في
صبيحة كل يوم
أتأمل
وجهي في المرآة
فأرى
حرباء بألوان قاتمة
أرى
ضفدعة تستحم في ماء عكر
يصب
في بحر هائج
ذي
أمواج متكسرة الانفاس
أرى
وجها أجوف التقاسيم
حلزون
التجاعيد
سحنته
أتعبها الملل
وضحكة
مكبوتة
وأجفان مثقلة بنعاس متوتر
في
صبيحة كل يوم
أتفحص
ملامحي الشائكة
كأنني
أدخل حلبة
لمصارعة ثور غاضب
وأتعجب كيف لا ينام زغب الذقن
هذا
الوجه الشاحب
صاخب
الغريزة البهلوانية
أسأل
الصباح عنه
متى
يطلق سراحه
من
اقامته الجبرية
في
صبيحة كل يوم
أطوي
مرآتي
في
جيبي
وألبس
قناعي الوفي
الذي
لم يتركني
فمرة
أرمم فحولتي
بشظايا مرآة
تخلت
عنها عانس
في
مهب الخريف
ومرة
أقتفي أثر الاعوام الهاربة
في
صبيحة كل يوم
يعتريني الوهن
حين
أرى في المرآة
قسماتي النرجسية
المنحوتة
من
طينة لزجة
تلحسها التجاعيد الوهمية
في
صبيحة كل يوم
أقرأ
في المرآة
جنون
وشم
لا
يشبهني
ومساحيق لوجه آخر
فأبصق
على المرآة
ثم
ابتسم...
بن
يونس ماجن - لندن