سمرٌ على حافةِ السؤالِ..!!
نجاة الزباير - المغرب
رَأَيْتُهُ يَزْحَفُ فَوْقَ اُلْأَرْضِ
كَـاُلْحَلَّاجِ يَحْمِل جُثَّثَهُ
وَجْهُهُ مُسَافِرٌ فِي رَاحَةِ اُلرِّيَاحِ
لَمَحْتُ فِيهِ أَطْيَافًا مُثْقَلَةً بِاُلْعَوِيلِ.
قُلْتُ:
-"تُـرَاهُ عَاشِقٌ
أَغْلَقَ اُلصَّبَاحُ دُونَهُ عَيْنَيْهِ
فَاُضْطَجَعَ فِي أَقْدَاحِ اُلشَّوْقِ
يُشْعِلُ اُلطُّرُقَاتِ مَوَاوِيلَ
وَ يَبْكِي لَيْلَاهُ ؟
2.
أَمْ شَاعِرٌ
يُهْدِينَا عَطَشَ غُرْبَتِهِ
وَفِي قَبِيلَةٍ دُونَ خَيْلٍ وَلَا خِيَامٍ
أَمِيرٌ لَا يَقْرَأُ سُرَّةَ اُلرُّصَافَةِ
وَعِنْدَمَا تَتَرَاقَصُ اُلْكُؤُوسُ
يَقُولُ اُلسَّيَّافُ :
-"اُسْتَنْفِرْ حُرُوفَكَ لِتُنْشِدَ عَدْلَ اُلْإِمَارَةِ
وَلَا تُعَرْبِدْ فَوْقَ كَتِفِ اُلثُّوَّارِ !!".
تَـوَهَّمْتُ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ
قَصَائِدَ لَيْلٍ تَخْلَعُ ثَوْبَهَا
زِينَتَهَا (...)
كَغَـانِيَةٍ تمَزْجِ ُعِطْرَهَا بِاُللَّهَبْ
فَتَتَحَوَّلُ لِبَنَادِقَ تَعْدِمُ سَرِيرَةَ اُلنَّهَارِ
لِتَهْرُبَ اُلْقَصِيدَةُ مِنْ ثُقْبِ اُلْجِرَاحِ.
كُلُّ اُلْقَنَادِيلِ تَتَسَوَّلُ ضَوْءَهَا
فَهُنَا ضَفَائِرُ اُلْأَسِيرَاتِ
تَفْتَحُ لِي وَطَنًا غَرِيبَ اُلْأَحْجَارِ
تَتَعَثَّرُ فَوْقَ مِلْحِهِ
مُدُنٌ أَضَاعَتْ مِفْتَاحَهَا اُلْقُدُسِيِّ.
وَهُنَا تَرْقُصُ الَأبْجَدِيَّةُ فِي ثَوْبِ الْحَضَارَاتِ
وَتَنَامُ فَوْقَ سَجَّادَةِ اُللَّيْلِ
تَلْفَظُ جَسَدًا هَدَّهُ اُلْإِعْصَارُ..
أَمْ لَاجِئٌ
اُغْتَالَهُ اُلْكَلَاُم فَاُنْـكَسَرَ
يَعْدُو مَلْهُوفًا بَيْنَ اُلْخَنَادِقِ
وَاُلْحَرَائِـقِ
يَنْتَظِرُ اُلْغَـدَ اُلْآتِي وَجَعًا يَتَعَمَّدُ
فِي خَارِطَةِ اُلْوَطَن..
يَنَامُ فِي حَنَاجِرِ اُلْغَرَابَـةِ
وَ كُلَّمَا هَتَكَ اُلتَّارِيخُ صَوْتَهُ
نَـزَفَ فِي تَيَّارِ اُلْغَضَبِ.
أَمْ تَائِهٌ
تَهَجَّى رَسْمَهُ فيِ زُقَاقِ اُلْمَلْعُونِينَ
وَهَرْوَلَ نَحْوَ اُلْغُبَارِ
كَفَّاهُ حَانَةٌ عَارِيَةٌ لَا تَقْرَأُ أَسْرَارَهَا
غَيْرُ أَرْضٍ تَغْسِلُ وَجْهَ اُلْمَكَانِ
وَتُفَصِّلُ مِنْ نَبْضِ اُلْأُفْقِ بُرْقُعَهَا.
وَكُلَّمَا اُغْتَالَهَا إِهَابُ اُلسُّؤَالِ
رَدَّدَتْ قَصَصَ مَجْدٍ هَوَى
حَتَّى تَنَامَ اُلْـقَصِيدَةُ
فِي خِبَاءِ بِلَادٍ تَئِنُّ أَبْوَابُهَا.
فَجْأَةً تَسَلَّقَ جَبِينَ اُلْمَدِينَةِ اُلضَّرِيرَةِ
أَمْسَكْتُ خُطَاهُ مِنْ دُبُرٍ
لَكِنَّهُ خَتَلَنِي وَاُنْدَثَرْ..!!.