أمس تذكرت ليالينا طويلا ً، وتبادلت مع القمَرْ
نظرة حزن ٍ، فكلانا تائه ، وحيدْ
وفي الصباح جاءني البريـــد
يقول لي ، عائــدة ٌ أنت من الســـفـر!
حبيبتي...
أتعلمين أيّ وقع كان للخبــــر ؟
كأنّ قلبي – وهـو يســتعيدْ
ربيعــه – فراشــة أيقظهــا آذارُ من ســباتها المديدْ
فارتعشــت مفلتــة ًمن قبضة الجليــــــد !
حبيبتي..
ما أعجب الحبَّ الذي يختصـر الحياة ْ
في أسـطـر ٍ قليلة ، أو في يــد ٍتومىء
من بعيدْ
ما
أعجب الحب الذي يلوّن الدنيا كمـــا يريـــد !
أمس ِبكى في شــرفتي المســاءْ
وقال لي الســكون أني مهمل ، شــريدْ
وفي الضحى غنّى ليَ الشـــجـرْ
أغنية خضـراءْ
وخامرتني ألفة ٌحتى مع الآكام و الحجــــــرْ
حبيبتي...
أكان شــهراً واحداً ؟
أوّاه كم
أرهقــــــني بزحفه الوئيـــد !!
كم حـلّقت روحي إليكِ يحثهــا ظمأي ، ويحملها
جناح تخيّلـــي
وكم اســتعدت الذكريات مقلباًً صفحاتها منذ ا
للقـــــــاء الأول
عيناكِ كيف أطيق صبراً عنهما وهماربيعي في
الحياة و منهلي
لم يجتمع في مـقلتين ســــواهما عمق البحار إلى
صفاء الجدول
صوفيا - 1967