لم نعد نحبّ ما كنـّا مولـّهينَ بهِ .
ما كانَ يُسرّنا ، كالرماد ِ، على لساننا ، يستقرُّ.
لأنـّهُ الأمس .
نـُعانقُ ما كان َ، ولا نقشعرّ عندما
نعرفُ أنه الماضي ، تلك الجُثـّة ُ الأمينة .
للأشياء أحتافـُها أيضا ً—
شُحناتُ انتفاضاتها المحشودة
حتى التَـكهْرُب ، وأسرارُها التي تـُضاهي
في تـَماديها ، لغة َ السحابات الهاربة عبرَ سمائي .
هكذا صارت حياتي ، أشبهَ بجغرافيا
لا يمكنُ تفسيرُها
بالمواقع ِ والأماكن ، وصوتُ أيّامي
لم يعُد قابلاً للتبنّي
من قِبَل ِ أزمنة الآخرين .
بينما العالمُ لا يكفّ عن تِردادِ أقانيمه ِ:
الخُلدُ يحلمُ في جُحره ِ المتواضع .
الفَراشة ُ في طريقها الى الجنـّة
تطيشُ عن حدّ سياجي .
الكلبُ ، خلفَه ُ، يُفسّرُ إشاراتِ مرور العابرين
بقوانين الرائحة ، ووَقع الحذاء .
وحتى العصافيرُ مشغولة ٌ
بتـَفـْلية ِ ريشها ، والحشَراتُ في
أصدافها الهشـّة ، تتحصّـن...
ما من شاحذٍ لسكاكين الأيام هنا ، يتقدّم
ما من اضطرام ٍ مفاجئ في قفير النـَّحْل: ما يحدثُ
ليسَ سوى ما يحدثُ في المعمورة ، وما من معنى
لما يحدثُ في حدوثهِ إ ّلا
بالنسبةِ لمن يشهدُ
الحدَث .
ومع ذلك ، من يُريدُ حياة ً لها هذه النـَّعْرة
مُقبلـُها قبلٌ ، أمسُها يومُنا التالي ؟
وما غَدُها ، سوى لحظةٍ لن يسكنها أحدٌ سواك .
أمّا أنا ، فاعطني ما تشاء:
كلَّ ما يذوي في لـَمْح البصَر
كلّ ما يُواصلُ المَسْرى
رغمَ ظلام ِ ليل العميان .