مُدِّى حُروفَكِ .. فى
دمى
وتذكَّرى
أنَّ الرياحَ .. شقيةٌ
حين استباحت أنجمى
فالشدوُ .. فى البستانِ
دوماً
لا يثيرُ .. ترنُّمى
فَلَكَمْ لهونا فى
الحدائقِ ..
والشوارعِ ،
والممالكِ ..
حيثُ كُنَّا ننتمى
وتذكَّرى
كلَّ البلابلِ حين
مرَّتْ
من هنا
كانت تراقبُ فى الحقولِ
..
مواسمى
مُدِّى حُروفَكِ .. فى
دمى
فلحبُّنا عاشت جروحٌ
فى الليالى
لا تذيعُ إلى الجوانحِ
..
سرَّ حرزِ تمائمى
وتذكَّري
يوماً قدومى بالأنينِ
مُكبَّلاً
وسطَ انـحسارِ معالمى
وتذكَّرى يوماً
عيونكِ والملامحُ
والسرائرُ ..
حين
عادت فى اشتياقٍ
كى تخادنَ مرسمى
مُدِّى جناحَكِ للشجونِ
..
لتعرفَ الأضلاعُ عشقَكِ
للجوى
عند اقتلاعُكِ أعظمى
ذاب السُّهادُ .. سُدىً
وما ذابت
عُيونُ ملاحمى
فتقبَّلى منِّى
النَّسائمَ كلَّها
هدأ الحنينُ ..
وما يزال يبثُّ نفسَ
نسائمى
مُدِّى حروفَكِ .. فى
دمى
وتلوَّنى
مثل
الفراشاتِ المهيضةِ ..
حين
ترحلُ فى شتاءِ هزائمى
وتذكَّرى
همساتنا ،
أشعارنا ،
أطيارنا ،
خجلُ
الهُيامِ .. أمام نقشِ طلاسمي
و
تذكَّري
كيف
النَّدى ما زال يتلو للضفافِ ..
قصائدي ؟!
كيف
البيادرُ تكتوي قربَ الغديرِ النائمِ ؟!
و
تذكَّري
كيف
الغصونُ تحنُّ للتُّفَّاحِ ،
للرمَّانِ ،
للأشواقِ فى حرمِ المساءِ المُغرمِ ؟!
ولأنَّني بين المسافاتِ الذَّبيحةِ .. راحلٌ
أشتمُّ حُبَّكِ .. فى دمى
فحتامَ طيفُكِ .. حائرٌ
عند
الذرُّا
لا
يستطيعُ بأن يعانقَ فى الغروبِ حمائمي ؟!
مُدِّى حُروفَكِ .. فى
دمى
فلنا من الإفراطِ في
عشقِ الضِّياءِ ..
ممالكُ
أُمِّى التي فقدتْ
سعادتها
انتظرتُ مجيئها دهراً
طويلاً
واعتراني نهر ذعرٍ
حالكُ
قبيل إرسالي لمدرستي
القريبةِ من أمانينا
أُمِّى التي نبهتها
نسيتْ صدى ميقاتِ
طابورِ الهتافِ .. مُجدَّداً
نفسُ الرُّؤى عادتْ
تغنينا
غيظاً أعضُّ أصابعي
لم تأتِ بعدُ .. (
بفولِنا )
لم تأتِ .. فالفوَّالُ
فى أحيائنا
كنا نقايضه الشراء ببعض
أشلاء الكتبْ
أُمِّي التى عاشتْ كما
الأسحارُ ..
ترشفُ حزنها وسط
الصَّخبْ
وتمخَّضتْ عن حُلمها –
عبثاً –
كما كنَّا على نفسِ
المعابرِ ..
نلعقُ الأوجاعَ منكفئين
– هناك –
يا وطنى العظيمَ ..
فبعضُ أرغفتي تحنُّ إلى
الكفافِ ..
مُجدَّداً
وممزَّقٌ شرياننا
قرب الحنينِ .. ممزَّقُ
نفسُ العذابِ .. ينام
فى قلب الحقيبة والرواح ..
مؤرّقُ
ومسيرتى ومسيرةُ
الأحلامِ ..
ليستْ وحدها تبكى
الدِّيارَ ..
مُجدِّداً
وكما الفؤادُ مبعثرٌ
مَرَّ انتظارى
للرَّواحِ .. المستهام وللخطا
كتبى أيا كتبى !!
ألا يكفيكِ حالى
حيث كنتُ مُبعثرا
ها .. جرونا
لا للخيانةِ عظمٌ
يبقيكَ دوما فى
الحظائرِ .. حائرا
يا جرونا
من يكشف الغرباءَ يوماً
حين يصرخُ حقلُنا ؟!
مَرَّ انتظارى
للرَّواحِ المستباح .. وللخطا
كنت النخيل الأرعنا
غيظاً أعضُّ أصابعى
فلنا من الإفراطِ فى
عشقِ الضياءِ ..
ممالكُ
حطَّ النَّدى
وحذائِىَ القروىُّ
يصدرُ – خُلسةً –
أمرَ اعتقالِ .. جواربى
أبكى الهزائمَ ..
كلَّها
أبكى القبائلَ ..
كلَّها
نفسُ الجراحِ .. متاعبى
هذا الرصيفُ .. مسافرٌ
مثلى أنا
عبثاً ستهربُ ..
للضياعِ ..
حقائبى
حطَّ النَّدى
ماذا أقدمُ للعشيرةِ
حينما ؛
تلتاعُ أسمالى ..
وتلهثُ
فى مزاداتِ الشِّتاءْ
؟!
حتما سأهربُ لارتعاشى
.. وسط أحراشِ البُكاءْ
أبى المُحاربُ ..
ربَّما
عادتْ تعانقه السَّماءْ
أبى المُحاربُ ..
ربَّما
قد عاد يمنحنى قميصاً
من إِباءْ
غيظاً أعضُّ أصابعى
بعضُ الرُّفاقِ
يقاسمون الرَيح ..
شهقةَ خوفنا
ويقاسمون الشَّمسَ
صرخةَ جوعنا
ولنا الإلهُ ممجَّدٌ
نختال بالأسحار .. فى
صلواتنا
غيظاً أعضُّ أصابعى
متراميا ثلجُ الشماليين
فى كفِّ الخريفْ
من ذا يراهنُ بالمواسمِ
..
لا خريفٌ بعد دمعٍ
يشفعُ الآن الخريفْ
من ذا يراهنُ بالأمانى
..
لا صراخٌ يعبرُ الآن
الرصيفْ
هذا الصَّباحُ ..
ككلِّ أشواقِ
الصَّباحاتِ اللواتى تنْزوى
يُرهنُ أضغاثَ
الشَّقاءِ .. لبائعِ الحليبْ
يُرهنُ أثداءَ المواجعِ
فى مواقيتِ البوارِ ..
للبيت السليبْ
كلُّ الترانيمِ التى
نامتْ بكفٍّ للبراحِ ..
ستنحنى قبل المغيبْ
غيظاً أعُضَّ أصابعى
فلنا من الإفراطِ فى
عشقِ الضِّياءِ ..
ممالك ٌ
مَنْ يغلق الأبوابَ فى
وجهِ المُشعْوذينَ ،
والكُهَّانِ ؟! مَنْ ؟!
مَنْ يمنح التاريخَ
كسرتين ..
يا أوطان ؟! مَنْ ؟!
يا جَدَّنا
فرضاً ستضبطنى
الفراشاتُ الشفيفةُ ..
أسرقُ الأشواقَ من
يرقاتها
فرضاً ستضبطنى
اليماماتُ السجينةُ ..
أسلبُ النُّوَّارَ من
أوكارها
ماذا أقدِّمُ للطواغيتِ
التى عادتْ
بأبوابِ الصوامعِ
والمُدنْ ؟!
ماذا نخبِّئُ للثَّرى
؟!
ماذا ستبتاعُ المرافئُ
للسُّفنْ ؟!
ماتت شواطئُ ( قُرطبةْ
)
ماتت هنا كلُّ الجهاتِ
الأربعةْ
ماذا أقدِّمُ ( للعزيزَ
) ..
فحُجَّةُ ( الأسْباطِ )
ضاعت تحت أنَّاتِ المطرْ
ضاعتْ قُبيل اللهوِ ..
ضاعت حذو ترنيمِ القمرْ
(هامانُ) يبكى يا
رفاقُ .. فهلِّلوا !!
فعصاهُ تنهشُ فى ضلوعى
واستراحتْ نفسُ غلظتها
عَصاهْ
والبحرُ يضحكُ فى
صِباهْ
(هامانُ) يبكى يا رفاقُ
.. فهلِّلوا !!
والتينُ .. والزيتون فى
منفى عُلاهْ
فمتى دماؤنا .. ستصرخُ
بالوريدْ ؟!
ثلجُ الشماليين يزحفُ
من جديدْ
والنارُ تُشعلُ
بالمكوسِ .. لمن تريدْ !!
غيظاً أعُضُّ أصابعى
محبوبتى فوق النوافذِ
اسمُها
وغدا سأسرقُ خُصلةً من
شعرها
مَنْ يعرف الإصباحَ
مَنْ ؟!
محبوبتى فوق النوافذِ
.. طيفها ..
مَنْ ذا سيحكى قصَّتى
؟!
مَنْ يعرف الإصباحَ
مَنْ ؟!
محبوبتى
أشتمُّ رائحةَ البيوتِ
المستكينةِ فى حواريها
أشتاقُ للصفْصافِ ،
للكافورِ ،
للأطيارِ .. فى مرمى
سواقيها
قلبى يشاطرنى لظى
محبوبتى
أشتمُّ نرجسةً تمرُّ
على أديمِ الدُّرجِ
كم نامت هنا
تلهو جواريها
غيظاً أعُضُّ أصابعى
بردُ الشِّتاءِ يجوسُ
بين ملامحى
لا للقميصِ .. مخاوفٌ
لا للكتابِ .. هوامشٌ
بين السُّطورِ ..
سأكتبُ الآن .. ارتحالي
للوطنْ
وسأذبحُ الأشعارَ ..
قرباناً
بأبوابِ المِحنْ
فرَّ الدُّجى
ودخلتُ بالأحلامِ ..
فصلىْ
لم أحنّْ لغيرِ أدراجي
ففيها كلُّ أحزانى التى
تلهو بداخلها ..
تشاطرنى وتبعثُ لى
بقايا – من بقايا –
إرثِّ أرغفةِ الشماليين
دوماً
ربَّما بين انتمائى ..
والهروبِ ..
معابرُ ُ عاشتْ هنا
مَرَّ انتظارى
للرَّواحِ .. المستجير وللخطا
لو كان يهمى فوق أكتافى
صباحٌ
للعصافيرِ التى ظلت
تعانقُ فى سنابلها المهيضةِ ..
حزنها ؛
لتمخَّضتْ أفراحنا
أتذكَّرُ الحقلَ ..
الحواديتِ التى نامتْ
بروضتنا
تُعيدُ الوقتَ لى
هل لا تريدُ المجد لى
؟!
بدءاً جديداً لانفلاتى
ليس إلا ..
ليس للناطورِ .. عهدٌ
غير عهدِىَ يا
الصَّباحْ
غيظاً أعُضُّ أصابعى
الآن تنفجرُ الجراحْ
لا تطفئوا شمعَ الحنينِ
.. فلِّلظى ينبوعُ صحوٍ بالثِّقابْ
لا تمنحوا للطيرِ ..
أودية السَّرابْ
فرَّ الدُّجى
وأنا هنا سأصعدُ التوتَ
النحيلَ ..
بشهوةِ الترحالِ وحدى
ليس إلا شهوةً حذو
البقاءْ
وأنا هناك على مواجيدِ
الرَّجاءْ
تنأى المدائنُ ..
أرقبُ الآن انبلاجى
لاشتياقى دفءِ أروقتى
الذَّبيحةِ ..
لاشتياقي منزلى
ها .. منزلى
دوماً يشاركنى اليقينَ
..
- على الجوارِ –
مرابطاً عند الخباء وفى المساء الخاملِ
ألتاعُ خشيةَ هؤلاءَ
القادمينَ .. لمنزلى
ألتاعُ من لغةٍ غريبةْ
ألتاعُ من ذبحِ
الحفاوةِ بالخيانةِ ..
عند ( طيبةْ )
وأبى – كما الأيامُ –
يسبح فى الكرى
لم ينتبهْ
غيظاً أعُضُّ أصابعى
أُمِّى التى على
الطرقاتِ تلفظُ فى المنايا
وحدها
حين استغاثتْ باليبابْ
أُمِّى التى جاءت
محمَّلةً
وفوق أعناقِ الأسى ..
جبلٌ من القشِّ
الأساطيرى
وفى يديها ( فولنا )
المُعبَّأُ بالغيابْ
وأبى - كما الأيامُ -
يسبحُ فى الكرى
لم ينتبهْ
حين استدارتْ حوله ..
تلك الذَّئابْ
غيظاً أعُضُّ أصابعى
كلُّ الهواجسِ ..
عانقتْ
ذكرى ضياعى فى ممراتِ
الشِّعابْ
وأنا هنا
وحدى ليدركنى انتظارى
للمشيبِ ..
فى بواكيرِ الإيابْ !!
المُهرِّجُ ..
لا يستطيعُ الضَّحك
من عبروا
ونسوا عند نقاطِ
التفتيشِ ..
مباهجهمْ
لم يكتشفوا إنسانيةَ (
داروينْ )
أو أزليَّةَ فوضى
الإنسانْ
لازالت لكزةُ ذاك
التنينِ
البوليسىِّ ..
نشيجاً ،
حين يفاجئهم سيفُ
السَّجَّانْ
ثمةَ شخصٌ آخر ..
سريالىٌّ
يهربُ من بين سراديبِ
اللامعقولِ ..
لمخبأهمْ
لحظةَ تأبينِ الهذيانْ
والصوفيونَ / النثريونَ
هنا
ذاقوا خمرَ المعراجِ ..
ومن أبوابِ الغيبوبةِ
...
دلفوا عدةَ مراتٍ
واحدةً :
ليلةَ قتلِ ( الحلاَّجِ
)
وواحدةً :
عند ظهورِ التَّثويرِ
اللَّغوىّْ
مصبوغاً بأساريرِ
الوجدانْ
وعلى حجرِ بازلتىٍّ
فى صومعةِ أحدهمْ
وجدوا إرهاصاتِ
الكُهَّانْ
عبروا
فأنا لم أعبرْ وحدى
كنتُ حداثيَّاً /
سوفسطائيَّاً
حين أحطِّمُ أغلالى ،
أدخلُ من ثغرِ نصوصى ،
أخرجُ من دُبْرِ
الأوزانْ
ولكى أهربَ من ويلاتِ
المنفى / للمنفى
فعملتُ مُهرِّجَ سِْركٍ
أذكرُ حين تأجَّجتُ
النَّارُ ..
بهندامى
كنتُ أنا
آخرَ جذوةِ فرحٍ
تضحكُ من أجلِ عجوزٍ
شمْطاءٍ
كانت تبكى فوق ضفافِ
( التايمزِ )
فآهٍ .. يا أسمالى
يا غربةَ / غربتنا
يا ثوبَ العصيانْ
أحياناً
كنتُ أَصيبُ العامَّةَ
( بالهستريا )
رغم المُرِّ المُشتعلِ
..
ببئرِ الأحزانْ
قدرى أن أصبحَ
من رهْطِ الشُّعراءِ
الثَّكلى
فى حضْرةِ غانيةٍ
- من مملكةِ الغجرِ –
نديمِ السَّحرةِ
والجانْ
فلماذا تأبون قرابينى
؟!
ألكونى أحملُ فى