، حتى نعرفَ نحن الخلف الطالح
، ونعلمها للأبناء وللأحفادِ
، في تلك الحرب انقسم الجيش العربيُّ
،
أكلتْ عنزتُهم من زرعة
حلزةَ
، ومدتْ رقبتها
المُعْوَجّةَ
،
والضّيفان السيارةِ في صحراء منازلها
، فتجمعتِ الأفواجُ
الغاضبةُ
، وعيدانِ النيرانِ
المحترقةِ
، في مدخل خيمة رأس
القومِ
، حتى رجّت أصواتهمُ
الهادِرَةُ خِباءَ الشيخِ
، شريفاتِ بيوتاتِ المجدِ
العالي
، شموسِ مضارب أفجاجِ
البيداءِ
، إذا ما دخلت
إحداهن من البوابةِ
، سواء بالإرثِ المنقول
إليه عن
، والد ه - طيّب
مولاهُ ثراهُ -
، يأتيه إثر الغزواتِ
الدوّارةِ
، ويصلحن رضيعاتٍ للأطفالِ
، ويصلحن ليقضين خصوصيات
الزوجاتِ
، والعينِ المكحولةِ كحلا
ربانيا
، إذا انتصف الليلُ
الأسودُ
، وسرتْ رعدته الفوارةُ في
أحشاءِ الجسدِ
، من مشتهيات الله
الممنوحةِ
، الحفَّاظاتُ لأنسابِ
بطون البيداءِ
، مُذْ هبطت قدماه
إلى الأرضِ الخربانةِ
، الحفَّاظاتُ تواريخَ رجالات
الأحداث
، والأيام المعلومة والمجهولة
، ومن أيام العرب
المستعربةِ
، بين العرب العاربة
وبين العربِ
، ليس العربُ العاربةُ
كمثلِ العربِ المستعربةِ
، تماما كالفرق الواضح
والبيّنِ
، بين الرجل المدعو
( عُمَر )
، والرجل المدعو ( عَمْرو
)
، وأتتبعَ سِيَرَ العظماءِ
، ويصلحن لتدبير شئون البيت
الممتليءِ
، أيا كان الرقمُ
فإن النسوةَ رزقٌ
، من أمثال كبير
الحلزيينَ
، وماذا فعل كبيرُ
الحلزيين
، إزاءَ جموعِ قبيلته
الغاضبةِ
، وألقى بالأطباقِ الممتلئة
مرقا
، فهذا فرقانٌ ما بين
الهزلِ
، فإنّ الجد يحطّ على
عتباتِ
، لن يحوي ثوبي هذا
امرأةً
، وذكرهن ببيت الشعر المتوارث عبر
( كتب
القتل والقتال علينا
وعلى الغانيات جرّ الذيول )
، أن البيت الشعريَّ وإن كان مؤلفه
، العلمُ العالي في
تاريخ العشق
، وأطلقهم في بيداء
الميدان
، وخرج رئيسُ القوم
إلى الثوارِ
، وارتجل الأبيات الشعريةَ
، وتذكر أنسابهمُ الصاعدةَ
إلى حام
، ابن الربَّانِ الأكبرِ
نوحٍ
، وحين رأى شررَ
النيرانِ يطقطقُ
، حين تأكد أن
الكلمات سَرَت ْ في
، وهو يحدد خارطةَ
الموقعةِ
، وخطتَه المرسومةَ للحربِ
، يقضي بطلاق نساء
بني بكرٍ
، بأنْ يستبقوا الريحَ
إلى حلفائهمُ
، وهل ثمة فرقٌ بين
المجشوش وبين المشجوج
، أن لغتنا العربيةَ
لم تترك شاردةً
، إلا وأحاطتها بالتأويل
الشارحِ
، يتسلل منها أعداءُ
اللغةِ
، وأعداءُ الدينِ -
أبادهمُ الله – إلى اللغة ِ
، ولكي تقفل كل الأبواب
المفتوحة قدّام ذوي
، النقَّارين على أشجار
حضارتنا
، تبغي
تقويضَ البيت العربيّ
العامرِ
، في كل بطون الدنيا
آذانٌ
، تأتيها بالأفكارِ
الجائلةِ بمخّ الإنسانِ
، وبالتدبيرات المرسومةِ قبل تكوّنها
في عقل دهاة
، وأرسلت الرسلَ إلى
حلفائهمُ في البيداءِ :
، وهل ثمة فرقٌ
بين المدقوقِ وبين المدكوكِ؟
، للعلَّامةِ فخر الدين
ابنِ الذئبةِ
، عن فضلِ القافِ
على الكافِ
، تسمح بالخلط الواضح
بين القاف وبين
، في قومٍ غير القوم
السابق ذكرهمُ
، تسمح بالتقديم وبالتأخيرِ
(
مِلْعقة ) أو ( مَعْلقة
) ،
، وإنْ كان البحّاثةُ
زينُ الدينِ
، أثبت أن كلام ابن
الذئبة
، مشكوكٌ في نسبته
لرواة الأخبارِ
، وأثبت أن كثيرا
ممن كان ابنُ
، الذئبةِ يعتمد رواياتهمُ
، كان إذا ذهب إلى بيتِ الراحةِ
يدخل
، وماذا فعل بنو
حلزةَ وبنو بكرٍ ؟
، فأكلتْ عشرةَ آلافٍ
من خيرة ِ فرسانِ
، وأكلتْ أكثر من عشرةِ
آلافٍ من خيرة ِ
، وأكلتْ بضعة آلافٍ
من حلفائهما
، في حين انقرض
رجالُ بني ذيلِ الهرّةِ
، لكن امرأةَ كبيرهمُ
الصغرى
، حُبّا في البيتِ
الهِرّيّ
، وكي لا يفنى
الهِرّيّونَ
، ظلت تلد لشيخِ
الهِرّيّين الأكبرِ
، - بعد أن اجتزّ
بنو مجشوش الرقبةِ
، وتدحرج عشرون غلاما
هرّيّون
- قال
بذلك بعض الخبثاءِ
–،
، وأما قومُ بني مشجوج
الرأسِ
، فقد زاد بنو
مدقوقِ الرقبةِ
، حتى نهض العقلاءُ
إلى الأمرِ
، فاصطفّ الحلزيون وأنصارُ
الحلزيين
، وجلس البكريون وأنصارُ
البكريين إلى
، ولكنّ الحِلْزِيّينَ
اشترطوا أن يأتي
، ويجتزوا قرنيها
الملتفَّين
، فردَّ البكريّون وقالوا
:
، ذلك أن العنزةَ
ماتت في السنوات العشرِ
، إذ انزلقتْ من فوق
الجبلِ
، فجُشّ الرأسُ -
ارجع للسان العرب – وفُكَّ
، ولكنا خلّصنا القرنين
من الرأس المجشوشِ
، - أيا بارك ربّ العزةِ
رجحانَ عقولهمُ -
-
مادام العنزة قد لقيتْ مصرعها
-،
، ذي عينين يميلان
إلى لونٍ
، لم يمسَسْهُنَّ الجديانُ
، أن الجديَ الفحل َ
المطلوقَ
، وأن الشاةَ العذراءَ
الخجلى
، حتى تهدأَ ثائرةُ
الحلزيين
، في السنواتِ العشرِ الخامسةِ
من الحرب
، والقلبِ المتوقّد بالخير
العامرِ
، - ألا يا نجّاه
اللهُ وبارك رُجحانَ النظرة ِ
، واقترح بأن يقتسمَ
البكريون
، القرنين المدقوقين على
حيطان
، كي يقتسمَ الجنبان
المجدَ الكاملَ
، لكبير الحكماءِ بطول
الأجلِ
، وبكى قومُ بني
أنفِ الناقةِ
، يحتضنون بني مدكوك
الوركين
- ألا
يا هولَ المشهدِ - ،
، وسُمّيَ هذا اليومُ
بيوم الصفحِ العنزيّ
، لم يأت الجيش العربيّ
إلى الآن ؟
، لقد تعب الجيش
العربيُّ المغوارُ