*
ألقشةٍ قصمت بعيراً
ينحني النهرُ المسافرُ
من جنوب الحزنِ
نحو اللحظةِ الغَنَجيةِ
الأحلام ِ
في عرس الشمالْ؟
أم سوف تدرك قشةٌ حمقاءُ
أن النهر عاهد حلمهُ
أن سوف يبقى
فوق ناموس البعيرِ،
و فوقَ وهمِ القشِّ
إن ضنت عليهِِ
لعبةُ الما فوقَ والما
دونَ،
لم تكتب لهُ
عن ثورةِ الأشياءِ ضاقت
بالجنوبِ؛
فعانقت وجه الشمالْ؟
هل سوف تبصر قشةٌ عمياءُ
ما بين الحقيقةِ
والخيالْ؟
كي تنفضَ الوهمَ المعتقَ
عن حقيقتها
و تفضَ مسعاها الذي
يزداد نقصاً
كلما طلب الكمالْ
...........
............
القشةُ المغرورةُ
الأحلام لو كانت تعي
ما تجلب الأحداثُ من غدر
الرياحْ
لتكلَّمتْ لغةَ
القناعة..
آمنت بالنهرِ يوم تلهفت
أمواجُهُ شوقاً إليها
كي لا تجيءُ اللحظة
الثكلى تقيدها الدموعْ
لا النهر يعبأ بالبكاءِ،
و لا استراحت قشةٌ
من وهمها
و من الحنين إلى الإجابة
ِ
إذ يكبلها السؤالْ
...........
............
هل حين ترقص قشةٌ
مغرورةُ الإحساسِ فوق
الموجِ..
تحت الريحْ
سَيُصَدِّقُ النهرُ
الكبيرُ بأنها
رقصت يداعبها الطربْ؟
أم يستخفُ الريحُ
بالقشِّ المراوغِ من
حقيقتهِ؛
فيمنحهُ الحقيقةَ فارغه،
و مجرده
من أي شيءْ؟
*شاعر وناقد من مصر
Yasserothman313@yahoo.com