Closed Gate
عن الشاعر راسلنا صوت الشعر لقاءات قراءات نقدية قصة  مقالات أدبية شعر

بين انكسار الحلم و الأمل

سيد جودة - مصر / هونج كونج

  

تمنيتُ في لحظةٍ

أن أذوب كقطعة ثلجْ

وأن تتخطفني الطيرُ في غفوتي

لتعلِّقني

فوق أسوار برجْ!

 

تمنيت أن أتسكع في شارعٍ

كم قطعت وحيداً

معي قلمي وكتابي بكفِّي

على ضوء أعمدة الكهرباء الشريدة ْ

أرافق ظلـِّي الممدَّد خلفي

كحال بلادي البعيدة ْ

تمنيت لو أتمدَّد كالظل فوق الرصيفِ

لأحضن خوفي

وألعق حتفي

وأبصق همِّي ببالوعةٍ

لا تعافُ مرارة جوفي

 

تمنيت لو مرة ً أن أقعْ

ببئر الشياطين والجنِّ كي أستمعْ

لما سيكونُ

وأينَ

وكيف يكونْ

فما عاد في الأرض إلا القمامة ْ

نلوك القمامةَ

نجرعها في سكونْ

وننضحها طاعة ًوخنوع ْ

ونغسلها بدماء الذين يعيشونَ

في عزةٍ وكرامة ْ

 

تمنيت في لحظةٍ

أن أسافر دون رجوعْ

بهذا القطار الذي يرتحلْ

بجوف الجبلْ

لعين الظلام التي أسدلتْ جفنها

في خشوعْ

 

تمنيت لو صرت مثل الدمى في المحالْ

يطالعني الناس دون اكتراثٍ

بلوني ورسمي

ومسقط رأسي

بدون سؤالْ

عن الوشمِ

والكيِّ فوق ملامح نفسي

 

تمنيت في لحظةٍ

أن أخيط الجراح بخيطٍ جديدْ

وأفقأ عين الصديدْ

وأطلق تنهيدة ً في رحاب الأسى

وألملم أشلاء حلمي الوليدْ

وأصغي لترنيمةٍ وكمانْ

تمنيت أسمع فيه صهيل الحصانْ

إذا رفع الحافرين بلهوٍ برئٍ وغرّ ْ

وأطلق للريح ساقيهِ تحت المطرْ

تمنيت أسمع كركرة الطفلِ

حين تلاعبهُ أمهُ وتزغزغهُ

تحت ضوء القمرْ

فينام بقلب يغرِّد فيه الأمانْ

 

تمنيتُ

رغم الحرائق تنهش قلب الحقولِ

وقوتَ اليتامى

الذين ينامون دون عشاءْ

تمنيتُ أبذرُ في كل عينٍ ضياءْ

وأترك في كل بيتٍ

جوالاً من القمحِ

يملأ جوف الجياع بخبزٍ وماءْ

 

تمنيتُ

رغم حقول اللغمْ

ورغم المدافع في الطرقاتِ

وقنَّاصةٍ فوق أسطح كل البيوتِ

التي لم تنمْ

 

تمنيتُ في لحظةٍ..

لم تدمْ!

 

(2004/10/3)

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

إلى دار ندوة

عودة إلى موقع ندوة

ضع إعلانك هنا