ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

نزار قباني - سورية

أحزان في الأندلس

نزار قباني - سورية
 

كتبت لي يا غاليه..

كتبت تسألين عن إسبانيه

عن طارق، يفتح باسم الله دنيا ثانيه..

عن عقبة بن نافع

يزرع شتل نخلة..

في قلب كل رابيه..

سألت عن أمية..

سألت عن أميرها معاويه..

عن السرايا الزاهيه

تحمل من دمشق .. في ركابها

حضارة .. وعافيه..

***

لم يبق في إسبانيه

منا، ومن عصورنا الثمانيه

غير الذي يبقي من الخمر،

بجوف الآنيه..

وأعين كبيرة .. كبيرة

ما زال في سوادها ينام ليل الباديه..

لم يبق من قرطبه

سوى دموع المئذنان الباكيه

سوى عبير الورد، والنارنج والأضاليه..

لم يبق من ولادة ومن حكايا حبها..

قافية. ولا بقايا قافيه..

***

لم يبق من غرناطة

ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه

وغير " لا غالب إلا الله "

تلقاك بكل زاويه.

لم يبق إلا قصرهم

كامرأة من الرخام عاريه..

تعيش - لا زالت - على قصة حب ماضيه..

***

مضت قرون خمسة

مذ وجل " الخليفة الصغير " عن إسبانيه

ولم تزل أحقادنا صغيرة ً ..

كما هيه ..

ولم تزل عقلية العشيره

في دمنا كما هيه

حوارنا اليومي بالخناجر..

أفكارنا أشبه بالأظافر

مضت قرون خمسة

ولا تزال لفظة العروبه

كزهرة حزينة في آنيه..

كطفلة، جائعة.. وعاريه

نصلبها .. على جدار الحقد والكراهيه.

***

مضت قرون خمسة .. يا غاليه

كأننا .. نخرج هذا اليوم من إسبانيه..

غرناطة


 

في مدخل " الحمراء " كان لقاؤنا..

ما أطيب اللقيا بلا ميعاد

عينان سوداوان.. في حجريهما

تتوالد الأبعاد من أبعاد

هل أنت إسبانية؟ .. ساءلتها

قالت: وفي غرناطة ميلادي

غرناطة! وصحت قرون سبعة

في تينك العينين.. بعد رقاد

وأمية .. راياتها مرفوعة

وجيادها موصولة بجياد

ما أغرب التاريخ.. كيف أعادني

لحفيدة سمراء.. من أحفادي

وجه دمشقي .. رأيت خلاله

أجفان بلقيس .. وجيد سعاد

ورأيت منزلنا القديم .. وحجرة

كانت بها أمي تمد وسادي

والياسمينة، رصعت بنجومها

والبركة الذهبية الإنشاد

*

ودمشق .. أين تكون؟ قلت : ترينها

في شعرك المنساب نهر سواد

في وجهك العربي، في الثغر الذي

ما زال مختزنا شموس بلادي

في طيب " جنات العريف " ومائها

في الفل ، في الريحان، في الكباد

سارت معي .. والشعر يلهث خلفها

كسنابل تركت بغير حصاد

يتألق القرط الطويل بجيدها

مثل الشموع بليلة الميلاد

ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي

وورائي التاريخ .. كوم رماد

الزخرفات أكاد أسمع نبضها

والزركشات على السقوف تنادي

قالت : هنا الحمراء .. زهو جدودنا

فأقرأ على جدرانها أمجادي

أمجادها!! ومسحت جرحا نازفا

ومسحت جرحا ثانيا بفؤادي

يا ليت وارثتي الجميلة أدركت

أن الذين عنتهم أجدادي

*

عانقت فيها عندما ودعتها

رجلا يسمى " طارق بن زياد "

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا