ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

جَرَّةُ الْفَخَّار

أحمد بلبولة - مصر
 

 صخر وبحر مغرمانِ

وشاطئٌ ..

يمشي على قدمين يفضي للحكايةْ

وأنا وأنت كحبَتَيْ رملٍ

درجنا والهباءْ

الرمل حَشْر الجائعين الطالعين من الكُوى

الرمل أُمَّةْ!

فخذي حَصاةً واحذفيها ..

الروح غُمَّةْ

 الحب مخرجنا الوحيد من المُلِمَّةْ

إنا سنبتدئ الطريق من النهايةْ

فلقد تعبت وأتعبتك معي البدايةْ

صيحي كمُهرٍ

خارج من حبسهِ

وتعفري بالرملِ ..

فكي شمس شعركْ

أقعي على قدمين صاهلة بعهركْ

نامي؛ فرجل في السماءْ ..

إني لمنشغل بظهركْ

إني أفتش عن وجودي تحت ظفركْ

الرمل مختلط بنا والأمر أمركْ

مرآة جسمك تعكس الشمسا

 والشمس في ملكوتها نعسَى

وغبار روحي طار منك على

جسدين كالتَّنُّور أو أقسى

متداخلان كصخرة مَلْسَا

متباعدان كأنما مُسّا

متقلبان على المَسِيل كما

زلقت على صَيْخُودِهَا الخَنْسَا

صيحي كأفعى

وانهشي كبدي

ولُفيني جزيرةْ

ماء أنا

لا شكل لي

والعمرُ مُلقىً كالحصيرةْ

 إني سأولد يانفجاركْ

الله يغفر لي إذا ألَّهْتُ نارَكِ

والتجأت إلى جواركْ

لا حب في قلبي

وقد خلَّفتُ قلبي في المعاركْ

يا جرة الفخار تنزل للبحيرة في الظهيرةْ

وأنا أعوم وكلما أوشكت أُمسِك بالضفيرةْ

عومي معي فالحب لعبتنا الخطيرةْ

شُدي يديَّ لتخرجينيَ من دُواركْ

أنا خارج من قاع بئرٍ

فامسحي عني الترابْ

أنا خارج من قبر ملحٍ

عاجلينيَ بالرُّضابْ

 راووقُ ثغرك أعذبُِ الأنهارِ

ينفذ للعذابْ

وضياء عينيك اشتعال للرؤى

وصرير بابْ

ماذا؟ سنمشي؟ أي خارطةٍ

يكون بها الذهاب هو الإيابْ؟

هاتي أصابعك الطويلةَ

لي أنا ..

فأنا هنا

وهنا أنا

هذي يدي تمتد ما بين الشِّعابْ

نمشي على هدي الحقيقةِ؟

 أنت جارحة لحبي

والجراح لها اكتئابْ

هيا لنقطع غابة الشمسِ

كقفير نحل قرصًها المنسي

أرجوحة قُزحِيةُ الميْسِ

تعلو بنا في عالم الحدْسِ

طفلان قد فرَّا من الدرسِ

غفوا معا رأسا على رأسِ

وتناثرا في الضوء كالورسِ

وتبددا كالجرس في الهمسِ

فستانك الشفقيُّ يهبط وردتينِ

مع الأصيلْ

وأنا امتددت بكل أرضٍ

كي ألملم ذيله الضافي الطويلْ

طرَّزته بفراشتين

وكدت أغرق في الهديلْ

لحفيفه صوت المحب إذا تحشرج العويلْ

الجسر محتفل بناركِ

والتوقف مستحيلْ

السُّلَّمُ الخشبيُّ يدعونا

وينتحب النخيلْ

فلترفعي الثوب المقَصَّبَ

واكشفي الساق الجميلْ

الجسر محتفل بنا والقصر عالِ

سيضيء وجهك حين ندخله

ويهطل بالجمالِ

أنا مدرك أن اقترابيَ خطوةً

فوق احتمالي

ها أنت موج في السريرِ

أراه أكبر من خيالي

ها أنت بين جوانحي

والله مطلع بحالي

هيا لنصعد وردة الأبد الجميلْ

فلقد قطعنا في هوانا ألف ميلْ

هيا لنركب صهوة المهرِ

لنغيب لا صوتٌ ولا همسُ

أنت اتفقتِ معي على عمري

فتشكلت بربيعك النفسُ

وتحمَّلتْ فوق الذي يغري

 فَحَسَتْ وحول إنائها الإنسُ

قلبي لديغ غرامها الجبري

تقسو ولكن حبها يأسو

أنا كومة الرمل المهيأ للتَّخَلُّقِ

فاخلقيني

وبإذن ربك فانفخي مائي وطيني

أنا قبل أعرفك غَداً أعمى انتظرتُ بلا عيونِ

يا قُبْلة الموت التي جمعت من الدنيا

سنيني

صَخْرٌ وبحرٌ مغرمانِ

ضعي جبينك في جبيني

إني لأرغب أن أكون شبيه وجهك

صدقيني 
وجه كقطعة كهرمانْ

وفم يذوب له الزمانْ

فبأي آلاء الجمال تكذبانْ

فخذي يديَّ

فها هما تتحركانْ

أنا قبل حضنك كنتُ أفتقد الحنانْ

يا فرحة الطفل الشريدِ

إذا تحرك ناهدانْ

الله صورنا وقال الحب كوني

فتحملي بعثي وقومي من جنوني

عَرَصَاتُ داري

غيرت أشكالها

أوتذكرينَ ـ وكنتُ رملا ـ

كنتِ أنت غزالها

صبي عذابك واعجني صلصالها

سنعيد للنُّؤْي المياهْ

وللخيام جَمالها

سنعيد للحي النساءَ

وللجِمال فِصَالها

سنعيد للصحراء بهجَتَها

وللمستقبسين جبالها

سنعيد للبطن الفخوذَ

وللفخوذ رجالها

كل الذي أبغيه أن تبقي بروحي

غوصي بنفسي وابحثي عن سر روحي

من طلعة الصبح احتفلتُ بمقلتيك

فلا تروحي

من أَخمَص القدمين أو من شعر رأسيَ

عمدينيَ كي أُحَرَّر من جروحي

غوصي بلحمي واسكني جسدي

وفيضي فوق جلدي كالقروحِ

أتا مؤمن أن الطريق إليك أكبرُ من وضوحي

ولسوف أمكث في انتظاركْ

ولسوف أخزن ما تبقى من غبارك ْ

ذكرى احتضاري واحتضاركْ

ولسوف أمكث في انتظاركِ

سوف أمكث في انتظاركْ

يا شمسُ لم تلبَثْ تغيب أنا بقايا جُلَّنَارِك

 منديلك الورقي مشتمل بروحي المُشْمَعِلّةْ

يا بنت آلهة الجمال أما سمعت عن الأَهِلَّةْ

الليل يدخل بيننا

والليل قُبلةْ

ألقي حجابك هذه القضبان ذِلةْ

ولتهبطي بَرَدا وعُنَّابا وظُلَّةْ

إنا سنبتدئ الطريق من النهايةْ

فلقد ولجتُك قبل أن ألج الحكايةْ

وعرفتُ أنيَ منتهاكِ

فلا تكوني منتهايهْ

كوني البدايةْ

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا