هل نبض قلبك
عندما مر طفل
حافي القدمين
يرتدي لباسا
من بقايا فصل الخريف؟
هل سمحت لنفسك
في عتمة الزمن
أن تبحث عن نفسها
التي فقدتها في متاهات
هذا العالم
كي لا تختنق؟
هل صافحت يدك الفقيرة
يدا فقيرة
لتلتمس حرارة العيون
ودفء القلوب
في برودة هذا العالم
التي تكسوه ثلوج
لا تذيبها الا ابتسامة صبي؟
هل ذرفت دموعا
هل صرخت في وجه العالم
هل بحت بشعر
عندما رايت صورة العالم
المتلاشية
كصورة الزمن؟
هل بعثت قبلة
للسماء
و للامين العام
و للامم المتحدة
لتندد بالظلم
كما تفعل العواصم العربية؟
هل اقترفت
جنحة التغزل
بفراشات الليل
و أزهار الحياة
التي لا تذبل؟
هل غمر كيانك
حب صافٍ
كوجه السماء
في ربيع أنيق
تشتهي الفراشات فيه
أن تقبل كل الكائنات؟
هل عبرت و لو مرة واحدة
جسرا
يقودك الى جوهر الانسان؟
هل كتبت رسالة حب
لطيور السماء
تلتمس منها
أن تعود غدا
عارية
كجمال الدنيا؟
هل كتيت رسالة حب
تلتمس منها
أن تملا الدنيا
بأنشودة الأمل؟
هل عرفت أن الثلج
يكسو العالم
و بياض هذا الثلج
يستفز متعة العين
كي تقترب من الشمس
التي تحرس الكون؟
هل راودك
في متاهات الليل
أو في يقظة الضمير
حلم ثقيل
اليمامة البيضاء
التي رسمها طفل في كراسته
و حاول تحريكها
بأنامله المائية
كي تطير؟
هل صنعت
طائرة ورقية
و زورقا ورقيا
لا تقوى على تدميره
أيادٍ ليلية؟
هل خنت العالم
و اقترفت جنحة الكلام
اللامباح
و تطاولت على الحقد
وحرضت أشباح
طباعك الأرضية
كي تقبل السماء
و نور البحث عن الذات؟
هل خنت العالم
مرة واحدة
و اقترفت جنحة الحب
في زمن المحاكمات العاطفية
وهل اقترفت جنحة
حب الكتابة…؟
لقد شردوا أقلامنا
و مزقوا أشعارنا
وذبحوا أبناءنا ونساءنا
و دمروا أوصال أوطاننا
و كياننا؟
لقد جعلوا منا أرقاما و حسابات
ووضعوا أجندة
لتسجيل كلمات المرور
إلى هذه الحياة
و الى الموت طبعا
كذلك؟
لقد شيدوا لنا
مدنا في خيالهم
خارج الزمن
و حاصرونا فيها كالفئران…؟
هل خنت شعاراتهم
و لو مرة واحدة
ورفضت النوم فوق وسادتهم
و لو مرة واحدة؟
هل خنت خطاباتهم
الرسمية
و لو مرة واحدة
فانهم خبراء في صياغة
الخطابات و الشعارات
التي تهدد بوصلة
هذا الزمن؟