
|
(والدوار) والسوق وأصحاب الدكاكين ومن خوفي من الإبعادِ
|
والنَفْي الذي يقطع فينا مثل خنجرْ
|
لم أزل أحتمل الإذلال والقهر وأصبرْ
|
صاح في حدته القصوى: (افهمي يا هذه ما قلت هيا وارجعي من حيث
أقبلتِ) وأقصاني وأقصاني بعيدًا وتوتَّرْ |
أي وربي لم أعد أفهم شيئًا غير كوني
|
في زمان اليتم والحكم اليهودي المقدرْ |
ليس لي (معتصمٌ) يأتي
فيثأرْ |
لا ولا (خالدُ) في اليرموك يظهرْ
|
عدتُ أدراجي وجرحُ القلب يدمي
|
|