أَذوبُ فيـكِ و ماءُ
الحُـبِّ يَسْقيـني و من جمـار الهوى احْمَرَّتْ دَواويني
ظمآى تَوَقَّدُ من شوقي و من شَعَفي(1) فهل سَمـعْتِ
بِجَمْـرٍ قيدَ من طيـنِ؟
جزعـتُ أُسْلِـمُ كُلّي بين كَفِّكِ هَـلْ يُرْضيكِ هَوْنِيَ؟ أم
يرضيـكِ غِسْليني؟
تَهَـوُّهًا، و رياح الوَجْـدِ تَلْفَحُـني
ونـار هجـرك تكـويني فتُـذْويني
في بحر عشـقك ذابت كلُّ أَشْرِعَتي و أَرْمَـدَتْ
بالهـوى جورًا بَساتيني
ما لي إذا أشـرَقَتْ أنساب من وَلَهٍ أذوبُ في لهـفٍ
فيـها و أُنْســيني
أمـوت ألـفًا لتحيا عينُـها فرحًـا و أنزوي و جـراح
الهجـر تضنيني
و إن تراقـص في أحـداقها شرر أكـون أول من يـدنـو
فيكــويني
لأتَّقي بالفـؤاد المـرَّ عن غَـدِها
وأرتـجي مـن رضاها ما سيحييني
"وفـاءُ" يا لُغَـةً أدمنتُ صـورتها و
يا أسـىً منه أستـجدي رياحيني
قـولي –حنانيكِ-: أنت القلب حَبَّتُهُ و
بـادلي بالهوى قلبي..و ضـُمّيني
يا مـالكًا عقل من يهوى و مهجته
ليهنك العيش من بعـدي على ديني(2)
إني غـويتُ.. هيام العشق خَدَّرَني و
هِمْـتُ في حبهـا.. أَنّى أُلاقيني!
أذللـتُ دمعيَ و اسْتحللت مَوْجدَتي و
كبريـائي أهَنْـتُ الـدَّهْرَ في لينِ
يا سـاقِيَ الوجـد أشـعارًا مُهَدَّلَةً امكثْ
على جرحِيَ الظـامي لتَبْكيني
إني انتهيتُ على جَفْنَـيْ مـرائيةٍ
ولهـانةٌ أنا فيـها لسـت أدريني!!
طُفْ بالوجود و خَبِّرْ عن وفاءَ لها من شيمة
الغـدر ما بالحبِّ يشقيني
(1) الشَعَف: إحراق الحب
للقلب.
(2) ديني: خضوعي و ذلتي.
إبريل 2004م
__________________