تُراكَ كنتَ تحتمي من الصقيع بارتعاشة خفيفة
تراك كنت تنظر البيت الوسيع
في جنوب مصر
وأنت قاعد بركنك الأثير
وحدك الآن
والناس نامت
تجرّب الهسيس مرة
ومرة تقاسم السكوت حاله
يا أبي
سبعون شمعة أُضيئها هذا المساء
سبعون شمعة أُضيئها
وهذا الشيبُ كاذبٌ
وهذه التجاعيد افتراء
زوّقتُ حجرتي
وقلتُ :
هذا اليوم
وقفٌ عليك يا أبي
وضعتُ زهرتين في الشّبّاك
وقلتُ :
سوف تملآن حجرتي بنفحة
من الحقول
وضعتُ كرسيّا قبالتي
وقلتُ :
أستضيفه
أشعلتُ شمعاتي
وقلتُ :
أطفيء السبعين شمعة بنفخة وحيدة
وتطرق العام الجديد يا أبي
يا أبي
أنا فعلت كل هذا المهرجان
ألزهرتان فاحتا
وغطّتا المكان بالأريج
لكنني
لما نفختُ في السبعين شمعة
وأظلم المكان
لم أجدك في كرسيّك الأثير
قلتُ :
علّ قنديلي إذا أضاء
رأيتُه يقاسم السكوت حاله
أنرت قنديلي
ولم تكن تهسّ هسّك الخفيف
عندئذ
أدركت أنني بعدت عنك كل هذه المسافة الطويلة
الطويلة
الطويلة
أيقنتُ أنك ابتهجتَ حينما طرقتَ عامك الجديد
مضمّخا بالزهو
رافلا في ثوبك الشتويّ
قاعدا في حجرة الجلوس آخر المسا
في ركنك الأثير
تجرّب التذكّراتِ والفرحْ
أمسكتُ زهرتيّ
همستُ في الأريجِ كله
عامٌ
سعيدُ
يا أبي .
Alsammah63@yahoo.com