يصدر في طبعة أخرى عن
دار المحروسة . القاهرة . شتاء 2008
( كلمةٌ أولى )
وحده الشاعر يقف على أطلال الخرائب . ناصباً قامتهُ مشرعةً في وجه الريح . تاركاً
الزواحف تحت قدميهِ لديدان الأرض .
فلها هذه القصائد
لها .. زاحفةً أو دودةً .. تنقِّبُ في الأوحال عن جيفةٍ أو جثةٍ تمتصُّ ما تبقى في
عروقها .
لها هذه القصائد .
وللشاعر أن يمضي إلى قدرٍ آخر ، قدرٌ حدوده سماءٌ ومدى وانعتاق .. فللشاعر نهاراته
ولمثيلاتها الظلام . وبعيدةٌ هي المسافات بين ارتعاشة القلم ورعشة اللهاث والخطيئة
، ولكن مسارات الحياة قد تتقاطع فيلتقي النور والظلمة ، والأثير والأوحال على غير
تقدير .
لهذه القصائد التي كُتِبت في أيام سوداء كان ملؤها العذاب والقهر ومشاهد الجحيم
التي لن تبرح الذاكرة ..
لها ..
في رفقة عاهرٍ أو مأبون .
تتلوى وهي تحسب كم يتبقى من العمر المنفلت لرعشةٍ أخرى ، وتعرٍّ وشهقةٍ وفحيح .
لها ...
لوجه زوجة موليير الذي رافقني ، وهي تخونه أمام عينيه وعلى المسرح ، وفي الشارع
والبيت إلى أن سقط ميتاً ولم تمت كلمته ، حين كُفِّنت هي بخطيئتها ، ملعونةً بعدد
مرات من تذكرها من شاهدي ربيئة شرورها . ولسالومي عاهرة أرمينيا التي قتلت يوحنا
المعمدان وشربت الخمر في جمجمة النبي . لهما في وجهها ، في جسدها المتعهر .
للقصائد التي كتبتها من على أسِرَّة المرض مغالباً موتي ، مرتقياً إلى الفكرة
والنور بالمقاومة .
لها ..
لكِ طميكِ وأوحالك ورغامُكِ وديدان الأرض ، فاستمري فيما أنت فيه ، وعيثي الخرابات
واحصدي أحلام الأبرياء بمناجل الخطيئة .
ولي الكلمات في قصائد هذا الديوان
مباركةً بقدر ما تفضحُ عاراً منكِ تضيئهُ لعيون الآخرين ،
رجيمةً ..
بقدرِ ما ورد اسمك فيها ، فاستحقت اللعنات لما طالها من دنس !
حمزة قناوي .
القاهرة – اللاذقية –
الشارقة . يوليو 2007
الإهداء ..
إلى
أمان السيد ..
مع
لعناتي !
هي دمَّرتهُ
هي دمرتهُ
قلبي الذي عبر الرياحَ لأجلها
وتقاذفتهُ
عبثت بهِ
عبثت كما شاء الجنونُ
وكيفما شاءت خطيئتُها المراوغةُ اللعوبُ
وأسلمتهُ
ورنت إليهِ وقد ثوى منها بقايا رغبةٍ خمدى تنازع بين ساقيها ..
انتشت .. ضحكت
وفي إحدى زوايا صدرها اللاهي رمتهُ
دمشق .
(19
يوليو 2007
العاشرة مساءً)
بعضُ عاصفةٍ وريحِ
هادنت قلبيَ فاستريحي
وعصيتُ إيماناً بروحي
ولعنتُ عاطفةً يُسلِّمُها الجنونُ إلى الجنوحِ
وخرجتُ من أسري أغالِبُ
بعضَ عاصفةٍ وريحِ
أخطو على أشلاءِ عشقٍ
مزقتهُ يدُ الجُموحِ
عافَ الفؤادُ هوىً رآكِ
ربيئةً لدمٍ وقيحِ
ومضى يغالبُ نفسهُ عنكِ
ويوغلُ في الجروحِ
ولأنتِ مفتتح الخطيئة والغوايةِ والفحيحِ !
والشهوةُ العمياءُ في جسدٍ تزيَّنَ بالقروحِ
يا لعنةً جثمت على قلبي
على عمري الذبيحِ
هذا دمي حررتُهُ من ربقةِ الوجهِ القبيحِ
فامضي لإثمكِ .. للوحول ..إلى الظلام
ولا تلوحي ..
كثرٌ ذئابكِ في الطريق ..
وفي مدى العهر الفسيحِ
امضي إلى أقدامهم ..
شبقت إلى الجسد الطريحِ
اهوي لحمر رغائبٍ
لا تستريحُ ..
ولا تريحي
(
فندق النور. الشيخ ضاهر.اللاذقية )
(
18 يوليو 2007 .
الثانية صباحاً )
عشرون عاماً
.. إلى جسدين عشريني
وخمسيني يمتزجان كالأكذوبة واللعنة
عشرون عاماً بيننا ..
ياللجنون
عشرون عاماً .. إنها عشرون !
هذا شبابي في إسارِ كهولتك
طيرٌ حبيسٌ قيَّدتهُ شجون
هذا دمي يهفو إليكِ فكلما
يمتدُ عريُكِ حولهُ بسكون
تمتدُ أشباحٌ مضت زمناً بهِ
سحقتهُ .. تبزغ في الظلام عيون !
ألمسكِ .. تبتسمين مغمضةً وما
أمضي سوى لتيبسٍ وغضون !
أهتزُ .. ترتعش البقايا في يدي ..
وأهزُّ ما خلَّفْهُ منكِ الآخرون !
عبثاً أشدكِ من بقايا رغبةٍ
خمدت وأنتِ تبذُّلٌ ومجون
لا نهدكِ القشر استثار مشاعري
لا فحكِ المتلاهث المجنون
وأنا وحولي في الظلامِ وجوه من
نهشوا الربيع وقد مضوا ينأون
هذي ملامح عابرٍ ألقى القذى
بكِ .. ذي ملامح عاهرٍ مأبون !
يالي ! أعانق في الظلام خطيئةً
سُحِقَت وشيئاً من رماد فتون
وألامس الجسد الذي قد عفتهُ
هرمٌ تصابى طاعنٌ مطعون !
وحدي وعريكِ والسنينُ وكل من
عبروا عليكِ .. وفحكِ الملعون
هذا جحيمي صغته بيدي وما
من مهربٍ ..
والوقتُ بعض جنون !
(
القاسمية . الشارقة
18
يونيو 2007
الثالثة صباحاً )
امرأة القلب الميت
كانت سادرةًَ تمضي
لمغارب غاربةٍ
بين خرائب عمرٍ تنعقُ بين بقاياهُ الغِربان
امرأةٌ كانت من بهتان
يتهشمُ في أعماق جوانحها عُمرٌ أترعهُ الحقدُ
وأثمرَ فيهِ الخزيُ
وكلَّلَهُ الخذلان
تتأملُ بين مراياها نهرَ شبابٍ أفلتَ
كانت ترفلُ فيهِ أمامَ خطيئتها
تتمددُ كل مساء عاريةً كي توطأ من عابر
يُخمِدُ في عُهرِ تَغنُّجِها البركان
مر العمرُ
وغاض شبابٌ داسته الأقدام اللاهثة
.. الظمأى للجسد الريان
راحت تتحسس جلداً يذبلُ ..
ضوءاً يُطفأُ في العينين
تُلامِسُ ما أبقتهُ الأيامُ لقشرتها المُتجعدةِ
تلملمُ من ذاكرةٍ أسنت
بعضَ وجوهٍ ولغت بمياهِ أنوثتها
تحسبُ كم يتبقى لبقايا جسدٍٍ
ينتفضُ لمرأى ذكرٍ شبقٍ
تأخُذُها الأسئلةُ إلى نهرِ الهذيان
حين أتاها
كان ربيعاً أخضر
يحلمُ أن يبعثها من ميتتها
ويبرعمُ في شيخوخةِ ظلمتها الألوان
اجترحَ الوهمَ إليها
مدَّ دماهُ لنبضٍ حياةٍ يطفأُ في جنبيها
ضوء نهارٍ يلمسُ في الآمادِ شحوبَ غروبٍ في تحنان
لكن الليل المستوطن عينيها
ودماء خطيئتها اللهثى بشرايين السُم
وأوحال الأدران
ردتهُ ..
انقضت نحو براءته تلقيها في أعماقٍ مظلمةٍ تسكنها
.. في أحد الأركان ..
عانقها ..
كان ربيعٌ يعتنق الأكفان
لامسها ..
انداح غناءٌ من كفيهِ يلامس قبراً
تملؤه الديدان ..
امرأةٌ كانت من بهتان ..
تتوهمُ أن الأرضَ تدينُ لها مذ ملكت جسداً ..
عهدت بمفاتنه العفنة للشيطان
تمُرُّ على ذاكرة الكونِ بقايا ريحٍ تعوي
أفعى تذرع تيهاً بين دخان
امرأةٌ في ظلمتها ..
انتُهِكَت ..
مرت فوق بقاياها أقدامُ الأرضِ ..
تُنَاثَرُ في ذاكرةِ الريحِ
يكفِّنها النسيان .
(
خور دبي
أول
يوليو 2007 .
منتصف الليل )
امرأة الرماد
كانت رماداً من رمادْ
أيامُها احترقت على أيدي الذين لهوا بها
فوق الأسِرَّةِ والوساد
نُبِشت حدائِقُها
وأنَّت من جرائِم من تتالوا فوقَ نرجِسِها يعيثون الفساد
ومضوا وما تركوا سوى شبحٍ
بقايا ناهدينِ
وحفرةٍ
نمتِ الطحالبُ فوقَها وطغى السوادْ
دعها وأفلت بالشباب من الحداد
دعها لشقوتها مهدَّمةً على درب الخطيئةِ ..
أو تكاد
لم يُبقِ منها العابرونَ على بقاياها
لأفقكَ
غير أكفان لموتٍ مستعاد
لن يمنح الحبُ الكثيرَ لمن هوت ..
.. لا ترتجي شيئاً من الحبِ المدنس في الظلامِ
سوى السفاد !
(
جبلة- اللاذقية . 18 يوليو 2007
الثالثة صباحاً )
أفعى البنفسج
رفيفُ البنفسجِ
معبدُ عشقٍ صغير
ورعشةُ حلمٍ مخبأةٌ في براعمكِ المستكينةِ
حين تهيأتِ
لفكِ عطرٌ ونور
أخذتِ زهاءكِ من دفقات الينابيعِ
هُيِّئتِ للحُبِ
وادعةً تصطفيكِ السكينةُ
ها أنتِ عاريةٌ كمرايا النهار
ومثل اللآلئ
نهداكِ يرتعشان كما موجتين من الياسمين
وكفاكِ تشتبكان بكفيَّ في وقدةٍ من جنون
وندخلُ للحبِ
أسبحُ بين الأعاصير
تلكَ رياحُ الشفاه
تبعثرني في مداها الحنون
وتِلك الثمار بكفيَّ ..
تلك الجنان ..
النعيم ..
الفتون ..
وتأخذنا الريحُ حلمين ..
تأخذك الريحُ وردة ذكرى
على جسدٍ سابحٍ فيكِ نحو الشواطئ
تلك التي لا تبين ..
وأغفو على الحلم ..
تلك قطيفتكِ المخملية
مرمرك النور
وجهكِ في سمتهِ المستكين
وأسبحُ .. أركضُ فيكِ ..
أعانق شعلتكِ .. أهوي إلى النار ..
ألهث
هذا اقتراب الشواطئ مني
ارتعاشك ..
عريكِ تشعل فيه القناديلُ
آهتكِ
في رحاب السكون
وأغفو على بسمة الجسد المستريحِ ..
تصيرين وردةَ حلمٍ ..
وحلماً ..
ويأخذني النومُ ..
ألقاكِ بين ممالكه جنةً
يأخذ الحلم قلبي
فألقاك في الحلم فاتنةً في الينابيع تغتسلين
ويأخذني الحلمُ ..
يحملني نحو وجهكِ فرْحُ
وأصحو !
ولا ألتقيكِ جواري ..
يطالعني صوت ضحكتك المستباحة ..
من شرفة الليل
لا ألتقي غير عاري
وجاري ..
يمد مخالبه نحو عريٍّ تمدد أسفلهُ
وقدَ نارِ
وأنتِ تفحينَ لاهثةً في ذراعيه
مفتتحاً من سعارِ
وأخرج من حلميَ الوهم
منكِ ..
وتخبو القناديلُ .. يبتعدُ الحلمُ ..
يضمم أجنحةً من مرارِ
وأنتِ ... كما أنتِ
أفعى بثديينِ
أفعى من الدمِ والسم
تزحف فوق البنفسجِ
فوق انتحاب النهارِ .
(
الشارقة . القاسمية . بناية روكي .
7
يونيو 2007 . الثالثة صباحاً )
ذئبة الخمسين
كانت وعاءً للرزايا !
كانت مشاعاً في أيادي العابرين
ولم تكن سوى دميةٍ بين الدُّمَى
ومطيةٍ ضمن المطايا
يثب الذين تلاهثوا وقتاً على الظَّهرِ الموطَّأِ
يرحلون إلى المنايا
جاءت إلى دربي مرنحة الخطى
جاءت لكي تغوي خطايَ
تَعَانَقَ العُريُ الشفيفُ بقدِّها والمئزرُ المنحلُ
في سمتِ البغايا
مالت إليَّ ووجهها
عهرٌ سفورٌ لم يثر شيئاً بأوردتي ولا ارتعشت دمايَ
رنت إلى جسدي
وعيناها اتقادٌ
بين ساقيها الجحيمُ
وملءُ نهديها الخطايا
" أقبل إليَّ
اروِ دمي ..
خذني إليك "
تباعدت ..
أنثى تكسَّر عُريُها فوق المرايا
أخذت يديَّ إلى الجحيمِ
كذئبةٍ جوعى
هوت وسنينُها الخمسون
ناهشةً صبايَ
ومددت كفي نحوها
لم ألقَ في أشلائها إلا عواصف من مضوا
زمناً على العري المشاع
مخلفينَ ليَ البقايا !
( حدود تركيا-سوريا .
20 يوليو 2007 )
عاري
لأنها عاري !
ذاك الذي قد طال أقداري
لأنها وجهٌ تلوثهُ الخطايا
حين رافق خطو مشواري
ورغامُ عهرٍ لف أيامي وما
أقصيتهُ عن قلبي العاري ..
لأنها خزيٌ يجللنيُ
وأنا أسيرُ شرودَ تياري
ولأن وحل خطيئةٍ منها
قد لفني واجتاح تذكاري
أمضي بدربي مثقلاً تعست خطاي
وماد إصراري
أرثى لأحلامٍ مضت ومضت
ألقت بها في جذوة النارِ
ولوجهيَ الفرِحِ القديمِ نأت بهِ
عن بِشرِه ..
وكَبَتهُ بالعارِ
هذا حصادي المُرُّ ما
بذرت يدي
عصفاً جنيتُ بغيِّها الساري
هذي نهايات الحياة
تجللت
خزياً بها ..
وهشيمَ أعذارِ !
(
قنصلية سوريا – دبي .
15
يونيو 2007 )
الجحيم
اتقيها !
اتقِ الشر الذي قد قرَّ فيها
وانأَ عنها ..
لا تراود قلبها أو ترتجيها
ذي بقايا من مضوا في دربها
انتثروا رماداً
تلكَ صيحات الجماجم والعظام
فلا تكن يوماً سفيها
كلما انقضت على قلبٍ تمزقهُ
انتشت فرحاً وتيها
امضِ عنها ..
.. لا يغرًّكَ وردها المسموم
مخملها المدنس بالخطايا
شهقة الأنثى .. التغنج
رعشةٌ ومضت بفيها
تلك أكفانٌ تخفت صوب موتكَ
تلك نيران الجحيم
سعت إليكَ
لتصطليها !
(
قناة القصباء . الشارقة .
23
يوليو 2007 .الثانية صباحاً )
ليتني
ليتني كنت ترابا
قبل أن ألقاكِ ..
أو كنتُ سرابا
ليتني كنتُ ضبابا
يذرع الآفاقَ أو كنتُ سحابا
ليتني قد كنت يوماً أي شيء
غير ذاك المتعس الملقى هواناً واكتئابا
منكِ ..
من حبٍ غريرٍ
قد تعثر فيكِ فالتفت حبائلك الدميمة
حوله .. عفن اكتهالٍ قد تصابى
ذاك حضنك في ذراعيَّ تلوى
كلما أضممه مدّ إليَّ نابا
قبلة السم التي أهديتِ
للولغى وروَّيتِ الذئابا !
خصركِ الجعد الذي إن مُسَّ مني
صاح من ماضٍ بأقدامٍ علتهُ
موقظاً فيَّ ارتيابا !
أي موتٍ كنت أحياهُ بخمسينكِ
أي قبرٍ رحتُ أدفنُ في بقاياه الشبابا !
أنتِ للمارين في الجسد الذي أطعمتِ
منه الجائعين ..
للأقدام ..
للأيدي التي عبثت به
زمناً ..
لهاثاً واصطخابا
للذين تكالبوا يوماً عليكِ
تقاسموا الدمَّ الحرام
رموا القذى بدمائك الشبقية اللهثى
فقر بها وذابا
لست لي
لحصاد عمرك ملؤه
الحسك المدنس
والخطيئة
والجنون
وشهوةً أضحت يبابا
لست لي
بل للذئاب تناهشوا منكِ الرميمَ
وصارعوا فيكِ الكلابا
أنتِ للعنات لا لنقاء حلمٍ
حط فوق يديك يوماً ..
ثم حلق عنهما ندماً ..
وغابا !
(
الشارقة . 26 يوليو 2007 .
الثانية صباحاً )
شاء الجنون
شاء الجنونُ ففارقي
وصحا التمردُ فاتقي
قلباً به عبثت يداكِ
رمتهُ للقدرِ الشقي
هذاك كفري بالخطيئة
بالسوادِ المطبقِ
هذا جنونك رد نحوكِ
مارقٌ من مارقِ
يهفو إلى دمكِ الزنا
في لهفة المتحرَّقِ !
تهفين للولغى لمن
وطأوكِ ما من خافقِ
شاء الجنون أن انتفضتُ
من العناءِ المرهقِ
من رعشة الكذب التي تسكنكِ
.. من وهمي الشقي
فرأيتكِ أنثى الخطيئة والتبذُّل
والمجون المحرقِ
عريٌ بضاعتكِ وعريٌ
زيفكِ المتشوقِ
فامضي عن القلب الذي
مذ نلتهِ لم يعتقِ
ذي صحوتي من وحل عهركِ
عن إسار محارقي
(
القاهرة . 11 يوليو 2007 .
منتصف الليل )
رسالة إلى قلب
يا قلبيَ الأسيان ليس لأنما امرأة مضت
خانتكَ
ينسحبُ اليقينُ إلى الظلال
هي وحدَها في غيِّها
والكونُ ماضٍ لا يزال
والأنقياء الصادقون
الناظرون إلى الكمال
جاعت فلما استوحشت أكلت بنهديها
وأترعها الضلال
يا قلبيَ الأسيان ما أهون من اتكئت على كهفٍ
تدنَّسَ بين ساقيها
بضاعتها التي اختالت بها تغوي الرجال
هذي فضيلتها على الدنيا
وذا جل المآل
هذا أساك على التي لم تبغ يوماً
غير ما ذكرٍ ومال !
يا قلبيَ الغض الذي هصرته عاهرة
ومرت في اختيال ..
دعها تدور بغيها ..
فلأنت أنقى من مصيرٍ خطه كفٌ لبغيٍ
حين عربد في طريقك ثم جال
دعها
تسير إلى الفجور وبالدراهم تستمال
حاشاك أن تبقي نهايتك الخطيئة والضلال
هذا طريقك سر به حتى تحلق لانعتاقك ..
وحدك الباقي على درب النجوم
ووحدها نحو الزوال
( 1
سبتمبر 2007 . الشارقة . بحيرة خالد
منتصف الليل )
اعتزل الشاعر الكتابة إثر انتهائه من هذا الديوان وقرر إنهاء رحلته مع الشعر
( الفهرس)
كلمة أولى
1-
هي دمرتهُ
2- بعض
عاصفةٍ وريحِ
3-
عشرون عاماً
4- امرأة
القلب الميت
5-
امرأة الرماد
6- أفعى
البنفسج
7-
ذئبة الخمسين
8- عاري
9- الجحيم
10- ليتني
11- شاء
الجنون
12- رسالة
إلى قلب
( تنويه)
كتبت هذه القصائد في امرأة موليير ، وسالومي عاهرة أرمينيا وليس في أي شخصٍ آخر ..
هذا إقرار من الشاعر بذلك
إقرارٌ ..
ربما يستوجب التنويه !
الشاعر
حمزة قناوي
مواليد القاهرة . يناير 1977
عضو اتحاد كتاب مصر
* حاصل على جائزة سعاد الصباح للإبداع الشعري عام 2000 عن مجموعته ( أكذوبة السعادة
المغادرة ) المركز الثاني على مستوى الوطن العربي .
* حاصل على جائزة قصور الثقافة المصرية عن أفضل مجموعة شعرية عام 2001
* حاصل على جائزة قصور الثقافة عن أفضل قصيدة مفردة عام 2001 .
* حاصل على جائزة خاصة من مؤسسة البابطين عن أفضل قصيدة كتبت عن الشهيد محمد جمال
الدرة 2002
* حاصل على جائزة مؤسسة إقرأ الثقافية أعوام ( 2006 ) ، ( 2007 )
نشرت قصائده في كبرى المجلات الأدبية والدوريات الثقافية على مستوى الوطن العربي
منها ( العربي الكويتي – أخبار الأدب – إبداع – سطور – أدب ونقد – الفيصل – الرافد
– الثقافة العربية – النهار ) وغيرها
الثبت الإبداعي
-
أكذوبة السعادة المغادرة . شعر . الهيئة المصرية للكتاب . 2000
-
أغنيات الخريف الأخيرة . شعر . دار ميريت للنشر والمعلومات . 2003
-
أكذوبة السعادة المغادرة . شعر . الهيئة المصرية العامة للكتاب .
2004
-
بحار النبوءة الزرقاء . شعر . دار المحروسة للنشر
والتوزيع . 2007
-
الغريب ( قصائد باريس ) . شعر . تحت الطبع . المجلس الأعلى للثقافة
. مصر .
-
قصائد إلى أمان . شعر . طبعة خاصة على نفقة الشاعر .
البريد الإلكتروني :
hamza_qenawy@hotmail.com
دراسات عن الشاعر .
* ( الرؤية والتصوف - دراسة في شعر حمزة قناوي) . الناقد . سعيد جاب الخير . تصدر
عن دار البرزخ . الجزائر . يناير 2008
* ( الحلم والواقع - قراءة في شعر حمزة قناوي ) . الأستاذ الدكتور عادل عوض .
دار المحروسة .القاهرة 2008