
الأسلحة والأطفال
بدر شاكر السياب
- العراق
1
وهسهسة الخبز في يوم عبيد،
|
رأى كنزه الضخم بين الضلوع
|
فما اختار إلاه كنزا... وعاد!
|
من الكهف والغاب، والمعبد،
|
إلينا: إلى القمة العاليه....
|
تحاياه : في بسمة في الشفاه
|
إلى الدار من سعيه الباكر،
|
تلقاه، في الباب، طفل شرود
|
وهم في ليالى الشتاء الطوال
|
2
- "دعيني.. فما تلك بالقبره!
|
لألف كـ "جولييت" فوق الرصيف:
|
"وداعا وداع الذي لا يعود!"
|
وأم كما استوحشت في الخريف
|
- إذا اجتاح، كالمدية الماضية،
|
ترامي إلى الصبية الأبرياء
|
- لدرء الطوى والردى عن بنيه -
|
3
وقفل على الباب دون العبيد،
|
وأصغي إلى الصبية الضاحكين
|
وكالنصل قبل انتباه الطعين،
|
- تسد المدى - واللظى، والدماء
|
عبوس لما اصطك فيه الحديد.
|
حديد ... ليندك هذا الجدار
|
وما استودعوا من أمان كبار:
|
وما اختط من صورة في الحجار
|
تحدى بها لموت: فهي انتصار
|
وخفق الخطى والهتاف الطروب.
|
فمن يملأ الدار عند الغروب
|
بدفء الضحى واخضلال السهوب؟
|
لظى الحقد في مقلة الطاغيه
|
4
أمن حيث كان التقاء الشفاه
|
على الحب ينسجن خيط الحياه -
|
دما أو دخانا؟ يحوك الردى شباكا من النار حول البيوت
|
من المعدن الزئبقي الحسير.
|
5
ضجيج الخطى وانهيار الصخور
|
وملء السنا من غبار الحديد
|
نواقيس فيها يرن السكون...
|
نواقيس في الفجر، واليوم عيد،
|
وفي الماء أظلال جسر جديد،
|
وهمس النواعير، والزارعون،
|
وفي كل حقل - كنبض الحياه -
|
ويهوي - مع الزعزع العاتيه -
|
على النور من باب كوخ مضاء
|
وأن الذي لاح ليس الصباح -
|
على النور من موقد السامرين
|
تذر الرياح الرياح، الرياح،
|
فمن يملأ الدار عند الغروب
|
بدفء الضحى واخضلال السهوب؟
|
ومن يتهجى - طوال النهار -
|
ومن يلثغ الراء، في المكتب؟
|
أسى ذقت منه الدموع، الدموع
|
ويصرخ بالنهر... يدعو فتاه،
|
6
وأن الحياة الحياة انعتاق،
|
وأن ينكروا ما تراه العيون:
|
ولا يطرق الباب ساعي البريد
|
وبين الربى في رقاب الجداء،
|
ولا وسوس الشاي فوق الصلاء،
|
- كما صلصل الفضة القامرون -
|
على الشاطئ الأسيوي البعيد
|
وتستهلك الريح والنار فيها
|
7
ينادي: قفي واصدأي يا حراب)
|
على الحقل، والدار والمكتب
|
على التوت وسنان فيه الأريج
|
سلام على (الكنج) فاض النعيم
|
وما افتر في البيرق الأحمر
|
ولم تذرف الدمع عبر البحار
|
وعبر الصحاري، نساء الجنود،
|
ويصغي وفي روعة "القاصفه"،
|
"وغي..."، فاستفاقوا ولا كوكب
|
- فلا قاذفات المنايا تغير
|
ولا من شظايا تسد الفضاء -
|
ولا اختص في الصرصر اللاجئون
|
ولآلاء "يافا" تراه العيون
|
بما أشرعوا من عطاش الحراب
|
وما استأجروا من شهود كذاب
|
وما صفحوا بالردى من حصون.
|
أفق شاعر النور، أن الشروق
|
سعى "مكبث" تحتها في احتراس
|
و "الوار" والغابة الحالمه
|
وحول "الرباط" المدمي هدير
|
|
8
سترقى بها الريح... جذلي تدور!
|
***
|
|
|
|
|