البراق
أحمد زكريا - مصر
" مثلما سار المسيحُ على
البحيرةِ
سرتُ في رؤياي
لكنى نزلتُ عن الصليبِ
لأنني أخشى العُلو ولا
أبشرُ بالقيامة "
محمود درويش
من أي دربٍ سوف تأتى كى أعد لك السحاب؟
كى أفرشَ الأرض انتظارا
وأجهزَ الحفلَ المسربلَ بالسواد.
فى أى وقتٍ ؟ كى تعودَ الروحُ من ثوراتها ويعود للجسدِ التراب
فى أى وقتٍ ؟ سوف تقتحمُ النهايةَ عابثا حتى يعد الراحلونَ متاعَهُم ويودعونَ الأمسَ
حُلمًا سَاذجًَا
يستقبلونَ قدومَكَ القدسي
فى أي ثوبٍ أيها المهدي؟
إنى انتظرتُكَ عند آخرِ مَرْفأٍ فتشتُ وجهَ العائدينَ بلهفةٍ والعائدونَ هُُُم ُ
السَرَاب
إنى انتظرتُكَ أن تحل بصرخَةِ الرعد المُزَلزِلِِِ للسماءْ
فى وَمْضَةِ البَرقِ انتظرتُكَ فى أحاديث الدماءْ
فى ثورةِ البحرِ انتظرتُكَ فى هدوءِ الموجِ فى مَكرِ الخَفَاءْ
فى حُمْرَةِ الشمسِ العَظِيمَةِ حين تعلنُ الانسحاب
بل حين يقبلُ فى بياضِ ثيابِهِ نِصفُ القَمَرْ
يا أيها الشيخُ المعممُ بالأسى
أأنا انتظرتُكَ أَم كلانا ينتظرْ
أم أننا متوحدانِ تفرقَا أضناهما طُولُ السفَرْ
يبقى عَزائى أننى ما خِفتُ يومًا من لقائِكْ
امنت قبل ولادتى أن انتمائى بانتمائِكْ
فأنا البدايَةُ ... والنهايَةُ باصطفائِكْ
فلتصطفينى فى كتابِ الراحلينَ على جَنَاحِكِ نحو أجواءِ الضباب
لكنْ على شرط الرجوع
حتى أقص على المدينةِ ما رأيتُ من النهايةِ والنهايةُ فى الشروع
ما كنتُ أعرفُ ما الهزيمةُ؟ ما انكسارُ حقيقتى؟
ما الثابتُ المغرورُ؟ ما المتغيرُ؟
ما كنتُ أعرفُ ما الخُضُوع؟
فاجئتنى باسم اليقين
لكننى سأعودُ يومًا حاملا معنىً جديدًا للغياب
فلتنتظرْ.
|
|