ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

المهرِّجُ ..

 

لا يستطعُ الضَّحك

 

شعر

عبد الناصر الجوهري

 

 

 إهداء ..

Text Box:  

 

إذا كانت هدرات المعاناة

هي التي دلفت بى

إلى مملكة القصيد ؛

أستأذنها

بأن أمكث

طويلاً

طويلاً

فلولا تلك الهدرات

لصرتُ مُهرِّجاً

بين أخبية الحياة

عبد الناصر الجوهري

 

 

هذا  ما جنـاهُ

 يا مولاتى ..

عيناكِ ضياءُ حياتي

أبحرُ فى سحرهما

وأحطُّ ..

على مرفأ هاجرتي

أتوضأُ ..

من فيضِ الكلماتِ

أتهجَّدُ ..

بين جنانِ الصبوِ العُذريِّ ،

أرتِّلُ كلَّ ترانيمي ،

أُرسلُ طيفَ صباباتى ،

أرسل زخَّاتِ براحي ،

ولحونَ قصيدى

كى تطفىءَ نارَ عذاباتي

الآن ..

جنادلُ شوقى الثَّكلى

تشعلُ دوحَ خيالاتى

لكنِّى ..

لن أجرؤَ ..

أن أدخلَ بهو ظلالِكِ وحدى

لستُ( بعنترَ ) عبسٍ  ..

أو ناطورٍ

يحرسُ أطرافَ الغاباتِ

مازلتُ أسيراً

تجذبنى كلُّ شرايينى ،

أوردتى

والدفءُ الساكنُ فى أبياتى

فالعمرُ / الذَّكرى ،

والذَّكرى / العمرُ ،

المدُّ ،

الجزرُ ،

الشيبُ النازحُ فى مرآتى

يا نبضَ النبضِ المنثورَ ،

ويا ينبوعاً يتفجَّرُ ..

من أفئدتى ،

يتوحَّدُ فى أنَّاتى

عيناكِ وميضٌ

ينأى بين عوالمِ عشقى

حاصر غورَ مفازاتى

وحنينٌ

يُنبِتُ دوماً أزهارى ،

يتراقصُ فى جنَّاتى

عيناكِ ..

فآهٍ من عينيكِ ..

أميرةُ عُرسَ الشمسِ ،

ومملكةُ الصلواتِ

عيناكِ تراتيلٌ ..

نام الليلُ على فيضهما ؛

ينتظرُ الفجرَ الآتى

 

 

مُدِّى حُروفَكِ فى دمى

 

مُدِّى حُروفَكِ .. فى دمى

وتذكَّرى

أنَّ الرياحَ .. شقيةٌ

حين استباحت أنجمى

فالشدوُ .. فى البستانِ دوماً

لا يثيرُ .. ترنُّمى

فَلَكَمْ لهونا فى الحدائقِ ..

والشوارعِ ،

والممالكِ ..

حيثُ كُنَّا ننتمى

وتذكَّرى

كلَّ البلابلِ حين مرَّتْ

من هنا

كانت تراقبُ فى الحقولِ ..

مواسمى

مُدِّى حُروفَكِ .. فى دمى

فلحبُّنا عاشت جروحٌ

فى الليالى

لا تذيعُ إلى الجوانحِ ..

سرَّ حرزِ تمائمى

وتذكَّري

يوماً قدومى بالأنينِ مُكبَّلاً

وسطَ انـحسارِ معالمى

وتذكَّرى يوماً

عيونكِ والملامحُ والسرائرُ ..

حين

عادت فى اشتياقٍ

كى تخادنَ مرسمى

مُدِّى جناحَكِ للشجونِ ..

لتعرفَ الأضلاعُ عشقَكِ للجوى

عند اقتلاعُكِ أعظمى

ذاب السُّهادُ .. سُدىً

وما ذابت

عُيونُ ملاحمى

فتقبَّلى منِّى النَّسائمَ كلَّها

هدأ الحنينُ ..

وما يزال يبثُّ نفسَ نسائمى

مُدِّى حروفَكِ .. فى دمى

وتلوَّنى

مثل الفراشاتِ المهيضةِ ..

حين ترحلُ فى شتاءِ هزائمى

وتذكَّرى

همساتنا ،

أشعارنا ،

 أطيارنا ،

خجلُ الهُيامِ .. أمام نقشِ طلاسمي

و تذكَّري

كيف النَّدى ما زال يتلو للضفافِ ..

قصائدي ؟!

كيف البيادرُ تكتوي قربَ الغديرِ النائمِ ؟!

و تذكَّري

كيف الغصونُ تحنُّ للتُّفَّاحِ ،

للرمَّانِ ،

للأشواقِ  فى حرمِ المساءِ المُغرمِ ؟!

ولأنَّني بين المسافاتِ الذَّبيحةِ .. راحلٌ

أشتمُّ حُبَّكِ .. فى دمى

فحتامَ طيفُكِ .. حائرٌ

عند الذرُّا

لا يستطيعُ بأن يعانقَ فى الغروبِ حمائمي ؟!

مُدِّى حُروفَكِ ..  فى دمى

  

الصبحُ عُكّازُ النّهار

 لستُ ( جريراً )

أو ( تمَّاماً )

أو شيخَ شيوخِ الأدباءْ

بل إنِّي أصغركم سنَّاً

أرَّقني :

نزفٌ ،ورحيل وقصيدٌ

وحُداءْ

لكنِّى أصهلُ حرفي

والغربةُ جاثمةُ ُ

تنفثُ مملكةُ الأنواءْ

أتوكَّأُ بين أخاديدِ هديلي

مُنسرباً

من فيءِ الأنسامِ الهوجاءْ

تكتبني عاصفتى

أنبعُ ..

من سردابِ الشِّعرِ المنسيِّ ..

أداعبُ ..

أوكارَ الصُّفصافِ ،

هتونَ الطَّلِّ العذراءْ

وأُراقصُ ..

سربَ النَّورسِ ،

قُبرة الثَّلجِ ،

الأزهارَ الفيحاءْ

أتوهَّجُ ..

بين مداراتِ العتقِ الباهى

أتبرْعمُ ..

بين الأشذاءْ

أثأرُ من كلِّ عواصفِ هدمي ،

من أوتارِ القسوةِ ..

وقصائدِ صلْبِ الأثداءْ

أفقأُ عينَ الحُزنِ الملعونِ ،

أنازلُ أشباحَ الأشياءْ

أُبحرُ ..

رغم أساطيرِ الخوفِ ،

ورغم حكاياتِ الغولِ ،

العنقاءْ

أُبُحر ..

بين مفاوزِ شدوي ،

ولهى

لأُفتِّشَ عن دوحى الشَّاردِ ،

عن سرٍّ عربىٍّ

ليلملمَ منِّى الأشلاءْ

 

آهٍ .. يا غربةَ جيلى

يا حُلمى القاني

يا دمعَ الجوْزاءْ

عصرىٌّ ..

فى عصرِ الحاسوب .. أنا

عصرىٌّ ..

فى عصر العولمةِ ، الذَّرَّةِ ،

والآلاتِ العمياءْ

آهٍ .. يا أروقتى

يا مر / المر المنثور بأضلاعى

آه .. يا عُكَّازى الهشُّ

الصُّبحُ لنا ،

والشَّدوُ ..

وزخَّاتُ الأنداءْ

 

 

بَدْءٌ جديدٌ لانفلاتى ليس إلا

 غيظاً أعضُّ أصابعي

فلنا من الإفراطِ في عشقِ الضِّياءِ ..

ممالكُ

أُمِّى التي فقدتْ سعادتها

انتظرتُ مجيئها دهراً طويلاً

واعتراني نهر ذعرٍ حالكُ

قبيل إرسالي لمدرستي القريبةِ من أمانينا

أُمِّى التي نبهتها

نسيتْ صدى ميقاتِ طابورِ الهتافِ .. مُجدَّداً

نفسُ الرُّؤى عادتْ تغنينا

غيظاً أعضُّ أصابعي

لم تأتِ بعدُ .. ( بفولِنا )

لم تأتِ .. فالفوَّالُ فى أحيائنا

كنا نقايضه الشراء ببعض أشلاء الكتبْ

أُمِّي التى عاشتْ كما الأسحارُ ..

ترشفُ حزنها وسط الصَّخبْ

وتمخَّضتْ عن حُلمها – عبثاً –

كما كنَّا على نفسِ المعابرِ ..

نلعقُ الأوجاعَ منكفئين – هناك –

يا وطنى العظيمَ ..

فبعضُ أرغفتي تحنُّ إلى الكفافِ ..

مُجدَّداً

وممزَّقٌ شرياننا

قرب الحنينِ .. ممزَّقُ

نفسُ العذابِ .. ينام فى قلب الحقيبة والرواح ..

مؤرّقُ

ومسيرتى ومسيرةُ الأحلامِ ..

ليستْ وحدها تبكى الدِّيارَ ..

مُجدِّداً

وكما الفؤادُ مبعثرٌ

مَرَّ انتظارى للرَّواحِ .. المستهام وللخطا

كتبى أيا كتبى !!

ألا يكفيكِ حالى

حيث كنتُ مُبعثرا

ها .. جرونا

لا للخيانةِ عظمٌ

يبقيكَ دوما فى الحظائرِ .. حائرا

يا جرونا

من يكشف الغرباءَ يوماً

حين يصرخُ حقلُنا ؟!

مَرَّ انتظارى للرَّواحِ المستباح .. وللخطا

كنت النخيل الأرعنا

غيظاً أعضُّ أصابعى

فلنا من الإفراطِ فى عشقِ الضياءِ ..

ممالكُ

حطَّ النَّدى

وحذائِىَ القروىُّ يصدرُ – خُلسةً –

أمرَ اعتقالِ .. جواربى

أبكى الهزائمَ .. كلَّها

أبكى القبائلَ .. كلَّها

نفسُ الجراحِ .. متاعبى

هذا الرصيفُ .. مسافرٌ

مثلى أنا

عبثاً ستهربُ .. للضياعِ ..

حقائبى

حطَّ النَّدى

ماذا أقدمُ للعشيرةِ حينما ؛

تلتاعُ أسمالى .. وتلهثُ

فى مزاداتِ الشِّتاءْ ؟!

حتما سأهربُ لارتعاشى .. وسط أحراشِ البُكاءْ

أبى المُحاربُ .. ربَّما

عادتْ تعانقه السَّماءْ

أبى المُحاربُ .. ربَّما

قد عاد يمنحنى قميصاً من إِباءْ

غيظاً أعضُّ أصابعى

 بعضُ الرُّفاقِ يقاسمون الرَيح ..

شهقةَ خوفنا

ويقاسمون الشَّمسَ صرخةَ جوعنا

ولنا الإلهُ ممجَّدٌ

نختال بالأسحار .. فى صلواتنا

غيظاً أعضُّ أصابعى

متراميا ثلجُ الشماليين فى كفِّ الخريفْ

من ذا يراهنُ بالمواسمِ ..

لا خريفٌ بعد دمعٍ يشفعُ الآن الخريفْ

من ذا يراهنُ بالأمانى ..

لا صراخٌ يعبرُ الآن الرصيفْ

هذا الصَّباحُ ..

ككلِّ أشواقِ الصَّباحاتِ اللواتى تنْزوى

يُرهنُ أضغاثَ الشَّقاءِ .. لبائعِ الحليبْ

يُرهنُ أثداءَ المواجعِ فى مواقيتِ البوارِ ..

للبيت السليبْ

كلُّ الترانيمِ التى نامتْ بكفٍّ للبراحِ ..

ستنحنى قبل المغيبْ

غيظاً أعُضَّ أصابعى

فلنا من الإفراطِ فى عشقِ الضِّياءِ ..

ممالك ٌ

مَنْ يغلق الأبوابَ فى وجهِ المُشعْوذينَ ،

والكُهَّانِ ؟! مَنْ ؟!

مَنْ يمنح التاريخَ كسرتين ..

يا أوطان ؟! مَنْ ؟!

يا جَدَّنا

فرضاً ستضبطنى الفراشاتُ الشفيفةُ ..

أسرقُ الأشواقَ من يرقاتها

فرضاً ستضبطنى اليماماتُ السجينةُ ..

أسلبُ النُّوَّارَ من أوكارها

ماذا أقدِّمُ للطواغيتِ التى عادتْ

بأبوابِ الصوامعِ والمُدنْ ؟!

ماذا نخبِّئُ للثَّرى ؟!

ماذا ستبتاعُ المرافئُ للسُّفنْ ؟!

ماتت شواطئُ ( قُرطبةْ )

ماتت هنا كلُّ الجهاتِ الأربعةْ

ماذا أقدِّمُ ( للعزيزَ ) ..

فحُجَّةُ ( الأسْباطِ ) ضاعت تحت أنَّاتِ المطرْ

ضاعتْ قُبيل اللهوِ ..

ضاعت حذو ترنيمِ القمرْ

(هامانُ) يبكى  يا رفاقُ .. فهلِّلوا !!

فعصاهُ تنهشُ فى ضلوعى

واستراحتْ نفسُ غلظتها عَصاهْ

والبحرُ يضحكُ فى صِباهْ

(هامانُ) يبكى يا رفاقُ .. فهلِّلوا !!

والتينُ .. والزيتون فى منفى عُلاهْ

فمتى دماؤنا .. ستصرخُ بالوريدْ ؟!

ثلجُ الشماليين يزحفُ من جديدْ

والنارُ تُشعلُ بالمكوسِ .. لمن تريدْ !!

غيظاً أعُضُّ أصابعى

محبوبتى فوق النوافذِ اسمُها

وغدا سأسرقُ خُصلةً من شعرها

مَنْ يعرف الإصباحَ مَنْ ؟!

محبوبتى فوق النوافذِ .. طيفها .. مَنْ ذا سيحكى قصَّتى ؟!

مَنْ يعرف الإصباحَ مَنْ ؟!

محبوبتى

أشتمُّ رائحةَ البيوتِ المستكينةِ فى حواريها

أشتاقُ للصفْصافِ ،

للكافورِ ،

للأطيارِ .. فى مرمى سواقيها

قلبى يشاطرنى لظى محبوبتى

أشتمُّ نرجسةً تمرُّ على أديمِ الدُّرجِ

كم نامت هنا

تلهو جواريها

غيظاً أعُضُّ أصابعى

بردُ الشِّتاءِ يجوسُ بين ملامحى

لا للقميصِ .. مخاوفٌ

لا للكتابِ .. هوامشٌ

بين السُّطورِ .. سأكتبُ الآن .. ارتحالي

للوطنْ

وسأذبحُ الأشعارَ .. قرباناً

بأبوابِ المِحنْ

فرَّ الدُّجى

ودخلتُ بالأحلامِ .. فصلىْ

لم أحنّْ لغيرِ أدراجي

ففيها كلُّ أحزانى التى تلهو بداخلها ..

تشاطرنى وتبعثُ لى بقايا – من بقايا –

إرثِّ أرغفةِ الشماليين دوماً

ربَّما بين انتمائى .. والهروبِ ..

معابرُ ُ عاشتْ هنا

مَرَّ انتظارى للرَّواحِ .. المستجير وللخطا

لو كان يهمى فوق أكتافى صباحٌ

للعصافيرِ التى ظلت تعانقُ فى سنابلها المهيضةِ ..

حزنها ؛

لتمخَّضتْ أفراحنا

أتذكَّرُ الحقلَ ..

الحواديتِ التى نامتْ بروضتنا

تُعيدُ الوقتَ لى

هل لا تريدُ المجد لى ؟!

بدءاً جديداً لانفلاتى ليس إلا ..

ليس للناطورِ .. عهدٌ

غير عهدِىَ يا الصَّباحْ

غيظاً أعُضُّ أصابعى

الآن تنفجرُ الجراحْ

لا تطفئوا شمعَ الحنينِ .. فلِّلظى ينبوعُ صحوٍ بالثِّقابْ

لا تمنحوا للطيرِ .. أودية السَّرابْ

فرَّ الدُّجى

وأنا هنا سأصعدُ التوتَ النحيلَ ..

بشهوةِ الترحالِ وحدى

ليس إلا شهوةً حذو البقاءْ

وأنا هناك على مواجيدِ الرَّجاءْ

تنأى المدائنُ ..

أرقبُ الآن انبلاجى

لاشتياقى دفءِ أروقتى الذَّبيحةِ ..

لاشتياقي منزلى

ها .. منزلى

دوماً يشاركنى اليقينَ ..

- على الجوارِ – مرابطاً عند الخباء وفى المساء الخاملِ

ألتاعُ خشيةَ هؤلاءَ القادمينَ .. لمنزلى

ألتاعُ من لغةٍ غريبةْ

ألتاعُ من ذبحِ الحفاوةِ بالخيانةِ ..

عند ( طيبةْ )

وأبى – كما الأيامُ – يسبح فى الكرى

لم ينتبهْ

غيظاً أعُضُّ أصابعى

أُمِّى التى على الطرقاتِ تلفظُ فى المنايا

وحدها

حين استغاثتْ باليبابْ

أُمِّى التى جاءت محمَّلةً

وفوق أعناقِ الأسى ..

جبلٌ من القشِّ الأساطيرى

وفى يديها ( فولنا ) المُعبَّأُ بالغيابْ

وأبى - كما الأيامُ - يسبحُ فى الكرى

لم ينتبهْ

حين استدارتْ حوله ..

تلك الذَّئابْ

غيظاً أعُضُّ أصابعى

كلُّ الهواجسِ .. عانقتْ

ذكرى ضياعى فى ممراتِ الشِّعابْ

وأنا هنا

وحدى ليدركنى انتظارى للمشيبِ ..

فى بواكيرِ الإيابْ !!

  

 

المُهرِّجُ ..

لا يستطيعُ الضَّحك

 

من عبروا

ونسوا عند نقاطِ التفتيشِ ..

مباهجهمْ

لم يكتشفوا إنسانيةَ ( داروينْ )

أو أزليَّةَ فوضى الإنسانْ

لازالت لكزةُ ذاك التنينِ

البوليسىِّ ..

نشيجاً ،

حين يفاجئهم سيفُ السَّجَّانْ

ثمةَ شخصٌ آخر ..

سريالىٌّ

يهربُ من بين سراديبِ    

اللامعقولِ ..

لمخبأهمْ

لحظةَ تأبينِ الهذيانْ   

والصوفيونَ / النثريونَ هنا  

ذاقوا خمرَ المعراجِ ..

ومن أبوابِ الغيبوبةِ ...

دلفوا عدةَ مراتٍ

واحدةً :

ليلةَ قتلِ ( الحلاَّجِ )

وواحدةً :

عند ظهورِ التَّثويرِ اللَّغوىّْ

مصبوغاً بأساريرِ الوجدانْ

وعلى حجرِ بازلتىٍّ

فى صومعةِ أحدهمْ

وجدوا إرهاصاتِ الكُهَّانْ

عبروا

فأنا لم أعبرْ وحدى

كنتُ حداثيَّاً / سوفسطائيَّاً

حين أحطِّمُ أغلالى ،

أدخلُ من ثغرِ نصوصى ،

أخرجُ من دُبْرِ الأوزانْ

ولكى أهربَ من ويلاتِ

المنفى / للمنفى

فعملتُ مُهرِّجَ سِْركٍ

أذكرُ حين تأجَّجتُ النَّارُ ..

بهندامى

كنتُ أنا

آخرَ جذوةِ فرحٍ

تضحكُ من أجلِ عجوزٍ شمْطاءٍ

كانت تبكى فوق ضفافِ

( التايمزِ )

فآهٍ .. يا أسمالى

يا غربةَ / غربتنا

يا ثوبَ العصيانْ

أحياناً

كنتُ أَصيبُ العامَّةَ

( بالهستريا )

رغم المُرِّ المُشتعلِ ..

ببئرِ الأحزانْ

قدرى أن أصبحَ

من رهْطِ الشُّعراءِ الثَّكلى

فى حضْرةِ غانيةٍ

- من مملكةِ الغجرِ –

نديمِ السَّحرةِ والجانْ

فلماذا تأبون قرابينى ؟!

ألكونى أحملُ فى كفَّىَّ جوازاً

إفرنجيَّاً

ومرَّرتُ بأقطارِ النهضةِ

- سهواً –

عند تخومِ النسيانْ ؟!

آهٍ .. ها .. لكنةُ أوجاعي

عادتْ

ها قبعتى / أنسجتى

من أجلِ محبَّتكم

تشتاقُ الأوطانْ

 

  

هِنْدٌ ما عادت هِنْد !!

 

صندوقُ الدُّنيا    

يا دنيا

خبأ من أسرارِ .. الغاباتِ .. عريناً للأُسدْ

يحكى للعالمِ ..

رحلةَ بنتٍ كانت ( هندْ )

من يتذكَّر :

ضحكتها ،

رقَّتها ،

مُقلتها وقت الهزلِ .. ووقت الجدْ

هندٌ  ما عادت  هندْ  

كم كان حُداءُ الإبلِ .. العربيةِ..

يعشقُ فيها الخجلُ الفارشُ

فى العينينِ ..

ويعشقُ فيها نبضُ حياءِ النهرِ القزحىِّ الممتدّْ

كم كنَّا نسمعُ دفءَ حكايتها

فى ( سوقِ عُكاظٍ )

نسمعُ رنَّةَ خلخالٍ بدوىِّ

يحمله التُّجارُ ( الكنعانيُّونَ )  ..

لأسواقِ (الصينِ ) ..

ويحمله ( الآشوريُّونَ ) ..

لأسواقِ ( السِّندْ )

فالليلُ .. على ربوةِ ( غِرناطةَ )

يعشقُ .. أطياراً وخيولاً

كانت لا تخشى القيدْ

 هندٌ  ما عادت  هندْ !!

باعت حتى النهدينِ الرجراجينِ ..

وباعت صبوتها

في الحاناتِ

وترتعدُ فرائصها

من خشخشةِ الزِّندْ

ضبطوها

آخر يومٍ

في ( اِشبيليَّةَ ) .. عاريةً

يصحبها الجُندْ

آهٍ .. يا حرفَ النُّورِ الضائعَ..

في قاموسِ المجهولِ

وآهٍ .. يا تنكيسَ الرَّاياتِ ..

وآهٍ .. يا صرخةَ هندْ  

فالعولمةُ .. تمزِّقُ نخوتها

تجتاحُ .. شرايينَ العتقِ / الصَّحوِ

وتقتلعُ العظْمَ / الجِلدْ

فالنَّدُّ هو المدُّ  ..

على شطآنِ ( المغربِ ) ..

وضلوعيِ نفسُ ضلوعي

واليمُّ بحذوِ يميني

والموتُ أمامي

 يشعلُ نوَّاتِ المدّْ

هندٌ  ما عادت  هندْ

تشربُ ما تشربُ من ترحالي

من مُرِّي النازفِ ، من أشلائي

تشربُ ما تشربُ من صرخةِ (قُدسي )

 تشربُ حتى ترنيم ( المهدْ )

 هندٌ  ما عادت  هندْ

تشربُ في كلِّ مساءٍ

كأساً للبورنو / للإستنساخِ

وترهنُ أسمالَ الجدّْ

تشربُ ذاكرةَ الأرضِ / ثمالةَ بيتِ المـــالِ

وتشربُ من كأسِ الإنترنيتِ/ الجاسوسِ الإفرنجيِّ

وتشربُ من كأسِ الحاسوبِ الصَّلدْ

 هندُ ُ  ما عادت  هندْ !!

و(ابن زيادٍ ) فى ( محكمةِ التَّفتيشِ)

الماسونيَّةِ ..

يُسْتجوبُ قبل الجَلْدِ وبعد الجَلْدِ

والعمرُ هو العمرُ ..

غريبٌ

في هودجها

يتحلَّى بالفرحةِ ..

يتخضَّب بالزُّهدْ

يا صحرائي النائمةَ ..

لمن  هذا الدرع؟

لمن هذا السيفُ ؟!

لمن هذا الغمدْ ؟!

فحجابكِ ليس غريباً عنِّى

ليس بعيداً عنِّى

فانتظري ( أندلساً ) أخرى

تبتعثُ المجدْ!!

 

 

 

لم تكن بلاداً غير بلادي

 وطنى لم يكنْ وطني

كان كهلاً يبيعُ الخرافةَ

- خبزَ الخرافةِ -

للعابرينَ

ولا يستحى أن يلاحقَ عُرِّى الصَّبابةِ

أو يعشقُ النادلةْ

وطني يشربُ القهوةَ ،

الانكساراتِ .. باردةً

ويشاركنى

فى احتلالِ مساءاتِ

كلِّ المقاهى

يكذِّبنى

حين يصرخُ نردى

على الطاولةْ

يمضغُ العتقَ / ريقَ المروءةِ

يلفظنى ،

يسلبُ البوحَ منِّى ،

يساومُ فى أضلعي

ساعتى العاطلةْ

ظلَّ يُنكرُ خارطتى

ظلَّ يصحبنى للمواخيرِ،

للحفلاتِ (التَّنكريَّةِ) ليلاً

يُحيكُ المزاداتِ ..

حين تأتينا القافلةْ

ثم يهمسُ فى أذنى

إنَّنا خاسرونُ التُّخومَ ،

المواجيدَ ،

إن لم نعاودْ – هنا -

الانتحارَ أمام الحافلةْ

يا إلهى ..

لماذا زرعت بقلبي الحقيقةَ..؟!

ألقيتني

فى طوابيرِ ذاك الصراعِ..

ولم ترجئَ الآن سيفَ المواقيتِ ،

فلسفتى ،

دمعتي الذَّابلةْ!!

لم تكنْ لي بلادٌ تغرِّدُ ..

غير بلادي

الشوارعُ،

نافذتي ،

نفسُ أعمدةِ الكهرباءِ ،القرى المُهملةْ

لم تكنْ لى بلادٌ تغرِّدُ ..

غير بلادي

العاشقاتُ ،

بناياتُ حلمٍ وئيدٍ،

نباحُ الحواديتِ ..

سربُ الأوزِّ الملائكىِّ

على صفحاتِ الجداولِ..

مدرستى ،

وجهُ محبوبتى ،

لمَّةُ العائلةْ

لم تكنْ لى بلادٌ تغرِّدُ ..  غير بلادى

تبرِّرُ لى الإنتماءَ ..

إذا عاودتني المحنُ ، الذكرياتُ ،

شجيراتُ تلك الرُّؤى المائلةْ

ربَّما

تدهمُ الأمنياتُ ،

أراجيزَ عشقِ القصائدِ

 فى مهدها

ربَّما

تطلقُ ترتيلَ أيقونتي

للكوابيسِ

تخشى حصاني المقيَّدَ .. فى خوفه

تطمسُ .. الدَّمعَ

فى صلواتِ أبى النَّافلةْ

إيهِ يا موطنى !!

ربَّما كُتبى لا تثورُ علىَّ ..

اعتسافاً لصدِّ الحضاراتِ

عن بيتنا

فقضايا اغتصابِ الثَّرى فى محاكمنا

لا تزالُ ..

هنا ماثلةْ

ريثما عادنى فشلي

كلَّما عاتبتنى جثثُ المدائنِ،

مُلهمتى ،

ذكرياتُ الطفولةِ ،

جارتنا القابلةْ

وطنى لم يعدْ وطنى

واسألوا

رجرجاتِ الحقولِ ،

السواقى ،

تجاعيدَ أرضى،

دهاليزَ تلك الرُّبا الحالمةْ

وأسألوا ماتشاءونَ

من نخلنا المُستباحِ ..

فما عاد يُجدى حنينُ

ضفافٍ

بفيضِ السَّنا جاهلةْ!!

 

 

 

 

اقـرأ ُ فيكِ طلاسمنا

 رُدِّى كلَّ خِطاباتي

فالغربةُ تشعلنى

وأخافُ بأن تخجلَ منِّى الأمطارْ

إنِّي مُرتحلٌ

أقرأُ فيكِ .. طلاسمنا

أُقرأُ ما كنَّا نعشقه

حين تفيضُ الأنهارْ

ماذا خبَّأتِ.. لنا ؟!

هذا عامُ الجدبِ القادمُ .. من مقلتنا

يسبى دفءَ النُّوَّارْ

هذا منزلنا

لا يملكُ أنفاساً

فى زمرةِ جدرانٍ راقدةٍ

لا يملكُ سرَّ الإبحارْ

هذا منزلنا

لا يملكُ نافذةً

لتطلَّ على جسرِ مواجعنا

فالدَّوحُ غرسناه بحذوِ حنينٍ

لم يسأله طيرٌ رحالٌ

أين  الأوكارْ؟!

القرويُّونَ على مقربةٍ منَّا

رُدِّى كلَّ خِطاباتى

لا نقتلُ حُلماً فى كتبِ الفقراءِ..

ولا نتناولُ حبَّاتِ الصبرْ الأخضرْ.. 

إلاَّ حين تنامُ الأقمارْ

من يقتلُ ( رومنسيَّاً ) ، فى السَّيرةِ ..

يجترُّ علينا قبل اللَّيلِ جحافلَ مُرٍّ

وستدفعُ شهقتنا الجزيةَ ثانيةً

لن يُجدى دمعَ الأسحارْ

ما أطولَ غفلتنا

ما أطولَ ليلَ هواجسنا

هذا سقفُ البيتِ سينهارْ

الآن تمورُ عليه : 

- أعوادُ القشِّ المُبتلَّةِ بالماضي

- الحطبُ النَّازحُ من أطرافِ حقولٍ

نامتْ نوماً أبديَّاً

-أشلاءُ الذُّرةِ الرَّاكضةُ فى غورِ

مواسمنا

-ترنيم㶋;تُ الَّصبَّارْ

أقرأُ فيكِ ..  طلاسمنا

وبقايا اللَّهفةِ وجنونِ الأشعارْ

فمواجيدٌ من ذكرى أشواقٍ ولَّتْ

مازالت فوق السَّطحِ .. تغنِّى

ألحاناً لا عهدَ لنا برتابتها

أو بخمولِ الأوتارْ

فالنَّوْرسُ مازال يعانى الوحدةَ..

وسط شتاءٍ مسعورٍ ،

يهربُ للإعصارْ

أمَّا من خرجت فى رحلتها المُعتادةِ..

قبل الفجرِ ..

فهذا موسمها كى تشقى

من أجلِ عصافيرٍ لاجئة ٍ

فى كنفِ الأشجارْ

رُدِّى كلَّ خِطاباتي

من يسلبُ حلمَ حمامتنا ..

الصُّغرى

من يسرقُ غنوتنا ،

دهشتنا

من ينزعُ منَّا الأسفارْ ؟!

فاللَّهوُ وشيكٌ  أن يمضى

يحملُ طيَّاتِ هزائمنا

يقتلُ فينا الأسرارْ

نـحن الآن .. على قلبِ نشيجٍ

عُذرىٍّ .. سيطوفُ بنا الأمصارْ

فدعينا

نصهلُ من داخلِ غُرفتنا

أنشودةَ عتقٍ

داعبناه كثيراً

وحكايا شتَّى عن عبقِ الأزهارْ

رُدِّى كلُّ خِطاباتى

هذا الوجعُ .. أخى

لن أعزفَ ألحانَ اللَّوعةِ ثانيةً

لن أجترَّ عليكِ الأخطارْ

فدعينى لأنامَ على صدركِ ..

إنِّى مُرتحلٌ

حين تفيضُ الأنهارْ

ما كنَّا نتعاركُ حين تضجُّ دموعُكِ

ما كنَّا نجرؤُ أن نعصى أطيافكِ .. فينا

أو نغضبُ غضباً

من هجرٍ عارمْ

هل رحل غرامكِ .. حقَّا ؟!

هل رحل أليفكِ ..

ما عاد يريدُ .. شقاوتنا

أو يأنسُ شوقاً للقمرِ الحالمْ ؟!

هذى فرشتهُ الجيريَّةِ

لن تحضنَ جدراناً بعد اليومِ ..

ولن يبكى وطنٌ نائمْ 

فجداولنا خاويةٌ

من جلبةِ وَجْدٍ

حنَّ لصحبتنا ، 

حنَّ لشوقٍ هائمْ

رُدِّى كلَّ خطاباتى

هذا اللُّيلُ الفارشُ ..

فى أروقةِ المنزلِ ..

مُعتاداً أن يشربَ قهوته فى صحبةِ أعنابى

إياكِ بأن يزعجهُ أحدٌ

أو يفزعهُ قادمْ

اللَّعنةُ كلُّ اللَّعنةِ ..

قد يذهبُ بصركِ .. أبديَّاً

قد يفترقُ .. كلانا

ونفرطُ فى منزلنا / فى هدأتنا

لغريبٍ ظالمْ

رُدِّى كلَّ خطاباتى

هذا شهرُ ( ينايرَ )

حين يعاودني

أنغلقُ على شعرى

وبسرِّ طلاسمنا

أعتزلُ العالمْ !!

 

  

الليّلُ يفرشُ ليس كعادته  مداه !!

 

 

أيُّها الصُّبحُ :

يا سجنَ كلِّ الغُزاهْ

وطني ماردٌ

يهدمُ الآن حصنَ الدَّياجى

سيخرجُ من بين ذاكرةِ الإنزواءِ ..

ليبعثني للحياهْ

ذات يومٍ ..

سنفترشُ الطَّرقاتِ ..

نُغنِّى أراجيزَ بعثِ المساءاتِ ،

أنشودةَ العتقِ ..

بين الفلاهً

نـحتسى من غديرِ المجرَّةِ..

صحواً

وننزعُ من بين قبوِ الضُّلوعِ ..

جذورَ التَّخاذلِ ،

نوقدُ زيتَ السِّراجِ ..

بمحرابِ قُدسِ الصَّلاةْ

هاهنا فارقبوا

عند صخرةِ تلك الطُّفولةِ ..

عشنا سويِّاً

نداعبُ سربَ الفراشاتِ ،

نركضُ

خلف الأيائلِ كى لا نودعُ نهرَ الحياهْ 

كنَّا نلملمُ ..

حلمَ الذُّرا ،

نستعيرُ الفضاءاتِ ..

واللَّيلُ يفرشُ ..

- ليس كعادته –

فى البراحِ .. مداهْ

فغداً

عند تلِّ الجروحِ ..

تؤوبُ إلى الوكرِ كلُّ الطيورِ ،

اليماماتُ ،

يرقصُ صبوُ الربيعِ الأغرِّ ..

هنا فى رُباهْ

إيهِ .. ياليلُ

هذا الثَّرى ينحنى للتراتيلِ ،

يصهلُ

عند اقتلاعِ مروجِ البطولةِ ..

يشعلُ فينا لظى الانتباهْ

ليتنى ..

ما ربحتُ أساطيرَ

كنزَ الملوكِ ،

نسيمَ التخومِ ..

قرونَ التعاظمِ ؛

فالانكسارات لا تنتهي

كلَّما فاء جاهٌ ..  لنا

مات جاه

ليتنى ..

بالأمانى صرختُ..

على الإنفلاتِ ،

الضياءِ ،

عرجنا سويَّاً

لمعراجِ نبعِ النواميسِ يوماً

هدمنا ممراتِ هذا الخنوعِ ،

عصفنا بقيدِ الطُّغاهْ

فَلَكَمْ عشتُ بين النواطيرِ

أرعى الأباءَ ،

الصَّمودَ ،

 الأهازيجَ ؛

والزهرُ يرتعُ بين شذاه

أيُّها الواهمونَ :

قواربكم خلفَ عِْبءِ السُّباتِ ..

تساومُ كلَّ اتجاهْ

ربَّما يلزمُ البائسونَ شواطئهمْ

قبل أن ترسلوا

متنَ ذاك النُّضارَ ..

إلى مملكاتِ الخريفِ ..

لتنتظروا ؛

لم يمتْ بعد خدرُ صباه

فالزَّبانيةُ القادمونَ ..

بسِفْرِ الخُروجِ ..

- علانيةً –

قرَّروا ذبحنا

يا إلهى ..

فهل ركعتانِ ستكفى

قبيل التَّهجُّدِ ؛

كيما نُعيدُ إلى اللَّيلِ يوماً

رؤاه ؟!

خمسون ميلاً للصمود

لا جديدْ

هكذا أخبرتنى النَّهاراتُ

- عن صهوتى -

حين قابلتها من جديدْ

هكذا لم يعدْ

فى حقولِ السَّنابلِ..

غير ( خيالِ المآتةِ)

يتلو علينا

مزاميرَ عتقٍ

ويحلمُ فى كلِّ عيدْ

لا جديدْ

صوتُ غرباننا

ضلَّ أضرحةً للدُّجى

فوق تلك المنازلِ ..

عاد يحلَّقُ ثانيةً،

يسكنُ الآن مبنى البريدْ

لا جديدْ

طوقنا

فى رقابِ البلادِ / بلاداً

وعولمتى فى الممراتِ ..

تطمسُ فىَّ النَّشيدْ

فالبنادقُ تحصدُ هاماتِ

حلمٍ كسيحٍ

وتُنْبتُ فينا المتاهاتُ ..

أغلالَ صمتٍ شريدْ

لا فيالقُ بعد الفتوحاتِ ..

تأبى الرُّجوعَ لمخدعها

دون خنجرِ طعنٍ وئيدْ

مات ( طارقُ ) فى قبوه

الآن ..

يا أختَ ( أندلسي )

مات فى قصره

أجلسوه على العرشِ

منكفئاً لا يُغنِّى - كعادته -

لحنَ ذاك النَّهارِ العنيدْ

مات يا أُخْوتي غارقاً

فى دماه

ولا أحدٌ يخبرُ الآن

أحفاده

من سيخُرجُ بين القرى

يطلبُ الثَّأرَ فى قتله

من جديدْ

كيف نتركُ- يا رقَّنا -

صرخاتِ العصافيرَ

أن تتوسَّدَ من ذلِّها

موطناً

وتضاجعُ وهماً

بأسواقِ بيعِ العبيدْ

لحظةً

فحوائطنا شبهُ مبكيَّةٍ

لا تموتُ على الأرضِ

واقفةً ..

مثلنا

لا تلوذُ إلى دمعها مرَّةً

كيف تهجرُ أمٌّ

صبىَّ الصَّباحِ الوليدْ ؟!

حين عاد الضِّياءُ لنا

شاكيا لم نجدْ

غير جثته فى ممرِّ البلاطِ

وجدناه يقبضُ بالمجدِ

فى كفِّهِ

يا إلهى فنفسُ الدِّماءِ ..

دماءُ الخيانةِ .. حذو

الوريدْ

عاد جرحُ المساءِ وحيداً

وعادت دموعُ الصَّبايا  

لتنزفَ ( أندلساً )

فى جحيمِ الهروبِ ..

لنكتبَ نعىَ شوارعنا

لنكتبَ ذكرى ممراتنا ، لهونا ، شدونا

وامتطاء الجريدْ

وسيُكتبُ حُلماً ببابِ

المدائنِ .. دوماً

لطفلِ الحجارةِ ..

لو لاح ذاك الرَّدى

من بعيدْ

لا جديدْ

هذه غربتى سلِّموها بقايا

انقراضي

ولا تغضبوا ذات يومٍ

إذا ضلَّ بالعتق ساعي البريدْ !!

 

 

أغنيةٌ للفرات الحزين

 

هذا البكاءُ لمن تنزَّي – فى التُّخومِ –

لكى نكذَّبَ كلَّ عينْ ؟!

هل فرَّتْ الأعرابُ فى غورِ الهروبِ ..

مُجدَّداً

وتحالفتْ – قبل الطَّوافِ –

مع المخاوفِ مرتينْ

مات القصيدُ .. على (الفُراتِ) ..

وكان مكتوفَ اليدينْ

وتمرَّدتْ فينا الهزائمُ ..

من قبائلِ ( حضرموتَ ) ..

إلى بلادِ ( الرَّافدينْ )

بعناكِ يا ( بغدادُ ) عمداً

مثلما بعنا ( الحُسينْ )

فى ( كربلاءَ ) الآن نهرٌ من دماءٍ

مُهْدرٌ

فلمن نسدِّدُ كلَّ دينْ

مَنْ يطمسُ  الأكفانَ مَنْ ؟!

من يطمسُ الأحزانَ من ؟!

من يطمسُ الأوجاعَ من ؟!

من يقتلُ الأسحار من ؟!

نفسُ السِّيوفِ سترفعُ الآن المصاحفَ ..

تستغيثُ بآيةٍ أو آيتينْ

 من يذبح الغدران من ؟

رسلُ الخوارجِ ما تزالُ تجهِّزُ

الآن العتادَ بمن ستبدأ ُ،

والرَّدى لم يعطنا شرفَ القتالِ ..

ونسخ ذاكرة ترابط فى (حُنينْ)

أسنأخذُ الخوفَ المريرَ مطيَّةً

ونبايعُ الجبنَ المُهاجرَ ..

فى سرايا البين بينْ

فترحَّموا

حدْسُ القبائلِ هاربٌ

أقدامه فى البيدِ نازفةٌ

بدون الحدوتينْ

فترحَّموا

شاخ الصَّهيلُ ..

ومات سيدنُا ( الحُسينْ ) !!

 

  

خطوةُ ُ واحدةُ ُ

وألمحُ بيتى !!

أخرجُ من بيتي

منكفئاً

بتجاه رصيفٍ

يصرخُ بدماءٍ لأنُاسٍ غيرى ،

و يقاسمنى صرخاتى

وبحذو الغربةِ ..

أدلفُ من صومعتي

لكهوفِ أخرى

تعكفُ فىَّ ملامحَ ذاتى

أشتمُّ صباحَ / مساءٍ

رائحةً أعرفها

تشبهُ رائحةَ بناياتى

تنبحُ كلُّ كلابِ شوارعنا

أدلفُ / أدلفُ

تسرقنى خطواتى

وكعادتها للتيهِ تسلِّمنى

تصلبُ مرحى ،

بؤسى ،

تصلبُ أحياناً أوقاتى

فى ناصيةٍ تبعدُ أميالاً

عن مرقدِ ذاكراتى ،

تفجؤنى كرةٌ من لهبٍ

كانت تركلها أنَّاتى

أدلفُ ..

تصدمنى أقدامٌ عاريةٌ

وغطيطٌ

يشنق فىَّ مسافاتى

كنت هنا طفلاً

من يعرفنى ؛

لا يعرف أبداً مأساتى

أدلفُ ..

ضوضاءٌ  فى الميدانِ تلاحقنى

تزعجُ أبراج.. حماماتى

ويمورُ على الأسفلتِ .. حنينى

ويعجُّ اللَّيلُ .. بأوجاعى

ويماطلُ فىَّ صباحاتى

فى هذا العالمِ ..

أضحكُ وحدى ،

أبكى وحدى

وتلاحقني شمسُ نهاياتي

أفهمُ لغةً

لطيورٍ تشدو

ولشجرٍ يشدو

ولنهرٍ يشدو

لكنِّى لا أفهمُ أبداً .. سرَّ متاهاتى

أفزعُ من عرباتِ الموتى

المارَّةِ – سهواً -

بجوارِ الشُّرفاتِ

أفزعُ من ( تمثالِ الخوفِ ) .. الواقفِ

فى حقلِ .. الحنطةِ ..

أفزعُ من أبواقِ الجنرالاتِ

سأموتُ ولا أدرى – ياربُّ –

إلى أين يحلِّقُ طيرُ صباباتى ؟!

ألمحُ بيتى

فغريبٌ بيتى

لا يفتحُ أذرعه .. يعانقنى

ويهدْهدُ فىَّ عذاباتى

تنبحُ كلُّ كلابِ شوارعنا

وأعودُ لبيتى منكفئاً

تسرقنى ثانيةً خطواتى !!

 

 

يقرأ ون الأسحارَ

على مرقد ِالبُشرى

 

(رمضانُ) أتى

..............

..............

إيهِ يا ( رمضانُ ) !!

هلَّلتَ على عيرِ تلك المواقيتِ ..

ثانيةً

تحملُ النُّورَ ،

فيضَ  الخشوعِ ،

العبادهْ  

يا لَصبْركَ !!

وَعْثاءُ ذاك الطريقِ ..

تحاصرنا

فنسيناكَ .. لولا ( فوانيسُ ) طِيْبكَ ..

تسرجُ مبخرةَ السَّعادهْ

وأخالُ فى بلدتى

فرحٌ لا ينامُ ..

ولا تستريحُ مئذنةٌ

من تباريحِ غرسكَ ..

كم ذا يعزُّ علينا انتهاءَ الشَّعائرِ ..

والفجرُ يطوى حصادهْ

إيهِ يا ( رمضانُ ) !!

فياليتَ كلُّ الشُّهورِ تنامُ على راحتيكَ ..

تقرِّرُ أن تستريحَ ،

تخضِّبَ رجفتها بالشَّهادهْ

ربَّما

عبقُ الصَّومِ .. ( قاهرتى )

ينزحُ الآن ..

من روضةِ الابتهالِ ،

التراويحِ ،

من مدفعِ ( القلعةِ ) المستكينِ ..

بطودِ البطولةِ ..

والجبنُ يرنو مزادهْ

...  ... ... ...

يا لها بلدتى

( قمرُ الدِّينِ ) يحضنُ أجولةَ التَّمرِ ،

دفءِ المشاعرِ ،

أرصفةَ الزَّاهدين ،

(كُنافةَ) حارتنا

ويزفُّ على السُّوقِ دوماً عنادهْ

والمباخرُ كم ذا تحنُّ ( لمجرى العيونِ )

وتعشقُ حيَّ ( الحُسينِ ) ،

وتبعثُ من كلِّ عصرٍ رقادهْ

يا لها بلدتي

تنتشى حين مَرَّ السُّحورُ .. بنا

فى هوادهْ

يالها بلدتى

فَأَكَمْ من فتوحاتِ جُندٍ

تراءت هنا

تستعيدُ الأغاريدَ ،

عصفَ الصُّمودِ ..

ونيرُ انتفاضتها يمتطى جوادهْ

إيهِ يا ( رمضانُ ) !!

يعاودنا

عطرُ أرْجكَ ،

زخَّاتُ / رمضائكَ ( الفاطميَّةُ ) ،

(بابُ الفتوحِ ) ،

تخومُ بساتينكَ المُستعادهْ !!

... ... ... ...

إيهِ يا ( رمضانُ ) ..

فما زلتَ تغمرُ أضلعنا

بالضِّياءِ ..

تمرُّ على التَّراتيلِ – دوماً – طيوفكَ ..

تُثرى الرِّحابَ ..

وبين الشُّهورِ ..

تزيِّنُ عتقاً يمورُ بكلِّ الجوارحِ ..

يهمى على ساعديه نجادهْ

( رمضانُ ) آتى

فسينزحُ قرب التُّخومِ / القبابِ / غداً

وسينزحُ رغم الدَّياجى

فكلُّ الشَّياطين تخشى زنادهْ!!

 

النّزوحُ من أوردةِ الخوف

 

لو نفرضُ أنَّكَ شخصٌ آخرَ ..

أطيبَ منكْ

كيف ستنظرُ فى المرآةِ صباحاً

كى تسترجعَ وجهاً لبشوشٍ

يبحثُ عنكْ

حين تدقُّ طبولَ الغضبِ النَّائمِ ..

قلِّبْ وجهكَ ثانيةً

من أنتَ ؟! ومن كنتْ ؟!

أىُّ قناعٍ لن يُجدى .. ؟!

حتما ستحاولُ هدمَ تقاسيمِ الماضى

كى تبنى كهفاً ما

بمكانِ ما

قبل نزوحكَ للموتْ

فعقاربُ ساعتكَ الظَّمأى

تسرقها أوتارُ الخوفِ ..

لتبدو مقتنعاً

أنَّكِ آخرُ شخصٍ غنَّيتْ

قلْبكَ لن يمرقَ منه

شبحٌ غيركَ

أمَّا أنتَ ستقتلعُ جناحيكَ ..

لتسقطَ ..

فى أقربِ ظلٍّ مذبوحٍ بالأسفلتْ

وستسألُ كلُّ المارِّةِ ..

ما جدوى أن تغرقَ فى نومكَ كلَّ مساءٍ

كى تهربَ منكَ .. إليكْ

ثمةَ كابوسٌ

يعترضُ مسيرتكَ الولْهى

ثمَّةَ سيَّافٌ يتدلَّى

يحملُ فوق حبوركَ سيفَ الوقتْ

لن تكتبَ فوق جداركَ

حين يهرولُ آخرُ أملٍ ممتزج بالصَّرخةِ ..

أنَّكَ لا تهربُ من وقعِ الموتْ

وستكتبُ نعيكَ فى  الجورنالِ ..

وتوصى كلَّ ذويكَ بقراءةِ فاتحة لغيابكْ

أو كلُّ خميسٍ تخرجُ من شبحكَ..

تقرأُ أنسامَ  البيتْ

 لستَ غبيَّاً

لستَ نبيَّاً

فتظاهرَ أنَّكَ شخصٌ آخرَ

حتماً ستعودُ لتقفزَ من نفسكَ ..

وستنقشُ فى ذاكرتكَ ..

أنَّكَ شخصٌ آخر ..

أطيبُ منكْ !!

 

تصريح ٌ بالانتظار

 

أشخاصٌ عاديون .. على أوجاعِ شوارعنا الغربيَّةِ ..

مرُّوا ممتشقين ضجيجاً كان لهمْ

ألقوا علىَّ سجائرهمْ

مازلتُ هناكَ..

أهرولُ فى جلْدي

أصنعُ أشباحاً من خوفي

ولأنِّي ( كنعانىٌّ)

نوَّاتُ صقيعٍ لا أعرفه

تدهسني

ليست سنواتُ عجافٍ

أو سجنُ (عزيزٍ)

أحرسُ مبنى ( البيتزا )

وأفتِّشُ عمالاً

ليس بحوذتهم إلا أياماً مُتعبةً

حين تعاودني أغنيتي

فى موسمها الشتويِّ ..

أهاجرُ .. فى سردابٍ ما

أحملُ .. عمرى الضَّائعَ ،

شعرى ، غنوة أحلامى ،

ضحكاتٍ كانت فى مقلةِ أولادى

أعبرُ أرصفةً ما

أشخاصٌ  مرَّوا

فى شارعنا الغربىِّ بسياراتٍ فارهةٍ

أشخاصٌ ممتشقين ضجيجاً كان لهم ْ

ألقوا ما ألقوا

أشخاصٌ مرُّوا سهواً

فى غفلةِ مملكتى

مازلتُ هناكَ على حافةِ ليلٍ يجثو,

أحرسُ مبنى ( البيتزا )!!

 

 

ثمة طريق للضياء

 أفتحُ النَّافذةْ

لا تفارقنى دهشتى

حين تمرُّ بقايا القرونْ

هكذا اعتدتُ أن أراقبَ العرباتِ التي جرجرتها

المواجعُ ؛

خشية دمعى الحرونْ

أفتحُ النَّافذةْ

ولأنَّنى ارتميتُ على جُنْحِ ليلى المُفخَّخِ ..

قرب العصورِ المطيرةِ وحدى

تراودنى صرخاتُ الشُّجونْ

ولأنَّ الضَّجيجَ يقبِّلنى

و النَّهاراتُ نامت على نـحرِ ذاك الصَّباحِ

المبَّعأ بالأقحوانِ ..

لأفتحَ ثقباً جديداً بنفسِ الجدارِ ..

لكيما تحطَّ الفصولْ

لا تفارقنى دهشتى

حين مرَّت تواريخُ تيهى

تأنِّبُ وقعَ السَّنابكِ ..

لو مَرَّ نزفُ الخيولْ

فتفرُّ الهواجسُ مثقلةً بالأسى

حينما تتراكمُ بين الدُّروبِ الطُّلولْ

أفتحُ النَّافذةْ

حين يضحكُ من رمسه ( المتنبِّى ) ،

( المعرِّى )

وموُّالنا لا يزالُ رهينَ العمى

لا يزالُ يشاطرنا ( المحبسين ) ،

ارتشاف اللُّحونْ

ريثما قتلوا اليوم ( حلاَّجَ ) تلك الممالكِ

يا صرخةَ الحزنِ كفِّى ..

فمن أجل تاجِ الممالكِ نبكى الثَّرى

ريثما الوافدون الجدُّدْ

يمرحون على نفسِ عزفِ الطُّبولْ

أفتحُ النَّافذةْ

حين عادت تغنِّى امرأةٌ

غنوتى

نفسَ طيَّاتِ عشقِ الجنونْ

أفتحُ النَّافذةْ

من يؤرُخِّ وجَدى / ووجد الرُّؤى

حين تصرخُ كلُّ السَّنابلِ..

وسط الحقولْ

أسألُ الآن عمري

لماذا المواقيتُ تمضى رويداً

ويزحفُ شيبٌ كسولْ

أسألُ الآن عتقى

لماذا مواسمنا

لا تزحزحُ صخرَ القيامةِ شبراً

إذا فاء نهرٌ خجولْ

كيف يسكننا الكهفُ ،

رخُّ الفلواتِ ثانيةً

كيف لا نـحتسى ذلَّنا

طيرنا ملَّ وأدَ الفراشاتِ فوق الغصونْ

كيف أعظمنا فى المساءاتِ تسرقها الآن ..

نفسُ الوحوشِ ..

ونفسُ كلابِ الشَّوارعِ ..

تنبحُ فى ممرَّات المنونْ

نفسُ ذاك .. الرَّصيفِ يرافقها دائماً

نفسُ زهرِ البيادرِ يأبى الذبولْ

ربَّما

روضنا يعشقُ الانتحارَ بسفحِ الرُّبا

ربَّما

نفسُ أيكِ الخمائلِ لا يرتضى سلَّماً للنزولْ

أفتحُ النَّافذةْ

ألمحُ الآن نفسَ الخيولْ !!

 

 

  

العصافير ُ تعشقُ أوكارها

 وقفتُ على البابِ يوماً

أعافرُ حظِّى

وكنتُ كما تعلمون أبيَّا يردُّ العطايا

ويزدادُ حاجبكم فى ازدرائى

وأجترُّ شعرى

وشعري تنامُ على ساعديه رؤايا

فكلُّ الصَّباحاتِ حطَّتْ عليه

دموعاً ،

وزهراً يغطى دماءَ خُطايا

أقيموا على الشِّعرِ حدَّاً

فليستْ تخافُ لحونى المنايا

فهل تستقيلُ العصافيرُ من حلمها ذات يومٍ ؟!

وكيف تموتُ من العشقِ يوماً

قلوبُ الصَّبايا ؟!

رنيـنُ الشعـر

أعْلمُ أنَّ الزهرَ .. يموتْ

أعْلمُ أنَّ الغصنَ اليافعَ ..فى هَدَرَاتِ خريفٍ

حتماً سيموتْ

أعْلمُ أنَّ دموعَ الشَّجرِ النَّائمِ فى أحلامى

ما هى إلا دموعٌ

من شجرِ التُّوتْ

أعْلمُ أنَّ الضِّلعَ النَّاقصَ فى جسدى

منسىٌّ فى بطن الحوتْ

أعْلمُ أنَّ عصوراً جادتْ

وعروشٌ ما زالت ترقدُ فى التَّابوتْ

لكنَّ رنينُ ( الشِّعرِ الحرِّ )

يدوِّى

لن يرغمه سيفُ سكوتْ !!

 

 

الليّلُ  كما عودنى

 

(1)

 

اللَّيلُ كما عودنى

همجىٌّ جدَّاً

يأخذُ رشفةَ وجدى

ثم يسافرُ .. للأسحارْ

اللَّيلُ .. كما عودني

يمْرقُ من شوقى

يتسلَّلُ /

يتسلَّلُ ..

حتى تفجؤنا الأقمارْ

من غنَّى

أغنيةَ العشقِ .. المنْثورةَ ؟!

مَنْ غنَّى

والذِّكرى تصرخُ بين الأوتارْ ؟!

 

(2)

 

اللَّيلُ كما عودنى

يخفى طيفَ صبابتنا

يفضحُ سرِّى

للأطيارْ

اللَّيلُ .. كما عودنى

يمسحُ حزنى

ويسربلنى

بالدِّفءِ النَّازحِ من سحبِ الأمطارْ

أرقبه..

يرقبنى

من منَّا يحملُ صكَّ الأعذارْ ؟!

 

 (3)

 

اللَّيلُ كما عودنى

يمرحُ .. بين قصيدى

يسرقُ حلمى

المدفونَ ..

بحذو الأنهارْ

اللَّيلُ .. كما عودنى

طفلٌ

يغضبُ حين  أعاتبه

لو قطف صباحاً  

من وسط الأزهارْ

هو يعرفنى

أعرفه

لكنَّ .. عذوبته

تشعلُ فىَّ الإيثارْ

 

 (4)

 

اللَّيلُ كما عودنى

زيرُ نساءٍ

يتأبَّطُ شرَّاً

 حين مجىءُ النَّيزكِ ثملاً

فى حلقاتِ السُّمَّارْ

اللَّيلُ كما عودنى

يشربُ من بئرِ الُيتمِ..

يجالسُ ..رهط

بناتٍ للحلم .. المفقودِ ..

يراقصهن

على وقع حفيف الأشجارْ

حين تمورُ بساتينى

يفرشُ أجنحةَ الذِّكرى

ويلوِّحُ بالإعصارْ

 

  (5)

 

اللَّيلُ كما عودنى

وطنٌ

لو ماتت فىَّ حكاياتي

لو ماتت كلُّ الأوطانْ

اللَّيلُ كما عودني

آخرُ قافلةٍ

مرَّت

قبل شروقِ الماضي

مسلوباً

من نبضِ الخفقانْ

عاشت أوردةُ الحنظلِ ..

عاشت لى

اليوم تذكِّرني

أنَّ اللَّيلَ .. ربيبُ النِّسيانْ

 

(6)

 

اللَّيلُ كما عودني

مسحورٌ

الطَّلُّ ..

عصا ( موسى ) ..

السَّحرُ .. سفينةُ ( نوحٍ )

نجمات اللوعة .. عُكَّازُ (سليمانْ)

اللَّيلُ .. كما عودنى

البدوىُّ الأوحدُ – يا زمنى –

فى تلك الأزمانْ

لا أدرى

كيف مساءاتى

تغضبُ دوماً

عند هروبِ الأحزانْ

 

 (7)

 

اللَّيلُ كما عودنى

منفىٌّ

من أولِ عَقْدٍ .. فى ميلادى

حتى آخر .. عَقْدٍ

فى الأكوانْ

اللَّيلُ كما عودنى ..

آخرُ قلبٍ لى

لم تمسسهْ

هدراتُ هُيامٍ

أو وخذُ الوجدانْ

اللَّيلُ كما عودنى

آخرُ ترنيمٍ

أعشقه

يعشقنى

آخرُ إصباحٍ يمسح عنى خوفي وسط جزوعِ الإيمانْ

  

(8)

 

اللَّيلُ كما عودنى

أولُ صدِّيقٍ

بايعنى

لحظةَ نشرِ نبوءاتى

عند تخومِ العصيانْ

اللَّيلُ كما عودنى

عاش .. صديقى

مات .. صديقى

فى آخرِ نَفَسٍ

كان يردِّدُ :

من ينسجُ ثوبَ الأكفانْ ؟!

آهٍ .. يا آخرَ كابوسٍ لى

من منَّا يترنَّحُ

هل ليلى

أم حلمى ..

النازحُ  من جوفِ

الغدرانْ ؟!

 

وطنٌ لا يريدُ ..  اللّجوء

 خاصمتنى الرِّياحُ ..

فلم أستطعْ منحَ ذاكرتى

وطناً لا يريدُ اللُّجوءْ

يالها من تعاليمِ مملكةٍ

خاصمتنى أنا

وأنا أنزفُ الآن فى الطرقاتِ وحدى

ووجهى بوجهِ الهدوءْ

ولماذا تبثُّون كلَّ النواطير حولى

وحول أغاديرِ عتقى

وطيرُ التَّيمُّمِ بين الفيافى

يريدُ الوضوءْ

هذه الأرضُ ليست لنهرٍ سوانا

وليست تحبُّ سوانا

ولا تستطيعُ التَّباهى ..

 بتلك النَّتوءْ

هى لى رايتى

حارتى ،

فرحتى ،

زهرتى ،

هرَّتى فى غيابى تموءْ

خاصمتنى الرِّياحُ ..

ولم تستطعْ

منحنا هبةً.. ريثما

غليانُ الحوائطِ يا براقى

يراودُ دمعاً لنا

فالذى فى السُّجونِ .. معاهدتى

حالها حال عيشى تسوءْ

ولماذا تمدُّون زندَ الخنوعِ ..

لماذا ؟!

فعيرُ قبيلتنا

منذ عصرِ الفتوحاتِ شاردةٌ

من فخاخِ اللُّجوءْ .

 

 

الذى مات قد لا يموت!!

 الَّذى مات قد لا يموتْ!!

كلُّ ما مات أنفاسُ صبحٍ

تعثر بين المواقيتِ

- سهواً –

ولم يرقب الإبتهالْ

الَّذى مات قد لا يموتْ!!

كلُّ زفرةِ أغنيةٍ

لحظة الصحوِ ،

لم تحصِّن الطيرَ

فرَّت كما عودتنا قُبيل هطولِ المُحالْ

الَّذى مات قد لا يموتْ!!

ربَّما لا يذيعُ الجروحَ على العابرين

ولا يرتدى حُلَّةَ الانكسارِ

- علانيةً –

فى رواقِ النِّضالْ

ربَّما يا سُكاتى

يلملمُ فينا التُّخومَ ،

يثيرُ الجواشنَ ..

لحظة بدءِ القتالْ

إيهِ يا موكبَ الفجرِ .. يا رحلتنا للسَّماءِ ،

وللإنتهاءِ ،

فعند صراخِ المجرَّةِ

تهوى القوافلُ شدَّ الرِّحالْ

الَّذى مات لا لم يمتْ

وأسألوا  الصُّبحَ

كان يغنِّى أناشيدَ فتحٍ

قُبيل انـحسارِ الهلالْ

 

 

ولماذا يسرقنى العشق ؟!

 

حين خطف طائرها الأسطورىُّ ..

بقايا أشواقى

كانت كلُّ سحائبِ حزنى

ترقبه بين الأشجارْ

لم أدرِ .. لماذا حلَّق فى ( جزرِ الكاريبى )

خبأها

ثم توشَّح دفءَ الأمطارْ

يا لسذاجته !!

ألقى آخرَ قطعةِ ثلجٍ

للشمسِ

تدلَّى خلف الأنهارْ

صرختْ أحلامى

فخرجتُ أفتِّشُ

فى هدراتِ الموجِ ..

أفتِّشُ ..

فى هولِ الإعصارْ

وهناك بآخرِ سفحٍ

عاتبتنى

فلماذا أوهمنى .. القيظُ ..

بصكٍّ تملأهُ الأخطارْ

قالت لى الرِّيحُ .. اثأرْ

من أىِّ ممالكِ وجدٍ

تشمخُ وسط الأسوارْ

وأغتاظ الزَّهرُ .. وأعلنَ أنَّ الأشواكَ

عميلةُ هذا الإبرارْ

وأشارتْ لى بعضُ نُجيماتِ اللَّيلِ الولهانةُ

عن هدأةِ سرٍّ

 للأقمارْ

فتردَّدتُ كثيراً

قلتُ لنفسى والنبرةُ حيرى

تحملُ وجعَ الأوتارْ

ما بال اللَّهفةُ تشعلنى

لا تفتحُ لى جندولاً آخر

أو قوساً

يُرغمُ  ذاك المغوارْ

قالت لى قاتلتى :

يا أبْلهْ يا ذا الكلمات المعسولة ..

هذا الجدُّ .. هزارْ

فالحبُّ سيبقى منفيَّاً

تدميه الأشواكُ ،

وأغنيات الأطيارْ

قالت لى قاتلتى :

فأنا سيَّدةُ المنفى،

سيَّدةُ العشقِ ..

 وسرَّ التَّيَّارْ

 

  

طوبى للطير الواقف

.. فوق المذبح

(1)

 

طوبى للطيرِ الواقفِ فوق المذبحْ

طوبى

فلكلُّ ضفافِ النَّهرِ  .. ظلالٌ

 آتيةً من أقصى/ أقصى الغربةِ ..

تترنَّحْ

ظنَّ الطَّيرُ

بأنَّ النَّهرَ .. يبيعُ الأكفانَ ..

لمن يُذبحْ

والجدبُ هنالك .. يشعلُ جذوته

فى كلِّ جنانِ الصَّحوِ .. ولا يصفح ْ

لكن ما زال العتقُ ..

مديناً للطميِّ

ومازالت أزهارُ الرَّوضةِ

تخشى أن تسبحْ

ما ذنبُ الجندلِ ..

 ضلَّتْ فى البيدِ قوافلنا

 فلينبح من ينبحْ!!

 

(2)

 

طوبى لفراشاتِ الشَّمسِ وللأرضِ العاقر ..

ولكلِّ روافدِ هذا الحلمِ المِزْواجْ

طوبى للنخلِ المتسوِّلِ ..

ولكلِّ صراخٍ يصعدُ للمعراجْ

فالشَّمسُ تنجبُ بنْتاً

والقمرُ سينجبُ ولداً

من يا أبتى يحمى متنَ رباطِ الأزواجْ

 

(3)

 

طوبى يا حلفائى

رأسُ الحربِ .. مخافةُ حربى ..

من يُفدى الذِّئبَ ببعضِ نِعَاجْ ؟

من يعترفُ بكلِّ خطاياه ؟!

سيدخلُ من بابِ الغفران جزافاً

لن يحملَ  تاجَ الشَّوكِ..

ولن يدهسَ فوق زجاجْ

طوبى يا (حلاَّجون) المشرقِ والمغربِ..

نبحثُ عن (حلاَّجْ)

طوبى لملامحِ شاردةٍ

تمنحُ صكَّ العودةِ للمنفى

تنجبُ خارطةً

لا تعرفُ ( يثربَ ) من ( قرطاجْ )

من سيباركنى ؟!

أنا لا أطلبُ للنُّورِ .. غيوماً

أنا لا أطلبُ للأبوابِ.. رتاجا .. من خلف رتاجْ

أنا لا أزعمُ شيئاً

عينٌ تهمى فى أروقةِ الخوفِ ..

وعينٌ تحتاجُ الدَّمعَ ..ولا تحتاجْ!!

 

(4)

 

من كان ينادى بالقحطِ ..

فهذا القحطُ ترامى خلف الوادى

يتربَّصُ بالوادى

يوماً ما تخرجُ  مملكةٌ

ملأى بالفلاحين

ستخرجُ من ثُقْبِ الأمجادِ

يوماً ما يولدُ حلمٌ

معصوبَ العينين .. نـحيلاً

يطوى سرَّ بلادى

 

(5)

 

طوبى للدِّفءِ النَّازحِ ..

من أعلى النَّهرِ ..

إلى الوديانْ

طوبى للخرسِ..  

الفارشِ فى وطنى

طوبى للطفلِ المُمْسك .. حجراً

فى وجهِ الغيلانْ

طوبى لكفيفٍ يحرسُ أغناماً

تخطفه الحسرةُ إن لم تخطفْه الذُّؤبانْ

من ينقذُ عتقاً لمروجٍ .. فرَّت للأغوارِ ..

ومن يحملُ زاداً للأحزانْ

هذا ظلُّ الحبِّ المائلُ ..

مقتولٌ

فوق رُكامِ الأغصانْ

نُشْهدكمْ أنَّ النَّارَ ستحرقُ من يشعلها

وستخرج من هدأتها كالطوفانْ

 

(6)

 

أيَّتها الأنهارُ..

لماذا ترتدُّ الأنهارْ

 قد يكفى الطيرُ .. حُطاماً يتناثرُ ..

من قلبِ الذِّكرى قد يكفيهِ هروبِ الأوكارْ

قد يغتالُ النَّخلُ ،الهدءُ، الأيكُ ، العشبُ..

فأما العطرُ  ، فكيف يموتُ بحضنِ الأزهارْ ؟!

قد يُحْقنَ قلبُ النهر.. كراهيةً ،

حزناً،

بغضاً

لكنْ من يحقنه سُمَّاً ..

حتماً لا يعشق أىَّ ربيعٍ

ليعكرَ صفوَ الماءِ السَّاجى

والغابةَ والأشجارْ

من يدرينا

ألا يأتى الطيرُ

ليشربَ منه

ظنَّاً أنَّ النَّهرَ- كعادته- يغنِّى

فى رحبِ الأقمارْ!!

 

  

الشّعرُ.. مُظاهرتى

 

لن أخرجَ حين تمرُّ .. مظاهرةٌ

واعتبرونى

مرتدَّاً

عن صرخاتٍ كانت عربيَّةْ

واعتبرونى

مرتدَّاً

عن صرخاتٍ كانت قبليَّةْ

مازلتُ هنالك ..

فى منفاىَ الشِّعرىِّ ..

فلستُ مُحترفاً لشعاراتِ التَّحريرِ الهزليِّةْ

فاتهمونى الآن بما شئتمْ

بالكذبِ .. الأسودِ ،

بخيانةِ أرضى ،

عَلَمى ،

وبوأدِ المُثلِ الديمقراطيَّةْ

فاتهمونى الآن بما شئتمْ

بهتافاتٍ ضد الخوفِ ،

القهرِ،

الفقرِ النَّائمِ فى أسواقِ التبعيَّةْ

ماذا تنتظرون لحلمٍ مبتورِ الساقين ..

ولا يقدرُ أن يقفَ ..

على أرجله الخلفيَّةْ ؟!

ماذا تنتظرون ؟!

أنا من أُمٍّ مؤمنةٍ

تعشقُ نورَ الفجرِ ،

وقنديلَ الصَّحوةِ ..

لا تخشى طلقاتِ الهمجيَّة ْ

ماذا تنتظرون ؟!

أنا من أُمٍّ مؤمنةٍ

ينبعُ جدولها

من فوق جبال الوطنيَّةْ

هل لشعوبِ الأرضِ .. شعوبٌ

 مثل حروفِ قصيدى

فى عشقِ بلادٍ قزحيَّةْ

لن أخرُجَ حين تمرُّ .. مظاهرةٌ

راياتى ما زالت نائمةً

فى نفسِ ميادينى السلميَّة ْ

لن أخرُجَ حين تمرُّ .. مظاهرةٌ

ضاعت أرغفتى الممزوجةِ بدماءِ الحِنْطةِ

ضاعت فوق الأسلفتِ..

مِراراً

تحت الأحذيةِ القمعيَّةْ

ها ..غيظُ رصاصاتى

يشتاقُ رؤوسَ الغدرِ التتريَّةْ

الخرس هو الخرس يدوى فى حلقى

ما زال يحاصرُ فيَّ عروقِ الثوريَّةْ

سأظلُّ أخافُ الهرَّاواتِ ، العسكرِ..

وكلابهمو البوليسيَّةْ

لن أخرُجَ حين تمرُّ .. مظاهرةٌ

قد يُسْلخَ جلدى

أوتُفْقأَ عينى

أو أفْقدُ رجلى الخشبيَّةْ

لن أخرُجَ حين تمرُّ ..مظاهرةٌ

أخشى ما أخشى

أعمدةَ شوارعنا ، اللَّمةَ ، قافيتى الرمزيَّةْ

من يسمعنى؟!

هذى ليست بصماتى  ،

صرخاتى

ما جدوى استجوابى

أعشقُ زنزاناتِ الحريَّةْ

من يسمعنى؟!

ما جدوى استجوابى

أعرفُ سجَّانى

فى اللَّيلِ سيطلقُ من مدفعه

آخَر تنكيلٍ

لإدانةٍ صمتى

 ثم يداوى كلَّ جراحاتى

بسجائره المطفيَّةْ

لن أخرُجَ حين تمرُّ مظاهرة ٌ

لو صرختْ حتى كلُّ سنابل أوطانىِ،

لو صرختْ حتى كلُّ دساتيرى العرفيَّةْ

فمظاهرتى

فى دُرْجِ الجنرالاتِ ..

وأرضى ما زالتْ منفيَّةْ !!

 

  

لا تقربى !!

 لليل .. أسكبُ .. غنوتى

وألوذ للنهر المهيضِ ..

بقاربى

لا تقربى ليلاً رواه الشجوُ .. يوماً

وانبرى كيلا تهيم سحائبى

لا تقربى !!

كم ذا يمورُ الشوقُ ..

قرب كواكبى

وتحنُّ نجماتُ الُهيامِ

مُجدَّدا

ويظلًُ قلبى  خافقاً

كالراهبِ

وأدور لَلسمارِ .. أحكى

عن خباء العشق .. والعشاقِ ..

عن خفق المساءِ الُمعشبِ

فأنا المقاتلُ ..

فى صفوفك دائماً

أقتادُ .. رحْلكِ ..

فارقبى !!

وأنا المقاتل ُ .. فى هواكِ  .. 

أتنكرين .. كتائبى ؟!

وأنا دليلكِ  ..

لو نويتِ على النزوح ..

إلى الصباح الغائبِ

أنا ( يعربى )

وحدائى المنسىُّ ..

كم يطوى  شغاف متاعبى

لا تقربى !!

كل المحبِّين استباحوا بالمروجِ

نوائبي

والسبىُّ .. طال قوافلى وخواطرى

ومواكبى

وأنا الوحيدُ .. على تخومكِ..

ما أزال مرابطاً

حذو النهار الغاضبِ

إنى ملَّلت ُ من انتحاب ..

خمائلى

وبيارقى

ودفاترى

وحقائبى

إنِّى صبأتُ بطيفك ِ المنثور فى قلبِ الُّضحى

وبكلِّ خطوٍ كاعبِ

لا تقربى!!

إنى سأخلعُ عند بابكِ ..

مذهبى

لا تقربى!!

إن كانت الأعذارُ .. شمسكِ

فاغربى !!

 

 

بـــرقية لمعلم الحساب

 

يا أستاذ الحسابِ

لن أحفظ جدول ضربى

اضربنى

زدْ فى العقابِ

سجِّلْ اسمى

فى دفتر حصص الغيابِ

لكنْ

حين يعودُ الدورُ علىَّ..

سأقف هنالك معترضاً

لن أحفظُ غير انتحابى

هذى كفى ودموعى

لا تخشى قانون الغابِ

يجفلُ منِّى الفزعُ ..

وهذى خار طتى

تنزفُ فى الكتابِ

إنِّى أمدُّ يدىّ .. 

فهيَّا اضربْ

لستُ غبياً

إنِّي أكره أرقام اغترابي

إني لا أعشقُ إلا متن التاريخ ..

ودرس الفتح الُمهابِ !!

 

 

أين ترُاها ذهبت؟!

 أين تُراها ذهبتْ 

خلية النحل التى كانت تطل فى الجوارْ؟!

أين التى

قد علمتنى

كيف أعشقُ الحقولَ ..

والربيعَ

والمساءَ

والنهارْ؟!

أين التى

قد منحتنى كالربا مملكةً

أخبّىء الأشعار فيها ..

والخيال ْ

أين التى

كانت تداعبُ الزهور

والغدير َ

والشموس َ

والظلال ْ

اين التى

كانت إذا جن الندى

تبعث بالوفود فى أعقابنا

قافلة

قافلة تمدُّ أعراس الحصارْ

ونـحن نطلق سدىً أرجلنا للريح ..

نشتاق الديارْ

وكنت أظنُّها

جيوش الانتقامْ

كنت أهرولُ ..

ولا أدرى

أكنا فى الخواء..

أم على مرمى الزحامْ

أين تراها ذهبت

وأنا معاودٌ هنا

أرنو سراب الانتظارْ

يحتلنى لسع الحنين يا معشوقتى

قد مرَّ خلفك القطارْ

فما الذى يزعج مملكات حلمك

المهيض والنَّحلات ..

لا تخشى الفرارْ

أين تراها ذهبت ؟!

غداً أطلُّ من مدى نافذتى

معانقاً

رابيةً تطِّوق المرارْ

والآن من

يسكب فوق غفوتى

لنا رحيقاً

ثم آنفا يحلّق بالفضاء

وأىُّ بينِ يفرش الفؤاد

خوفاً من نواطير الضياءْ

أين تراها ذهبت ؟

كنت أود ع المواجيد ..

وكنت أشتهى ضحكة نهر لا يُثارْ

لأننى اقتربت من تخوم ضحكة لها

فأودعتنى عسلا

وأودعت قلبى خضارْ

 

 

 

محتوى الديوان

1

هذا ما جناه

5

2

مدى حروفك فى دمى

8

3

الصبح عكاز  النهار

11

4

بدء جديد لانفلاتى ليس إلا

14

5

المهرج لا يستطيع الضحك

24

6

هند ما عادت هند

28

7

لم تكن بلادا غير بلادى

32

8

اقرأ فيك طلاسمنا

36

9

الليل يفرش ليس كعادته ملاه

41

10

خمسون ميلا للصمود

45

11

أغنية  للفرات الحزين

49

12

خطوة  واحدة وألمح بيتى

51

13

يقرأون الأسحار فى مرقد البشرى

54

14

النزوح من أوردة الخوف

58

15

تصريح بالانتظار

61

16

ثمة طريق للضياء

63

17

العصافير تعشق أوكارها

66

18

رنين الشعر

67

19

الليل كما عودنى

68

20

وطن لا يريد اللجوء

75

21

الذى مات قد لا يموت!!

77

22

ولماذا يسرقنى العشق

79

23

طوبى للطير الواقف فوق المذبح

82

24

الشعر مظاهرتي

87

25

لا تقربي ....

91

26

برقية لمعلم الحساب

94

27

أين تراها ذهبت ؟!

96

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا