ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

فدوى طوقان - فلسطين

أشواق حائرة

فدوى طوقان - فلسطين

 

ماذا أحسُّ؟ هنا, بأعماقي

بي ألف إحساسٍ يحرّقني

ألفُ انفعالٍ, ألفُ عاطفةٍ

ماذا أحسُّ؟ أحسُّ بي لهفًا
جفت لهُ شفتاي وارتعشتْ
***
نفسي موزّعةٌ, معذّبةٌ
شوقٌ إلى المجهولِ يدفَعُها
شوق إلى ما لستُ أفهمُهُ
أهي الطبيعة صاح هاتفُها؟
ماذا أحسُّ؟ شعورُ تائهةٍ
***
قلبي تفورُ به الحياةُ وقد
فتهزّ أغواري نوازعُهُ
ويظلُّ منتظرًا على شغفٍ
أحلامُ محرومٍ تساورهُ
ويود لو تمضي الحياةُ به
***
وهناك تومئ لي السماء وبي
فأحسُّ إحساسَ الغريب طغَى
وأرى كواكِبَها تعانِقُني
تهمي على روحي أشعتُها
فأودّ لو أفنى وأدْمَجُ في
***
مالي يُزَعْزعني ويعصفُ بي
تتضارب الأشواقُ حائرةً
الأرضُ تعلقُ بي وتجذِبُني
وهناك روحي هائمٌ شغفٌ
مستحقرًا للأرضِ, تفزِعُهُ
***
روحي يلوبُ بدارِ غربتِهِ
فهناك أصداءٌ يسلْسِلُها
وهنا, هنا, في الأرضِ يهتفُ بي
صوتان.. كَمْ لُجْلِجْتُ بينهما
وأنا كيانٌ تائهٌ قلقٌ
***
ترتجُّ أهوائي وأشواقي
متدافعِ التيار, دفّاقِ
محمومةٍ بدمي, بأعراقي
حيران يغمر كلّ آفاقي
أظلالُهُ العطشى بأحداقِي
بحنينها, بغموضِ لهفتها
متقحّمًا جدران عزلتها
يدعُو بها في صمتِ وحدتِها
أهي الحياةُ تهيبُ بابنتها؟
عن نفسها, تشقى بحيرتِها
***
عمقت ومدّت فيه كالأمدِ..
صخّابةً, دفّاقة المددِ
ويظل مرتقبًا على وَقَدِ
متوحّدٍ في العيشِ منفردِ
للحبّ, مصدرُ فيضِها الأبدي!
***
شوقٌ إليها لاهفٌ عارمْ
ظمأ الحنين بروحه الهائمْ
بضيائها المترجرج الحالمْ
وتلفّه بجناحِها الناعمْ
عمقِ السماء ونورِها الباسمْ
قلقٌ عتيٌ جامحُ الألمِ
في غورِ روحي, في شعابِ دَمي
وتشدّ قبضتَها على قدمِي
بالنورِ فوق رفارفِ السُّدَمِ
دنيا التراب, وهوّة العدمِ
عطشًا إلى ينبوعِه السَّامي
صوتُ السَّماء بروحِيَ الظَّامِي
صوتُ يقيّدُ خطوَ أقدامِي
يتنازعان شراعَ أيامي
يطوي الوجودَ حنينُهُ الطامِي!

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا