Closed Gate
عن الشاعر راسلنا صوت الشعر لقاءات قراءات نقدية قصة  مقالات أدبية شعر

محمود درويش - فلسطين

يوسفُ الشعراءِ

سيد جودة – مصر / هونج كونج

 

تلازم روحُكَ روحيَ منذ ليال ٍ ثمان ٍ

تمدّ إليّ يديكَ

وتنثر في ساحة القلبِ

بعضَ حروفٍ

تشعُّ وتخفتُ

تطرق جدران قلبي

فيعلو الصدى ثم يسقطُ

شيئاً فشيئاً

وراء سياج المعاني

 

يسائلني الحرفُ عنكَ

لماذا ؟ وكيفَ ؟

وما زال بعدُ الطريقُ طويلاً

وما زال بعدُ الكثيرُ لتكتبَ عنهُ

وعما رأيتَ هناكَ

بأعلى الصليبِ

تئنُّ وتنزفُ شعراً

لتمنحنا من حرير الفراشاتِ

رقية َ شعرٍ

نعلقها في رقاب السنينَ

 

تحدثنا عن مساءٍ سيأتي

تغني جديدكَ للآخرينَ

وليس لنا

في نشيدكَ هذا نصيبٌ

وليس لنا

غيرُ ما قد تركتَ لنا

من أغاني الحياةِ

وأنشودةِ الموتِ

 

لم يفرغ ِ الكأسُ

لم تنضبِ البئرُ من مائها العذبِ

لم ترتوِ الروحُ بعدُ

صدى كلماتكَ يركضُ في القلبِ

يصهل في المعبد الآدميِّ

يدقُّ نواقيسَ أحلامِنا

ويؤمُّ السنابلَ

كي يهطلَ المطرُ المتعطشُ للارتواءِ

 

ستسقط أشعار إخوتكَ الغائبين ببئركَ

يا حاضراً في غيابكَ

ترفعنا فوق سُحْبِ النبوءاتِ

ندركُ

أن الحياةَ أدقُّ وأجملُ

أن السماءَ أرقُّ وأنبلُ

 

متكئاً في السماء أراكَ

على غيمةٍ

قطرة ً للندى فوق زهر البنفسج ِ

سُحْبُ السماوات أرضُكَ

سُحْبُ السماواتِ بحرُكَ

والريح طيِّعة ٌ

كالكمان ِ تدندنُ شِعركَ في اللازمان ِ

وأنتَ هنالكَ تنتظر الزائرينَ

وكلَّ الصحاب القدامى

سلامٌ إليكم جميعاً

 

يمرُّ الزمانُ وئيداً ببئركَ

يشربُ من عذبِ شعركَ

يملأ جعبتهُ ثم يمضي

وينسى الذين بها سقطوا

دون صوت ارتطام ٍ بصفحة مائكَ

يا يوسفََ الشعراءِ

ويذكرُ أن زمانكَ ..

كان زمانكَ

أنَّ غيابكَ ..

كان حضوراً

وموتكَ ..

كان حياة ً

لأنكَ أنتَ

لأنكَ ..

محمودُ درويشْ !

  

18/8/2008

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

إلى دار ندوة

عودة إلى موقع ندوة

ضع إعلانك هنا