أنشودة السلام العربية...

حميد عدنان- المغرب

1- قضية شاعر

من أين أبدأ الحكاية؟

من سقوط غرناطة؟

أم من كبوة حصان عربي

بالأمس كانت تخشاه

كل أشباح الدنيا...

من أين أبدأ الحكاية؟

من ذكرى وقوف طار ق بن زياد

بين عدوين

أم من سيرة قائد عربي

لا تترجم خطبه

إلى مناطق أخرى من هذا العالم

لأنها تحمل في كلماتها

كبرياء و عزة و أنفة...

 كيف ألملم شتات قصيدتي

و أحول صمتي إلى كلمات

و قضيتي إلى قطرات من ندى الأيام؟

كيف ألملم شتات تاريخي

و تاريخ أمتي

و تلك الأوراق المبعثرة التي غطت

وجه القمر و السماء...؟

هل ترفض بلداننا

أن تصير موضوعا لقصائدنا؟

أم ترفض قصائدنا

أن تنسج صورة عن أوطاننا؟

من خان الذاكرة و التاريخ؟

هل القصيدة أم الوطن؟

لماذا لا يتحول الوطن إلى قصيدة

و تصير القصيدة وطنا؟

مسكين أنت أيها الشاعر

تحلم بقصيدة و تحلم بوطن

لا تريد أن تختار

إذن عليك أن تتعلم لعبة الانتظار

أيها الشاعر

سافر إلى هناك

سافر إلى وطن

لا يزال يعشق سحر الكلمات

إلى  بلاد

ترفض الطيور فيها

أن تسجن بحبل من حرير

أو في قفص من ذهب

أو العيش في عرش ملكة سبأ...

2- قضية وطن ...

في فلسطين لن تكف الأم

عن صنع خبزها اليومي

بكل حب و فن و إتقان

لكن تكف عن تقبيل ابنها

فوق الجبين

و هي تعلم أن موتها

و موت ابنها مؤجل إلى حين

في فلسطين نطق الحجر

في فلسطين نطق الشجر

كل شئ تحول إلى نار

و العدو لم ولن يذق أبدا

طعم الانتصار

أيها الشاعر أنت عربي

أنت إرهابي

لأنك أنطقت الحجر و الشجر

لأنك حولت بكلماته

الانتصار إلى هزيمة

و صرت ضميرا لهذه الأمة

3- قضية أمة ...

سنعلق التمائم على أبوابنا

 و على صدورنا و أحلامنا

سنقرأ عبارات سحرية

كي ننام بسلام

و لا تعاودنا شهوة الكلام

سنطلب الله أن يخلصنا

من براثين الجهل و الهزيمة

ثم ننصرف و ننام

سنزور أولياءنا الصالحين

و نقبل أقبيتهم

و نلتمس منهم الخلاص

ثم ننصرف وننام

سنبعث برقية تهديد

بعد برقية تهديد بعد برقية تهديد

ثم ننصرف وننام

سنردد قصائدنا الثورية

و خطبنا السريالية

قبل أن نعود للصمت و ننام

سنوقع الاتفاقيات

كل الاتفاقيات

كي لا تغضب أمريكا

سنتعهد بمحاربة الإرهاب

دون تحديد للمفاهيم

وسنقبل التعميم و التعويم و التسويف

كي لا تغضب أمريكا

ثم ننصرف و ننام

نحن أمة تحب السلام

و النوم في سلام

نحن أمة لا تدافع عن السلام

إلا بالسلام

و تواجه الإهابة و القتل

بالتنديد و السلام

أيها الشاعر

أنت إرهابي

لأنك تريد أن تسرق منا السلام

فدعنا إذن نعيش في سلام

و ننام في سلام

ودعنا ندافع عن السلام بالسلام...