ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

د. نوري الوائلي - العراق / نيويورك

العدل

د. نوري الوائلي - العراق / نيويورك

مؤسسة الوائلي للعلوم

Noori786@yahoo.com

 

نشرت قصيدة بعنوان عصاة في يوم الفصل ونقلت صور لأهل المعصية يوم الحساب وما يلاقونه من عذاب. وقد أعترض احد القراء في تعليقه وتسائل لماذا كل هذا العذاب  والترهيب والتخويف يوم القيامة فأجبته  بهذه القصيدة:

 

يا من سألتَ لمَ العظيمُ يعذّب ُ = عبدا ً بنيران ٍ تدومُ وتَلهب

هل يستحقّ الظالمون جهنّما ً ؟ = أو يخلدون بها ولا يتطبّبوا ؟

فأقولُ مهلاً  إن ربك عادلٌ = حكمَ الخلائقَ منصف لا يَغصب

قد بيَّن النجدين إمّا بالهدى = تبقى وإمّا للضلالةِ تَذهب

للناس قد وهبَ العقولَ مَداركا ً = الحقُ يبزغُ والضلالةُ تغرب

فالكونُ يحوي للصفات نقائضا ً = هذا قبيحٌ , ذاك حُسْنٌ يُعجب

هذا كفورٌ ذاك يعبدُ واحداً = هذا غروبٌ ثم فجر  يُنجَب

ما كانَ ربُّك للمسئ مُعذّبا = لو أنّه صدقا ً لعفو ٍ يطلب

أو كانَ ربُّك للنفوس مُحاسباً =لو انها للخير دوما تَرغب

أو كان يُدخلُ من عصى في ناره = لو كان في العصيان حُسناً يُكسب

هذي صفاتُ الله لا بدعا ً بها = أو كان منّي ما يُضيفُ ويشطب

منْ يعص رب الكون يُصبحُ جاحداً = لكريم فضل ٍ لا يُعدُّ ويُحْسب

فعذابُ ربّك للمُسئّ عدالة = إن كان للآثام ِ عمْداً يَقرب

أو كان حتّى للإنابةِ رافضا ً = رغمَ الذنوب الى المحاسن ِ تُقلب

هذا كلامٌ يقصدُ الذكرى ولن = يرمي النفوسَ الى مخاوف تُرهب

ما قلتُ إلا من كتاب ٍ مُحكم ٍ = قرآنُ ربِّك للصلاح يُحبّب

لا باطلاً يحوي ولا مُتخلفا ً = فهوَ السلامُ الى الحياة وأنسب

ذكّرْ فان الذكرَ ينفعُ مؤمنا ً = والمشركون بغيّهم قد أحَجبوا

ما نحنُ فيه من ضياع نفوسنا = وخراب دنيانا وظلم يَغلب

يُعزى لبُعد ٍ عن هداية ِ بارئ ٍ = وظهور أفكار ٍ تُزيغُ وتُخْرب

لن تستقيمَ حياتُنا إلا إذا = اللهَ نتْبعُ  , في المحاسن ِ نُسهب

فلذا يُعذّبُ للمعاصي مُذنبا ً = فهيَ العدالةُ لا تضيعُ وتُسلب

الذنبُ شرٌّ في النفوس وحولها = لكنّ نسيانَ الإنابة أذنب

وثوابُ خير ٍ عند ربّك عشرة = فهو العطاء مضاعف لا يُحجب

من يعمل الخيرات يُصبح حاصدا ً = زرعا ً بأرض ٍ ماؤها لا يَنضب

ما أعظم الطغيان في نفسٍ إذا = حكمتْ بحُكم ٍ للإله مُغضب

لن ينفعَ الباري عذابُ عباده = لكنّه للظلم لا يتسبّب

هل يستوي من عاشَ يسجدُ مُصلحا ً = مع منْ يعيشُ كمفسد  يتذبذب

في الناس أصنافٌ بعدل حقّهم = أن يُدخلوا ناراً ولن يُستعتبوا

الظالمون الجاحدونَ فما لهم = من نار ربّك والسلاسل مَهرب

ما أكثر الناس اللذين لظلمهم = صاروا وقودا ً في جهنّم كبكبوا

كثر الخليقة تستحقُّ عذابها = وزيادةً , فالظلم ُ شركٌ مُنكب

في الناس ِ ظلّام وربّك ما لهمْ = غير السعير  عقوبةً لا تكذب

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا