نبوءة العرافة
فدوى طوقان -
فلسطين
قالت ليَ العرَّافة الدهريهْ:
|
(تنبئني عنك الرياح في هبوبها)
|
(تعويذة الشر المحيق ههنا)
|
(حتى يجيء الفارس المكرس المنذور)
|
(تنبئني الرياح في هبوبها)
|
- : هلاَّ سألتِ لي الرياح يا
|
متى يجيء الفارس المنذورْ?
|
***
وقفت عند الشرفة المخلّعهْ
|
والريح كانت حين جاء فرسًا
|
أردفني وراءه وقال يا حبيبتي
|
التصقي بي, لا تخافي الليل والذوبانْ
|
***
صرنا الرؤى تلمُّها الأجفانْ
|
|
- لو انّا نطّامن من صوتنا
|
ولو نتوارى ونمشي رويدًا رويدًا
|
فلي إخوةٌ يا حبيبي غُيُرْ
|
يعود إلى كهفه في الجبال ويرخي السُّتُر
|
أخاف الضياء يشي يا حبيبي بنا
|
فإن كلاب الطراد على دربنا
|
تُجن إذا برقت في الظلام نصال القمرْ
|
- حبك يحمي ظهريَ العريانْ
|
التصقي بي, لا يكون الحب يا حبيبتي جبانْ
|
قابيل الأحمر منتصبٌ في كل مكان
|
يتسلّق يقفز يزحف ثعبانًا ويفحُّ
|
يلفُّ يدور مع الإعصار, يسدُّ -
|
يحمل في كفّيه غَسولَ الدمِّ -
|
قابيلُ إلهٌ مجنون يحرق روما
|
يسقيها القابع في (المخفرْ)
|
أوراق اللّهب ترقّصها ريح الشيطانْ
|
الموتُ كبيرٌ يتنامى في كل مكانْ
|
الموت وقابيل الأحمر في كل مكانْ
|
سألتكم بالحب, بالقربى سألتكم وبالحنان,
|
وعرَّشتْ حولي غصون الصمتْ
|
أمسحه بالحب والأحزان والدموعْ
|
والشفة التي تمزَّقت كما الزهرْ
|
(واهًا كانت العينان تثقبان
|
وفي السهول, في ثنايا الغورْ
|
خذيه وانثريه عبر كل ساحة الوطنْ
|
إلى شقوق بيتيَ المهلهل المشطورْ
|
تطرق بابي الحزين كلما تنفّس الصباحْ
|
(في عربات الزهر والنوَّارْ) |
|
|