
المهد
أدونيس - سورية
... إِذَنْ أَدْعُو إِلَى تَوَاطُؤِ الهَمْسِ وَالشَّمْسِ،
العُنُقِ وَالأُفُقِ |
إِذَنْ، أُشَبِّهُ غُمْدَانَ بِالنَّهَار، وَبَلْقِيسَ
بِاللَّيْل، وَأَنَا بَيْنَهُمَا الهَدِيل.
|
1
شَجَرُ أَيَّامِهِ عَارٍ، وَالجذْرُ الَّذِي نَمَاهُ يَأْخُذُ
شَكْلَ الصَّحْرَاء، وَهَا |
هُوَ التَّارِيخُ يُلَفُّ بِالسَّرَاوِيل، وَالوطَنُ يُكْسَى
بِالرَّمْلِ لَكِنْ هَذَا |
الظَّاهِرُ لاَ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ يَعْرِفُهُ بَاطِنٌ لَمْ
يَحِنْ ظُهُورهُ بِالْغِيَابِ |
يَمْتَحِنُ وَيَسْتَقْصِي، وَبِاسْمِ الحُضُورِ يسُنّ شَفْرَةَ
الكِتَابَةِ وَيُحَزِّرُ |
إِنَّهَا مُهْرَةُ الحِبْر تَخبُّ فِي سُهُولِ الحُلْمِ، لَكِنْ
لأَحْلاَمِهِ طَبِيعَةُ |
الجِبَال مَحَارَاتٌ وَقَواقِعُ يلفظُهَا مَوْجُ الذَّاكِرَة
الزَّبَدُ يَنْعَقدُ أَسَاوِرَ |
في مِعْصَم الشَّاطىء، وَالصَّخْرُ صَنَّارَةُ الهَواء وَرَأَى
أَنَّ لأَيَّامِهِ |
جَسَدًا تَمْسَحُهُ الرِّياحُ بِرِيشِهَ، وَأَنّ دَرْبَهُ
غَابَاتٌ تَحْتَرِقُ |
كيْفَ يُحَرِّرُ هَذَا الأُفُقَ الَّذِي يَلْتَهِمهُ مِنْشَارُ
الرُّعْبِ؟ |
2
قَالَ أَنْسَلخُ مِنْ أَنْقَاضِي وَأَرْمِي نَرْدِيَ ( ... )، -
|
(عَلِي أَحْمَد سَعِيد، اسْمٌ يَمَانيّ)،
|
سَمِعْتُ هَذَا مِرَارًا والنّقْشُ الَّذِي بَقِيَ مِنْ قَصْرِ
غُمْدانَ يَعْرِفُ |
اسْمِي وَالحَجَرُ الذِي نُصِبَ لِعَشْتَرَ يَتَذَكَّر اسْمِي
لي فِي |
تُرَابِ اليََمَن عِرْقٌ مَا طِينَتِي قَابِلَةٌ وَغَرِيزَتِي
حُرّة، - |
أَنَا الأُسْطُورَةُ وَالهَوَاءُ جَسَدِي الذِي لاَ يَبْلَى
|
هَكَذا ذَهَبْتُ مَعَ ظَنِّي الجَمِيلِ انْسَلَخْتُ مِنْ
أَنْقَاضِي وَرَمَيْتُ نَرديَ |
هُوذَا أَتَوَهَّجُ مَع رَامْبُو بَيْنَ
جَمْرَةِ عَدَنٍ وَتَبَارِيحِ المَنْدَب عاريًا
|
مِنِّي مَكْسُوًا بِهَا أَضِيعُ فِيهَا
وَتَتَضوَّعُ فِيَّ -
|
جِذْعُهَا بَرَاكِين فَجْرُهَا يَطُوفُ
سَاحَاتِهَا بِقَمِيصٍ مِنْ نَارٍ وَحِينَ
|
يَقْرَعُ بَابَكَ يَأْتِي مَحُمُولاً عَلَى
أَجْنِحَةِ النَّوارِس تَنْهَضُ وَتَجْلِسُ مَعَ
|
شَمْسٍ تَجْمَعُ بَيْنَ حِكْمَةِ الغُرَابِ
وَعُذُوبَة البجعِ تَرَى إِلَى البَوَاخِرِ
|
تَتَدَوَّر قِبَابًا تَكْتَنِزُ المُحِيط وَمِنْ
كِتَابِهَا مَفْتُوحًا عَلَى مَدَى الزُّرقَة
|
تَسْمَع كَلمَاتٍ لَم تَأْلفْهَا تُفْرِغُهَا
عَلَى صَفَحَاتِ الشَّوارِعِ رَافِعَاتٌ
|
وَعَرَبَاتٌ / مَحَابِرُ وَأَقْلاَمٌ مِنْ
مَعْدَنٍ آخَر وَكُنْتُ أَسْمَعُ كَلِمَاتٍ
|
أُخْرَى تَتَسَاقَطُ عَلَى الأَرْصِفَة /
يَمْتَلِىءُ وَجْهُهَا بِالْجِرَاحِ وَلاَ
|
شِفَاءَ لِرُضُوضِهَا وَبَيْنَ أَسْلاَكِ
الحَدِيدِ وَأَسْلاَك القنّبِ يَتَصَاعَدُ
|
عُمَّالٌ يَفْتَحُونَ خَزَائِنَ المَوْجِ
|
عُمَّالٌ يُفْرِغُونَ وَيَفْرِزُونَ
|
عُمَّالٌ يَحْزِمُونَ وَيُكَوِّمُونَ
|
وَتَرَى إِلَى العرقَ يَتَدَحْرَجُ عَلَى
جِبَاهِهِمْ وَأَعْنَاقِهِم وَتَتَمَرْأَى فِيهِ
|
كَأَنَّكَ تَتَمَرْأَى فِي مَاء عَالمٍ جَدِيد
وَتَرَى إِلَى طُيُورِ البَحْرِ تَتَكَتَّبُ
|
وَتَهْجُمُ تُرِيدُ أَنْ تُشَارِكَ فِي هَذِهِ
الضجَّةِ الخَالِقَة وَتُنْسِيكَ طَلاَسِمُ
|
التّقْنِيَةِ الَّتِي تَكْتُبُ المَدِينَة
طَلاَسِمَ كُنْتَ تَتَوَسَّلُهَا فِي طُفُولَتِكَ لِتَقْرَأَ
|
... / وَأَخَذَتْ عَدَن تَتَرَاءى قَصِيدَةً
لَمْ تُكْتَب وَكَانَ رَامْبُو قَدْ حَاوَلَ،
|
- اسْتَخْرَجَ حبرًا آخَرَ مِنْ كِيمِيَائِهَ،
لَكِنْ خَانَتْهُ كِيميَاءُ العَصْر.
|
3
أَتَحَدَّثُ مَعَ عَدَنٍ وَتُوحِي إِلَيَّ
صَنْعَاء تَسِيرُ مَعَكَ الأُولَى وَتُقْبل
|
إِلَيْكَ الثانيةُ فيما تَجْلِسُ حَوْلَهُمَا
الجِبَالُ كَمثلِ شُهُبٍ هَدَّهَا
|
صَنْعَاءُ - تسنُدُني أَشْجَارُ السِّدْر
تُظَلِّلُنِي أَشْجَارُ العَرْعَر
|
تَحضنُنِي بُيُوتٌ أَعْشَاشٌ تُوَاكِبُنِي
مدَرَّجَاتٌ سَلاَلِمُ وَحِينَ أَنْخَفِضُ
|
فِي تِهَامَةَ وَأَلْتَبِسُ بِعُشْبِ
الأَقَالِيم تَتَخَطَّفنِي نَبَاتَاتٌ تَتَآلفُ مَعَ
|
الصَّخْرِ وَنَبَاتَاتٌ تَعشقُ الملوُحَة
وَتَنْفَجِرُ أَمَامِيَ الأَوْدِيَةُ حُقُولاً
|
فَيْضِيَّةً - وَهَا هِيَ المِيَاهُ أُمَّهَاتٌ
يُرْضِعْنَ النَّخِيلَ وَالأَثْلَ الأَرَاكَ
|
والطَّلْحَ وَيُرْضِعْنَ حَشَائِشَ
لاَتَفْقَهُهَا اللُّغَة
|
صَنْعَاءُ، - أَسْتَسْلِمُ لِمُهْرَة الحِبْرِ
وَأُلْقِي رَأْسِي عَلَى خَاصِرَةِ
|
أَحْلاَمِهَا: هَلْ أَهْمِسُ لِبَلْقِيسَ أَنْ
تكْسِرَ عَقْرَبَ الوَقْتِ؟ هَل الذَّاكِرَةُ
|
بلْقِيسُ هَلْ بلْقِيسُ النّسْيَان؟ هَلْ
بَلْقِيسُ نَجْمَةُ العَصَب هَلْ هِيَ
|
أَنِينُ القَصَب؟ هَلْ هِيَ الضَّوْءُ
تُفْرِزُهُ شَمْسٌ لاَ تَتْرُكُ أَثَرًا
|
لِخُطُوَاتِهَ؟ هَلْ هِيَ الحَنَانُ يَدْفُقُ
عَارِيًا وَأعْزل كَمَاء اليَنَابِيع؟
|
هَلْ هِيَ المنْجَلُ يَحْصُدُ الظَّلاَم؟
السُّؤَالُ يجمَح وَلاَ أعْرفُ كَيْفَ
|
لِي فِي تُرَاب اليَمَن عِرْقٌ مَ،
|
وَاْلخَرِيفُ الذِي يَتَسَاقَطُ مِنْ أَعْضَائِي
وَرَقٌ يَكْتُبُهُ مَهَبُّ المَرَارَات
|
يَتَسَاقَطُ فِي خَيْطٍ يَجِيءُ مَنْ جَنَائِنَ
عُلِّقَتْ بِقَدَمَيْ كَوْكَبٍ تَائِهٍ،
|
جَنَائِن تَنْعَكِسُ فِيهَا الفُصُولُ وَتَعُومُ
أَشْلاَءُ النَّهَارِ وَاللَّيْل جَنَائِنُ
|
أَجْهَدُ فِيهَا أَنْ أُعَرِّيَ الرَّقِيمَ
وَالكَهْف أَنْ أُلاَمِسَ نَصْلَ اللَّقَاحِ
|
حَيْثُ يَرْقُدُ غُبَارُ الطَّلع أَجْهَدُ أَنْ
أَكْتَشِفَ وَحْدَةَ الشّفَاه بَيْنَ الزَّهْر
|
والنَّحْل وَأَنْ أَنْقُشَ الجَانِبَ الآخَرَ
مِنْ عُمْلَةِ السرّ
|
لِي فِي تُرَاب اليَمَن عِرْقٌ مَ،
|
هَلْ يُجْدِي هَذَا الجَيْشُ الَّذِي
أَتَقَدَّمُهُ فِي جَبِينِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ حَيْثُ
|
يَخْرُجُ طَائِرُ الرِّغْبَة نَحْوَ سَمْتٍ مِنَ
السَّرْخَسِ وَدوًَّار الشَّمْسِ؟
|
هَلْ يُجْدِي ذَلِكَ الحُزْنُ الَّذِي أَصْقُلُ
صَفَائِحَه بِأَهْدَابِي؟ خَيْرٌ
|
لِي أَنْ أَتَوَتّرَ قَوْسًا لِسَهْمٍ أَحْتَارُ
فِيهِ مِنْ أَيْنَ وَكَيْفَ خَيْرٌ لِي أَنْ
|
أَرْسُمَ خَرِيطَةَ أَحْشَائِي وَأَتَنَقَّلَ
بَيْنَ تُخُومِهَا فِي هَذَيَانٍ أُهَنْدِسُ
|
عَمَارَاتِهِ وَأَفْرِضُ عَلَيْهَا ضَرِيبَةَ
المَفَاتِيح
|
هَكَذَا أُطْعِمُ كَائنَاتِي خُبْزًا آخَرَ
وَأُغَيِّر آدَابَ المَائِدَة وَحِينَ
|
يَجْلِسُ الزَّمَنُ إِلَيْهَا أُعَدِّلُ
جلْسَتَهُ مَاسِحًا كَتِفَيْهِ بِحَنَانِ شَيْخٍ
|
يَمُوتُ ثُمَّ أَمْلأُ الكُؤُوسَ بِخَمْرةِ
الفَجِيعَة وَأُنَادِم الرَّفْض
|
لِي فِي تُرَاب اليَمَنِ عِرْقٌ مَ،
|
أَقْدَامُ حَدِيدٍ تَسْقُفُ المَكَانَ
|
نِسَاءٌ يَنْقُشْنَ قُبُلاَتهنّ عَلَى شَفَتَيْ
|
عَصْرٍ يَتَغَطَّى بِالإِسْمَنتْ
|
لَيْسَ لذِي يَزَنٍ إَلاَّ أَنْ يُغَالِبَ
أَسْوَارًا يُحْتَضَرُ وَرَاءَهَا الأَسْرَى
|
وَإِلاَّ أَنْ يَسْتَطلعَ الدُّرُوبَ فِي آثَارِ
خُطُوَاتِهم لَيْسَ لَهُ إِلاَّ أَنْ
|
يُكَرِّرَ قِرَاءاتِهِ لأَبْجَدِيَّة الغُبَار
|
صَنْعَاءُ، - نَوَافِذُ بِلُطْفِ الطُّفُولَةِ
مَمَرَّاتٌ كَأَنَّهَا الكِتَابَةُ وَبَيْنَ
|
الخَطّ وَالخَطّ فَوَاصِلُ وَحَرَكَاتٌ
تُوَشْوِشُ، -
|
لِلْقَنَاطِر خُيُولٌ وَهَذَا القَوْسُ
حَاجِبَانِ وَثَمّةَ أَقْمَارٌ تَقْفِزُ مِنْ
|
أَعَالِي البُيُوتِ وَمِنْ أَطْرَافِ المَآذِنِ
يَنْكَسِرُ شُعَاعُهَا وَيَلْتَئِمُ
|
وَفِي الأَزِقَّة المَرْصُوفَةِ بِأَسْنَانِ
تَارِيخٍ شيخٍ كُنْتُ أَتَخَيَّلُ وَقْعَ
|
قَدَمَيَّ مَمْلُوءًا بِأَشْبَاحٍ لَهُنَّ
هَيْئَةُ الكَواكِبِ.
|
4
- (حَقّ العشْرِين بِعَشْرَه، يَابَلاَشْ
يَابَلاَشْ) / يُكَرّر طِفْلٌ
|
نِدَاءَاتِه يَسْحَبُ خُيوطَ صَوْتِهِ بَيْنَ
سُوق البَزّ وَسُوق النُّحَاس
|
فِيمَا يَرْفَعُ مَرآتَهُ الصَّغِيرَةَ فِي
اتِّجَاهِ شَمْسٍ تتسكّعُ
|
بين الأَرْجُل وَفِي أَرِيجٍ مِنَ البَهَارَات
تَتَشَابَكُ الأَسْوَاقُ أَوْرِدَةً
|
وَشَرايِين في هذا الجِسْمِ الذِي لَيْس مِن
وَاقِعٍ وَلاَ حُلْمٍ.
|
صَنْعَاءُ، - آخذُكِ بَيْنَ ذِرَاعيَّ
|
نَمْشِي مَعَ رِجَالٍ يَرْفَعُونَ
|
النَّهَارَ مِظلَّةَ أَحْزَان
|
مَعَ نِسَاء يَحْمِلْنَ عَلَى أَكْتَافِهِنَّ
|
هُمُومًا بِلَوْنِ الزَّبِيبِ
|
وَلَيْسَ لأَقْدَامِهنَّ إِلاَّ شَهْوَةٌ
|
وَاحِدَة: أَنْ تقبِّلهَا الرِّيح
|
قَنَادِيلُ وَجَامِعُ أَرْوَى يتَّكِىءُ عَلَى
رِيَاضِيَّاتِ سَبأ
|
قَنَادِيلُ انْطَفَأَتْ وَلَهَا شَرَارَةُ
الوَحْي
|
أَقْرَأُ أَسْرَارَهَا مَتْنًا مَتْنًا
|
وَأُرْجىءُ الهَوَامِشَ وَالتَّفَاصِيلَ
|
ثمَّةَ عَصْفٌ مَا وَأَسْألُكِ
|
أَيَّتُها القَنَادِيلُ أَيْنَ السَّاهِرُونَ
وَمَنْ يُمْسِكُ بالزِّناد؟
|
أَوَّلُ السُّوق / مَهْلاً - لَيْسَ هَذَا مَاءً
بَلْ دَمٌ لَيْسَ هَذَا جِدَارًا بَلْ
|
العَمُودُ الفِقَرِيّ لِرَجُل قَالَ مَرَّةً
كَلاّ
|
آخِرُ السُّوقِ / امْرَأَةٌ كَوْكَبٌ آبنُوسِيٌّ
يَسْبَحُ فِي أَثِير التنهُّدَات
|
- (أَلَنْ نَلْتَقِي بَعْدُ؟)
|
تَرَكْتُ اللَّيْل يَنَامُ عَلَى عَتَبَةِ
بَيْتِهَا فِيمَا كَانَت نَجْمَةٌ تَتَهَيَّأُ لِكَيْ
|
تَقْتَحِمَ غُرْفَتِي وَتقْرَأَ جَسَدَهَا
عَليَّ
|
وَكَانَتِ الأَسْوَاقُ تَهْدِرُ وَتَتَمَوَّجُ
فِيمَا كُنْتُ أَسْتَعِيد
|
(لاَ تَلْحَقُ بِحَسْنَاء صَنْعَاءَ امْرَأَةٌ
مِنَ العَالَم).
|
أَتَحَدَّثُ مَعَ صنْعَاءَ وَأَتَجَوَّلُ فِي
عَدَن،
|
صَيَّادُونَ يَرْسُمُونَ ظِلاَلَهُمْ عَلَى
البَحْرِ
|
حَضَرٌ وَبُدَاةٌ يَسْتَنْطِقُونَ
|
جَسَدَ المَادَّة وَيَرُجُّونَ ذَاكِرَةَ
الشَّوَاطِىء
|
تَنْفُرُ أَحْلاَمُهُم أحْصِنَةً تصْهلُ، -
|
شُعَاعُكَ أَيُّهَا التَّارِيخُ وَقِشْرَتُكَ
تُعَاكِسُ شَهَوَاتِنَا
|
لَكِنَّ سِلاَحَكَ صَدَأ وَنَحْنُ صَوَّانُ
الرَّغَبَات
|
نَخْتَارُكَ أَيُّهَا الصَّوّان بَيْنَ مُلْكِ
الصَّحْرَاء بِكَ
|
تَسَمَّيْنَا انْشِقَاقًا بِكَ فَكَّكْنَا بِكَ
تَمَاسَكْنَا وَالتَحَمْنَا
|
وَأَنْتَ فِينَا شَقِيقٌ لِلْمَاء (الصّوانُ
مَاءٌ جَامِدٌ المَاءُ
|
أقُولُ عَدَنٌ وَصَنْعَاءُ وَأُضْمِرُ هَذَا
المرَكّبَ - المَهْد /
|
(... نَحْنُ آسِيَا وَأَفْرِيقيَا
مَغْسُولَتَيْنِ بِمَاء المُسْتَقْبَل
|
مَكْسُوَّتَيْنِ بِسَعَفِ البِدَايَات وَلَسْنَا
مِنْ عَصْرِ
|
المَعْدِن بَلْ مِنْ عَصْرِ الإِنْسَان)
|
أَقُولُ عَدَنٌ وَصَنْعَاءُ وَأَعْنِي هَذَا
المرَكّب - المهد /
|
- كَيْفَ لِغُمْدَانَ أَنْ يظَلَّ شَابًّا
مُنْذُ آلافِ السَّنَواتِ؟
|
- كَيْفَ أجِيبُ وَأَنَا (حَصَّنْتُ غُمْدَانَ
بِمُبهَمَات؟)
|
صَنْعَاءُ، - مِنْ هُنَيْهَةٍ رَأَيْتُكِ فِي
صُورَةٍ وَالآنَ
|
تَتَحَوَّلِينَ أَنْتِ الثَّوبُ يُفْتَقُ
وَيُرْتَقُ بِرَفَّةِ الهُدِْبِ وَمَا
|
أَغْرَبَ الخَلِيطَ الذِي يُنْسَجُ هَذِهِ
اللَّحْظَة /
|
ثَوْبُهَا تَعْرِيشُ بَطرٍ وَتَخْرِيمُ
|
شَهَوَاتٍ حَافِيَةٌ وَكُمَّاهَا طَائِرَان
|
لَوْحٌ: (أَبْكَارُ النِّسَاء كَإِنَاثِ الخَيْل
|
لاَ يَسْمَحْنَ إِلاَّ عَنْ صَهِيلٍ
|
نَقْشٌ: (هَذَا العَالَمُ لاَ يَحْلُو فِي
عَيْنِي
|
وَمَا لاَ يَحْلُو فِي العَيْنِ لاَ يَحْلُو فِي
الفَمِ).
|
لَوْحٌ: (كلّ قَرِيبٍ شَاسِعٌ)
|
نَقْشٌ: (يَزْهَدُ العَاقِلُ كَأَنَّهُ المَوْت
|
وَيَعْمَلُ كَأَنَّهُ الأَبَدُ).
|
نَقْشٌ: (يُوقِنُ الصَّائِغُ لِيُصْلحَ نَفْسَهُ
|
وَيُتْقِنُ ليُصْلح الدُّنْيَا).
|
رُقْعَة: (تُدْرِكُ يَدَايَ مَا لاَ تَرَاهُ
عَيْنَايَ).
|
رُقْعَة: (يَذْهَبُ عَنِّي مَا أُرِيدُ
وَيَأتِينِي مَا لاَ أُرِيدُ)
|
نَقْشٌ: (أَنَا رَاعِي الحَيّ فَإِذَا سَكرتُ
ضَاع).
|
لَوْحٌ: (مَا لَوْنُ الربّ؟) (بلْقِيس)
|
لِي فِي تُرَاب اليَمَن عِرْقٌ مَ،
|
أَهْبِطُ مَعَهَا إِلَى البِدَايَات كَيْ
أُحْسِنَ اكتِشَافَ مَا
|
سِلاَلُ عِنَبٍ تَنْهَضُ مِنْ أسِرَّةِ
التِّلاَلِ
|
نَهْدَانِ يَسْتَعْجِلاَنِ القطَاف
|
وَوَرَاءهمَا يتَفَتَّتُ فَخَّارُ الأَزْمِنَة
|
شُكْرًا لِلْحَيَاة وَلَيْلِهَا
|
المُزْدَوِجِ شُكْرًا لِحِكْمَةِ صَوّانٍ
يَسْتَوْهِمُ أَنَّهُ
|
وَأَنْتِ حَاذِرِي أَنْ تَبْتَرِدِي -
أُغَطِّيكِ يَا أَسْرَارِي
|
صَنْعَاءُ، - حَقًّا تُقِلِّني
|
الرِّيح أَتَعَلَّمُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ
وَمَنْطِقَ كُلّ شَيْء
|
تَسِيرُ مَعِي الجِبَالُ وَتَجْلِسُ وَرَائِيَ
الجِنّ.
|
5
اهْبِطْ، أَيُّهَا الشَّاعِرُ، إِلَى الكثيبِ
|
الأَحْمَر فِي أَسْفَلِ وَادِي الأَحْقَافِ،
وَاسْأَلْ
|
قَبْرَ هُود: مَنْ أَنْتَ، وَمِنْ أَيْن؟
|
أُقْسِمُ بِهَذَا الوَادِي، كُنْتُ أَسْتَطِيعُ
مُتَوكِّلاً عَلَى
|
امْرِىء القَيْس، أَن أَتَسلَّقَ الفَضَاءَ
وَأَنْ أَخْتَرِقَهُ،
|
وَلَسْتُ سَاحِرًا وَلاَ أَدَّعِي النبُوَّة.
|
كَانَتْ أَطْرَافِي قَدْ امْتَلأَتْ بِلَيْلِ
حَضَرمَوْت،
|
وكُنْتُ اسْتَيْقَنْتُ أَنَّ اللَّيْلَ فِيهَا
لَيْسَ مَغِيبًا
|
لِلشَّمْسِ وَأَنَّ السَّمَاءَ فَوْقَهَا
لَيْسَتْ قُبَّةَ الأَرْضِ بَلْ
|
ثَوْبُهَا الَّذِي يَلْتَصِقُ بِجَسَدِهَا -
|
(يَا لَلْجَسَد - هَادِرًا بِنَشِيدِ
الْبِدَايَاتِ
|
لاَ تَتَّسِعُ لِخُطُوَاتِهِ سَاحَةُ الوَقْتِ،
|
يَا لَلْجَسَدِ مَوْجًا يُزَحْزِحُ شطْآنَ
التَّارِيخ);
|
إِنَّهَا النُّجُومُ تَهْبِطُ إِلَيَّ،
|
وَهَا أَنَا أَتَشَرَّدُ مَعَهَ،
|
يَحْرِسُنِي التّرَاب نَفْسُهُ،
|
وَسِلاَحُهُ الخَطّ المُسْنَدُ، وَالنُّقُوشُ،
والتَّمَاثِيلُ،
|
وَفِي كُلِّ نَاحِيةَ مِنْ كِنْدَةَ يُدَنْدِنُ
امرؤُ القَيْس
|
شفتَاكِ، فَاطِمُ، عَسَلُ دَوْعن
|
نَهْدَاكِ تَمْرٌ مَدِينِيّ
|
وَظَنِّي أَنّ هَذَا المَدَى الذِي ينْسجُهُ
المَدَرُ قَدْ فَهِم
|
وَأَنْتِ، يَا فَاطِمُ، سَأُسَمِّيكِ فِي هَذَا
الوَادِي
|
بِاسْمٍ تَجْهَلُهُ الشِّفَاهُ
|
وَأَنْتَ يَا جَسَدِي، سَأَكْتُبُ بِالخَطِّ
المُسْنَدِ رَسَائِلَ
|
شَوْقِكَ إِلَى المَعْنَى.
|
اهْبطْ أَيُّهَا الشَّاعِر
|
الفَضَاءُ بَيْتٌ تَسْقفُهُ أَحْلام النّسَاء
|
وَالقَمَرُ يَتَسَلَّقُ الجُدْرَان،
|
وَيُوَصْوِص مِنَ النَّوَافِد، -
|
وَهَا هِيَ الأَزِقَّةُ وَالحُقُولُ تَسْهَرُ
كَمِثْلِ الكُتبِ التِي
|
أَبْوَاقٌ مِنْ عَالَمٍ آخَرَ تَصْدحُ تَحِيَّةً
لِلْعَنَاصِرِ
|
الأَيَّامُ تَنْزِلُ عَلَى سَلاَلِمهَا كَمثلِ
الأَطْفَالِ،
|
وَمُنْذُ أَنْ تَصِلَ الشَّمْسُ إِلَيْهَ،
|
تَجْلِسُ عَلَى عَتَبَاتِهَا وَتَتَنَهَّدُ
كَأَنَّهَا لاَ تُرِيدُ
|
اهْبِطْ أَيُّهَا الشَّاعِرُ، -
|
أَظُنّ أَنّ ذَاكِرَتِي تَسِيلُ فِي وَادِي
الأَحْقَافِ
|
أَظُنُّ أَنَّ الزَّمَنَ يَنْكَسِرُ بَيْنَ
يَدَيَّ كَمِثْلِ قَضِيبٍ
|
أَظُنّ أَنّ الجِبَالَ التِي تُظَلِّلُ
|
أَحْمَد بْنَ عِيسَى المُهَاجِر،
|
جَاءتَ تُشَارِكُنَاالدَّانَ فِي فُنْدُق
سَيؤُون،
|
ذَلِكَ المَسَاءَ، وَتَرْقُصُ
|
أَظُنّ أَنَّنِي قُلْتُ: لاَ شَكَ أَنَّنِي
سَلِيلُ مُوسِيقَى
|
مِنْ حُنْجَرَةِ السَّمَاء، ثُمّ آثَرَتْ ألاَّ
تَعُود
|
أَهْلاً بِكِ عَلَى هَذِهِ الأَرْض، فِي دَارِ
هِجْرَتِنَا
|
جَاءَتِ الشّفَافِيَةُ تَحْمِلُنِي وَتَتَعَالَى
أقْدِرُ أَنْ أَتَحَوَّلَ
|
أن أتَمَاهَى وَمِثْلَمَا كُنْتُ الطيِّعَ
أقْدِرُ الآنَ أَنْ أكُونَ
|
الآمِرَ أَقُولُ لِكُلِّ طينَةٍ كُونِي صُورَةً
لِكُلِّ صُورَةٍ
|
تَكَوَّنِي أُعْطِي لِلأَشْيَاء حَرَكَاتِي
وَأَهْوَائِي
|
يَمْتَلِىءُ كُلّ شَيْء بِضِيَاء هذِهِ
الخَلِيقَةِ وَأَكُونُ قَدْ
|
رَمَيْتُ ثَيَابَهُ الحِجَازيّة فِي خِزَانَة
بلْقِيس
|
وَنَثَرْتُ أَيَّامَه النّجْدية فِي مَأرِبَ
وَمَا حَوْلَهَا
|
وَأَكُونُ قَدْ أَجْرَيْتُ عَلَيْهِ ماءَ
تَكْوِينٍ آخَرَ،
|
وَكَسَوْتُهُ بِأَنْفَاسِ لُغَةٍ ثَانِيةٍ -
|
هَكَذَا أَتَكَلَّمُ بِطَرِيقَةٍ تُجسِّدُ
|
أَصْدِقَائِي شُعَرَاءَ الْجَاهِلِيَةِ
(أَقْصِدُ شُعَرَاءَ
|
البَصِيرَةِ وَالهُيَامِ والرِّغْبَةِ) أَقُولُ
لِكَلِمَاتِي أَنْ
|
تَنْتَشِيَ فِي مَكَانِهَا بَيْنَ شَفَتَيَّ
وَهَذَا الضَّوْء الذِي
|
يَجِيئُهَا مِنْ أَشْيَاء الوَاقِعِ أُغْرِيهَا
بِالسَّفَرِ فِي
|
وَحْشِيّةِ سُقُوطٍ لَيْسَ إِلاَّ صُعُودًا آخَر
|
حَيْثُ نَرَى لِلرِّغْبَةِ جَسَدًا يُولَدُ فِي
الجَسَد
|
حَيْثُ نقْدر وَرَاءَ كَلّ حِجَابٍ أَنْ
نُحَيِّي امرؤَ
|
وَنَسْتَشِفّ عُمَر بْنَ أَبِي رَبِيعَة،
|
وَحَيْثُ نَسْمَعُ الحَجَرَ وَالمَاءَ
يَتَحَدَّثَانِ دَائمًا عَنْ
|
يُوسُفَ وامْرأَةِ العَزِيزِ، -
|
أَيَّتُها العَيْنَان السَّوْدَاوَان في هَذَا
الرّأسِ الأَزْرَقِ
|
أَيَّتُها المَرْأَةُ التِي تَغْتَسِلُ بِعَسَل
دَوْعن،
|
حِزَامُهَا بَحْرُ العَرَب
|
6
... / إِنَّهَا سَاعَةُ المَقِيل، - أَرْبِطُ
مُخَيِّلَتِي بِتِلْكَ
|
الخضرَة وَأُخْلِي جسْميَ من دَبِيبِ الهَوَاجِس
|
مَاذَ؟ فِي قَرَارَاتِي وَخْزٌ
|
(نَاسٌ يَأْكُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ثَمَنُ
الرَّأْس منْدِيل وَلاَ
|
شَيْءَ إِلاَّ السِّلاَحُ وَالصّياحُ)/
|
هَلْ أَجِيءُ مِنْ دَاء لا يَشْفَى؟
|
وَخُيِّلَ إِليَّ أَنَّنِي أَسْمَعُ صَوْتًا
يلفظهُ قَيْءُ
|
الصَّحْرَاء يَتَحَدَّثُ عَنْ قَمَرٍ صِنَاعِيّ
اسْتَقَالَ مِنَ
|
الجَاذِبيّة عَنْ مسْتَوْصَفَاتٍ للِنِّسَاء
|
الآليّات عَنْ فَنَادِقَ لِلْكِلاَبِ
وَأَعْرَاسٍ لِلْقِطَطِ
|
وَتَرَاءَتْ لِي جُذُوعٌ بَشَريَّةٌ مَبْتُورَةٌ
تَلْتَئِمُ حَوْلِيَ تَارَةً
|
وَتَتَمَزَّقُ تَارَةً فِي أَحْشَائِي وَكُنْتُ
كَمَنْ يَسْبَحُ فِي
|
شَرْق تَثْقُبُهُ بُحَيْرَاتُ الدَّم وَشُبِّهَ
لِي أَنَّنِي فِي
|
مهْرَجَان أَعْنَاقٍ تَحْتَفِلُ بِذَبْحِهَا
دُونَ أنْ تَدْرِي
|
وَتَمْتَمْتُ: أَنْ تَكْتُبَ هُوَ أَنْ
تُهَرِّبَ الكَلاَم /
|
لَنْ تُغْرِينَي أَيُّهَا المَلاَكُ
وَالشَّيْطَانُ أعْقَلُ مِنْ أَنْ
|
يُوَسْوِسَ إِلَيَّ عَيْنَايَ تَفِرَّانِ إِلَى
الأَمَامِ
|
وَقَدَمَايَ نَشْوَةٌ وَرَقْص الإِيقَاعَ
الإِيقَاعَ
|
وَلْنَرْقُصْ فَوْقَ رَمَادِ هذِهِ الأَزْمِنَة
|
هَكَذَا ذَهَبْتُ مَعَ ظَنِّي الجَمِيل
|
أَسْتَسْلِمُ لأَلَقِ لَحْظَةٍ تَنْضَحُ
بِرَائِحَةِ عُودٍ يُؤَاخِي
|
بَيْنَ النّسْيَانِ وَالذِّكْرَى وَأُصْغِي
إِلَى حَكِيمٍ يُمْلِي -
|
- (كَل، لَنْ تَجِدَ الطَّبِيعَةُ زُهُورًا
جَدِيدَةً إِلاَّ فِي
|
جِرَاحِنَا كَلاَّ لَنْ يحْظَى تَارِيخُنَا
بِنَبْضِهِ إِلاَّ
|
وَحَسِبْتُ أَنّ آسِيا العَجُوز تَجْلِسُ فِي
رِوَاقِ أَرْوَى
|
والفُصُولَ تَتَبَادَلُ قُمْصَانَهَا بَيْنَ ذِي
يَزَنٍ وَعَشْتَار.
|
.../ إِنَّهَا سَاعَةُ المَقِيل، -
|
أَيَّتُها الإِيقَاعَاتُ الطَّالِعَةُ مِنَ
الأَوَائِل أَمْتَزِجُ بِك
|
وَأُضِيفُ بَصِيرَتِي إِلَيْكِ أَتركُ
لأَوْتَارِي أَنْ تَصْهَركِ
|
طِينَةً ثَانِيَةً وَمِنْ هَذَا الرِّوَاقِ
الَّذِي نَرْعَاهُ أَصْدِقَائِي
|
وَأَنَا نكتبُ لِتِلْكَ الجِهَة المَطْمُوسَةِ
مِنْ عُرُوبَةِ القَلْبِ
|
لأُولَئِكَ المسْحُوقِينَ يَمُوتون وهُمْ
يَتَقَاسَمُونَ الرَّغِيفَ
|
لأُولَئِكَ التَّائِهينَ يَسْقُطُونَ وَهُمْ
يَتَشَبَّثُونَ بِالأَعَالِي
|
يُشاركونَ الحُقُولَ كَآبَةَ الجَدْبِ
وَيُصَادِقُونَ الهَوَاءَ
|
لأُولَئِكَ المَنْبُوذِينَ يَنْتَعِلُونَ
الأودية وَيَلْتَحِفونَ الجِبَال
|
... / إِنَّهَا سَاعَةُ المَقِيل، -
|
تَنْهَضُ فِي قَصَائِدِنَا أَبْوَابٌ وَشُرُفَات
نَكْتَشِفُ
|
زَوَايَا مِنْ جَسَدِ صَنْعَاء لاَ تَزالُ
عَصِيَّةً عَلَى
|
الصُّور نَسْمَعُ كَلِمَاتٍ فِي حُنْجُرَةِ
عَدَنٍ لاَ
|
- بِلاَدٌ نَاقَةٌ تَرْعَى أَعْشَاب الفِقْه /
|
الصَّحْرَاء تَابُوتٌ يَتَنَقَّلُ عَلَى
رُؤوسِنَا وَاللُّغَةُ بَبَّغَاءُ
|
- كَيْفَ نَخْتَرِقُ هَذَا الرّبْعَ الخَالِي؟
أَيْنَ لُقْمَانُ
|
وَحِكْمَتُهُ؟ هَلْ عَلَيْنا أَنْ نجْدلَ شعْرَ
السَّمَاء أَعِنَّةً
|
لِخُيُولِنَ؟ أَنَّ نَصْرخَ بِالنُّجُومِ مُدّي
أَيْدِيَكِ إِلَيْنَ؟
|
هَلْ عَلينا أنْ نَشُقَّ القَمَر؟
|
- مِنْ أَيْنَ لِنَمْلَةٍ أَنْ تُغْرِيَ نَسْرً؟
|
- نُنَاضِلُ كَمن يُقَاتِلُ الغُبَار كَمن
يَكْتُبُ أَبْجَدِيَّة الرَّمْلِ
|
كَمن يَرْضع ثَدْيَ الحَجَرِ
|
- ألْوَطَنُ فُرْنٌ يُطْبَخُ فِيهِ مَنْ يَجِيءُ
لإِيلاَفِ مَنْ يَرُوح
|
- لَيْتَ السَّمَاءَ تَمْرٌ
|
إِذَنْ كُنَّا أَكَلْنَاهُ وَاسْتَرَحْنَا
|
- مَا أَنْتِ وَمَنْ أَيَّتُهَا الشَّجَرَة؟
|
- رُبَّمَا كُنْتُ حَبْلَ سُرَّةٍ بَيْنَ رَحِمِ
اليَأْسِ وَسَرِيرِ
|
الغِبْطَة رُبَّمَا كُنْتُ لُغَةً يَلُوذُ بِهَا
الحَيّ فِي حِوَارِهِ
|
مَعَ المَيِّتِ رُبَّمَا كُنْتُ لَوْنًا
يُوَحِّدُ بَيْنَ قَوْسِ قُزَحٍ
|
وَقَوْسِ الأَيَّامِ رُبَّمَا كُنْتُ إِكْسِيرًا
|
يَتْرُكُ لِكُلِّ شَيْء أَنْ يَسْبَحَ فِي
شِعْرِهِ الخَاصّ
|
- إِذَنْ مَا شَكْوَاكَ أَيُّهَا القَاتُ
الصَّامتُ؟
|
- ... أَنّ صَدِيقِي الوَقْتَ أَقَلُّ
اخْضِرَارًا مِنِّي /
|
هَكَذَا نَسْتَنْبِتُ قَاتًا آخَرَ لاَ مِنَ
الأَرْضِ
|
لاَ مِنَ النَّبَاتِ بَلْ مِنَ الصَّبْوَةِ
وَانْفِجاَرَاتِه، -
|
نَشْوَةٌ: حِينَ تَأسرُكَ العَاصِفَةُ
اسْتَسْلِمْ،
|
لَكِنْ كُنِ الوَتَرَ الَّذِي يَعْزِفُ
الرِّيحَ،
|
حِكْمَةٌ: الغبَارُ حِكْمةُ الَيدِ وَالعَتَبَةُ
غَرِيزَةُ القَدَم.
|
أُمْثُولَة: أرْضَعَتِ الشَّمْسُ عَدَنًا
وَنَسَجَتْ لَهَا
|
غَلاَئِلَ لاَ تَخْرِقُهَا أَظَافِرُ الدّهْر.
|
شَطْحَةٌ: النُّجُومُ فِي صَنْعَاءَ قَطِيعٌ
|
وَالقَمَرُ رَاعٍ يَتَوَكَّأ عَلَى عَصَاهُ
وَرَاءَ سِيَاج
|
مُكَاشَفَة: لِكَيْ لاَ تَتَعَثَّرَ فِي
طَرِيقكَ أَوْ تَسْقُطَ
|
قُلْ لِقَلْبِكَ أَنْ يَتَرَجَّلَ وَيَمْشِي
أَمَامَك
|
لِي فِي تُرَابَ اليَمَنِ عِرْقٌ مَا /
|
مِنْ أَجْلِ شَوَارِعَ تَرْتَسِمُ شَامَاتٍ فِي
وَجْهِ النَّهَارِ
|
مِنْ أَجْل لَيْلٍ يَلْبسُ النُّجُومَ قَلاَئدَ
وَأَقْرَاطًا
|
مِنْ أَجْلِ أَرَاغِنَ تَضْحَك وَتَبْكِي فِي
سِرِيَرةِ كُلّ شَيْء
|
مَنْ أَجْلِ غَرَابَةٍ تُهَيْمِنُ عَلَى
أَحْشَائي
|
مِنْ أَجْلِ أَيْدٍ تَنْسُجُ البُكَاءَ خِيَامًا
لِلْحُلْمِ
|
مِنْ أَجْلِ مَجْهُولٍ أَنْغَرِسُ فِيهِ
وَتَنْغَرِسُ أُرُومَة الخَلْقِ
|
أَقُولُ فِي تُرَاب اليَمَنِ
|
هَكَذَا نَنْضجُ فِي خَابِيةِ الزَّمَنِ
يَكْتُبُ دَمُنَا مَا لاَ
|
أَيْدِينَا وَكَيْفَ أَكُونُ المُفْرَدَ وَمَا
أَنَ، إِنْ لَمْ أَلْبس
|
الشُّخُوصَ كلّهم إِنْ لَمْ أَكُنْ هَذَا
الجَمْعَ؟ انظُرُوا
|
إِلَى المَشْهَدِ يَتَحَرَّكُ فيه الخَلِيفَةُ
وَالإِمَامُ القَاضِي
|
وَالفَقِيهُ المُشَرِّعُ وَالشُّرَطِيّ
الأَمِيرُ وَالجنديّ
|
أَعْنِي يَتَحَرَّكُ المُتَمَرِّدُ وَالمُرْتَدّ
الثَّائِرُ وَالعَاشِقُ
|
الخارجُ وَالشَّاعِرُ الصَّعْلُوكُ وَالفَارِسُ
|
وَبَيْنَ سَوْرَةِ القَلْبِ تَتَفَطَّرُ شِعْرًا
|
وَسَوْرَةِ الذِّهْنِ تَتَلأْلأُ نظرًا
|
أَكْتُبُ وَأُعْلِنُ: كِتَابَتِي غِوَايَةٌ، -
وَأُكَرِّر: لَسْتُ
|
الجَوْهَرَ لَسْتُ النّوعَ النّقِيّ أَنَا
جَوَاهِرُ وَأنْوَاعٌ
|
مَزِيجُ قَمَرٍ وَشَمْسٍ في لَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ
|
أَضْحَكُ لِكَيْ أنْفَصِل بِفَرَحٍ عَنِ
المَاضِي) (مَارْكس)
|
مُعْلِنًا حَقِّي فِي أَنْ أَكُونَ مَتَنَاقِضًا
(مَنْطِقِي أَكْثَرُ
|
شُمُولاً مَنْ مَنْطِقكُم الظَّاهِريِّ)
|
وَأَنْتَ أَيُّهَا الطُّوفَانُ يَا صَدِيقِي
تَقَدَّمْ
|
هَكَذَا نَنْضُجُ فِي خَابِيَةِ الزَّمَنِ
وَنَسْتَنْبِتُ قَاتًا آخَرَ، -
|
صَنعَاءُ / (الإِنْسَانُ مِنْ حَيْثُ يُوجَدُ
لاَمِنْ حَيْثُ
|
عَدَنٌ / (الإِنْسَانُ مِنْ حَيْثُ يَثْبُتُ لاَ
مِنْ حَيْثُ ينْبُتُ)
|
صَنعَاءُ / الجَسَدُ ثَقَافَةُ اللُّغَة
وَالحَيَاةُ أَنْ تُعَاشِر المَوْت
|
عَدَنٌ / (لِمَاذَا) هِي البَدَاهَةُ (كَيْفَ)
هِي المُشْكِلَةُ
|
صَنعَاءُ / أُضَلِّلُكِ وَأَنَا الهَادِي
|
عَدَنٌ / هَلْ أشْتمُ الفَلَكَ؟
|
صَنعَاءُ / (الصَّدَاقَةُ رَضَاعٌ ثَانٍ)
|
عَدَنٌ / لاَ سُلْطَانَ كُلّ إِنْسَانٍ سُلْطَان
|
مَوْتٌ أَنْ تَحْيَا بِأَفْكَارٍ مَاتَتْ
|
الأَفْكَارُ كُلُّهَا لِكَيْ تَمُوتَ مِنْ
أَجْلِكَ
|
وَأَنْتَ أَيُّهَا الطُّوفَان يَا صَدِيقِي
تَقَدَّمْ
|
7
الأُفُقُ جَائِعٌ وَأَنَا فِي خَلِيجِ عَدَنٍ
أخْبزُ عَرَقِي
|
أشْجَارُ المُرَيْمَرةِ تَئِنّ وَتَكَادُ أَنْ
تُجَنَّ وَكَيْفَ تقدر
|
أَنْ تَتَجَنَّبَ الفُؤُوسَ التِي تَخْرُجُ مِنْ
نَعِيق الغُرْبَانِ؟
|
أُسْنِدُ جِسْمِي عَلَى الغُرُوبِ أُوَحِّدُ
بَيْنَ مَشَاعِرِي
|
وَلَعِبِ المَوْجِ أَقُولُ لِلرَّمْلِ الذِي
يَشْرَبُ المِلْح وَلاَ
|
يَرْتَوِي: مِنْ أَيْنَ لَكَ، أَيّهَا
الضَّامِرُ، هَذِهِ المِعدة؟
|
يَا صَدْرِي، يَا صَدْرًا بآلافِ الطَّبَقَاتِ -
اكتَنِزْ
|
بِهَذَا النّسِيم الذِي يَهُبّ فِي أَحْضَانِ
الخَلِيجِ
|
لَوِّحْ لِتِلْكَ المرَاكِب غَيْر المَرْئِيّة
التِي تَعْمُرُ أُفق المَاء
|
وَأَوْسِعْ فِي أَنْحَائِكَ المَرافِىءَ
|
أَصْغِ لِشَمْس عَدَنٍ تُوَشْوِشُ الخَلِيج وَهي
تَغْتَسِلُ
|
وانظُرْ لِهَذَا النَّوْرَس كَيْفَ يَحْمِلُ
عَلَى كَتِفَيْهِ عِبءَ
|
حَقّ، لِكَيْ تَدْخُلَ فِي إِيقَاعِ اليَمَنِ،
|
يَنْبَغِي أَنْ تَعْرِفَ كَيْفَ يُغَنِّي
البُكَاءُ الضَّحكَ،
|
وكَيْفَ يَنَامُ القَمَرُ والشَّمْسُ عَلَى
مِخَدَّةٍ وَاحِدَةٍ،
|
يَنْبَغِي أَنْ تَعْرِفَ كَيْفَ تَكُونُ فِي
اللَّحْظَةِ نَفْسِهَا
|
وَكَيْفَ يَتَحَوَّلُ الغُبَارُ فِي خُطوَاتِكَ
إِلَى صِيَّادٍ
|
يَنْبَغِي أَنْ تَعْرِفَ كَيْفَ يُكْسَرُ
الحَجَرُ كَمَا يُكْسَرُ
|
... / أرْضٌ تَكْتُبُ أَعَاجِيبَهَا بِحِبْرِ
المَادَّة البَحْرُ
|
فِيهَا يَخْرُجُ مِنَ الصُّدُورِ وَالأَيْدِي
النُّجُومُ تَطْلعُ
|
مَا الَّذِي يَقُولُهُ هَذَا الحِزَامُ الفِضِّي
لِخَصْرِ هَذِهِ
|
مَا هَذِهِ الشَّمْسُ التِي تَنْزَلِقُ خِفْيَةً
فِي مُلاَءةِ هذِه
|
مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ التِي تَتَحَوَّلُ إِلَى
قُبَلٍ تَرْتَسِمُ
|
هَالاَتٍ هَالاَتٍ حَوْلَ جَسَدٍ هَذِهِ
المرْأَة؟
|
كَل، لَمْ يَصِلْ أَحَدٌ إِلَى ذَلِكَ النَّهَار
الذِي يَعْرِفُ
|
وَحَدَهُ كَيْفَ يَلْبسُ لَيْلَ هَذِهِ المرْأة.
|
نَفْهَمُ الآنَ كَيْفَ تَسْتَنِدُ امرَأَةٌ
يَمَانِيةٌ إِلَى دُمُوعِهَا
|
فِيمَا تَمْسَحُ الغُبَار عَنْ وَجْه الأُفُقِ
وَكَيْفَ تلقِي
|
التَّارِيخَ عَلَى كَتفيها كَمنْدِيلٍ أخْضَرَ
نَعْرِفُ الآنَ
|
كَيْفَ تُزَفُّ عَرَائِسُ البَحْرِ إِلَى رؤوسِ
الجِبَالِ
|
نَعْرِفُ اللَّقَاحَ الذِي يُوَحِّدُ
وَيُعَدِّدُ نَعْرِفُ كَيْفَ
|
يَعْمَلُ الجَبَلُ لكَيْ يُصْبِحَ سَمَاءً
وَكَيْفَ تَعْمَلُ
|
السَّمَاءُ لِكَيْ تُصْبِحَ شَجَرَةً
|
نَقدر الآنَ أَنْ نُسَمِّي الذَّاكِرَةَ
سَفِينَةً وَأَنْ نَقُولَ
|
اللَّيْلُ نَبْعٌ وَالنَّهَارُ إِبْرِيقٌ
ونَزْعم أَنَّ التَّارِيخَ كَثيِرًا
|
مَا يأخُذ هَيْئَة شَاعِرٍ ضَيْفٍ يَأْسِرُهُ
الغِنَاء اليَمَانِيّ
|
إِنَّهَا المَادَّةُ نَفْسُهَا تُطْلِقُ
أَفْرَاسَ المُخَيِّلَةِ فِي
|
الْجِهَاتِ الخَفِيَّة مِنْ كَوْكَبِ الحَيَاةِ
أسمعُ
|
أَجْرَاسًا تَتَدَلَّى مِنْ أَعْنَاقِ
الأَشْيَاء أَكْتَشِفُ
|
الأَسْمَاءَ المَرْقُومَةَ في كتاب
|
المجَرَّةِ أَرَى الفَضَاءَ عَتَبَةً لِرَأْسٍ
يَبْحَثُ عَنْ وِسَادَةٍ
|
وَلَسْتُ أَتَحَدَّثُ عَنِ الغَيْبِ أَتَحَدَّثُ
عَنْ هَذَا الكَوْنِ
|
الصَّغِير - الإِنْسَانِ وعن شَهْوَتِه لِكَيْ
يَحْتَضِن
|
الكَوْنَ الكَبِيرَ وَيَلبس اللاَّنهَايَةَ
|
إِذَنْ مِنْ إِشْعَاعِ البَشَرِ وَمِنْ مَرَاكِب
الظنِّ آخُذ
|
هَذِهِ الحِكْمَةَ: لَيْسَ الإِنْسَانُ هُو
الّذي
|
يَنُوءُ بَلْ الطَّرِيقُ وَسَوفَ نَتَلأْلأُ فِي
هَذَا الكُسُوفِ
|
وَنُطْلعُ شَمْسَنَا الثَّانِيةَ
|
اللَّحَظَاتُ تَزْدَهِرُ ضِدَّ الصَّحْرَاء
وَالأَشْيَاءُ انفِجَارٌ
|
الجَسَدُ أكْبَرُ مِنْ مَكَانِهِ وَالعَيْنُ
أوْسَعُ مِنْ
|
نصْغِي لِكَيْ تَقُولَنَا مَوْجَةٌ أَوْ يبثَّنا
السّحَرُ ندىً
|
فَوْقَ مُخْمَلِ الأرْض أَو يَحْمِلَنَا
الصَّبَاحُ ماءً
|
وَخُبْزًا وَمَنْ يَسْأَل الوَرْدَةَ ماذَا
يقولُ
|
عِطْرُكِ أَيَّتُها الشَّاعِرَة؟ هَكَذَا لَنْ
يَسْأَلَكَ أحدٌ مَاذَا
|
تَقُولُ أَيُّهَا الشَّاعِرُ؟
|
وَبَيْنَ العَرَبِيّ الذِي يَلْتَهِمُهُ
الغَرْبُ وَالعَرَبِيّ الَّذِي
|
يَلْتَهِمُهُ العَرَب سَيَكُونُ مَكَانٌ
لِتَارِيخٍ آخَر، -
|
أنْظُرُوا إِنَّهَا السُّهُولُ تَتَدَثَّرُ
بِغُبَارِ الطّلع
|
إِنَّهَا البَرَاعِمُ تَدْخُلُ فِي أَعْرَاسِ
اللِّقَاحِ
|
(بَلَى، لاَ تَزَالُ هُنَاكَ جَنَّات) (مُونْتِيرْلاَن)
|
... أَنْغَمِسُ فِي نَوَايَاي وَأُهِيِّىءُ
حُروبِي، -
|
مُنْحَدَرُ التَّارِيخ يَنْعَكِسُ أعْطِي
نَشْوَةَ الحُلْمِ
|
لِبَصِيرَةِ العَمَلِ أغْتَرِبُ لأَعْرِفَ
نَفْسِي أهجِّن
|
الأَصَالَة (أَنْ تبدعَ هُوَ أَنْ تهجِّن)
وأَسْأل مَنْ قَالَ
|
العَيْنُ هِيَ وَحْدَهَا البَصَرُ؟ مَنْ قَالَ
اللِّسَانُ هُوَ
|
وَحْدَهُ الكَلاَمُ؟ مَنْ قَالَ اليَدُ لاَ
تُفَكِّرُ؟
|
وأَقُولُ الجَسَدُ إمْلاَئِي وَشَرْعِيَ
التّحَوُّلاَت، -
|
إفْتَحِي صَدْرَكِ يَا مَلِيكَتِي..
|
... إِذَنْ فِي انْفِجَار التحَوُّل تَبْدُو
الحَيَاةُ اسْتِعَارَةً
|
إِذَنْ أشَبِّه غُمْدَانَ بِالنَّهَار وَبلقيس
بِاللَّيْل وَأَنَا
|
|
|
|
|
|
|
|