.. / ها أنت تحاولُ
تقليد الأرضِ
تسيرُ ببطءٍ و هدوءٍ مثقوبٍ ..
لا تحملُ في جيبك غير
الفقرِ ، و أرصفةٍ ملَّتْ قدميك ،
و بعضِ الشعرِ العاديِّ
،
و حبٍ لا يسْعفُ
أطرافَك ..
ها أنت ترتِّبُ ضحكتَها
، و تلامسُ كفيها كي تحلم أكثر.
" يا ربِّي ،
مذْ كانت أسماؤك تحمينا من شر حماقتنا نرتقُ أدعيةً من خوفٍ . .
يا ربِّي ،
هل صارَ الموتُ حضاريا
و أنيقا .. كامرأةٍ ماكرةٍ ، تعشق رائحةَ الحبِّ ، تهندمُ كلماتٍ من نورٍ و
هديلٍ لا تخدشه البدوُ ولا الشعرُ و لا حتى رائحة ٌ للأرض تبقِّعُ نبرته .
أم متروكا كحقيبة سفرٍ
لا يُعرفُ صاحبها .. "
ها أنت تفتِّشُ في جيب
صديقك عنك ،
و لا تجِدُ سوى
الجوعِ و كسرةِ خبزٍ قيل : " الربُّ سيحرقُ من يأكلُها .. "
كلْها و ادخلْ جناتٍ من صنع يديكْ .
عن ماذا تبحثُ
عن جائعةٍ ، مثلك ،
تكتبُ أسطورةَ عشقٍ ،
و تلامسُ روحك حين
يمرُّ خفيفا في عينيكْ .
أم عن عاشقةٍ بيضاءَ
كقلقِكَ : أن تنسى أسماءَ اللهِ ،
و تبحثُ عن لا موتكَ في
آخر أنفاسكَ ؟
كيف تحاول تقليد الأرض ،
و من دمِكَ تفرُّ
الأرضُ بلا أدعيةٍ تحفظها ..
ملعونٌ شكُكَ ،
إيمانُكَ
فرحُكَ حين يكلِّمُكَ اللهُ :
" الأخطاءُ ستزهرُ في
قلبك حين تموتُ .. و حين تعدُّ وصاياه العشرْ "
ملعونٌ أن تكتبَ شعرا يتحسسُ جسمَ حبيبتكَ ،
و ملعونٌ حتى أن ترسمَ
بدمائِك وجهَ حبيبتِك الأولى ؛ كي لا تخدش ببياضكَ من خانوكْ .
و تظنّ بأنك صوفيٌ
ستلامسُ أسرار الكلماتِ ، تشاهدُ ، بعد قليلٍ ، صورتكَ بلا إحساسٍ أرضيٍ
يزعجُك ، و لا أتربةٍ تخنقُ أدعيتكَ .
من منّا سيرتِلُ أوردةً
في ثلثِ الليل ليصبحَ مرضيا ..
و يسجلُ مع أولِ رقصات
الفجرِ دعاءً ورديا ..
لا أدري ..
قد تبصرُ، بعد صلاتكَ ، مدنا تائهةً كحدود خريطتك بلا أبوابٍ ،
و سماءً حائرةً
تأخذُ شكلَ عيونك .
قد تجدُ الجسد غريبا عنك ، و تجدُ غريبا يعرفُك ،
و تجدُ صلاتيَ أنشودة
حزنٍ لا تجدي ..
قد تجد الموتَ طريقَك للا موتِ ، و تبصرُ أيضًا أكثرَ من لا شيءْ .
15/1/2006