نور الدين بازين – المغرب

يا كليب

قد جاءت الخيل

مخضلة تحمل دمك

واليمامة غصة

على جريد النخل

تندب بالوجيب رحيلك

تلعلع بلضى روحك

يا سالم لا تهادن..

وسالم يرد: الخمر والسيف مناسكي

والحانة لمتني على الدم

أنا والصاحب اللوذعي...

لقد سافر كليب تاجي

كليب جرحي ولوعتي

وكليب زفيري وشهقتي

ونساؤه جرعن زي السواد

تجرن ذيول الحزن إلى الجب

لا ماء.. تكسرت الجرة

تكسرت النجاد دما

سالت زمنا من الذل لم ينته..!

يصرخ الفتى

يا سادة القبيلة نريد حربا

تسقي الريح بالجروح !

تصيح الفتاة

يا سادة القبيلة نريد ثأرا

يعبق بعبير الموت !

والبداية

كانت صرخة النخيل

على الضليل..

والنهاية

كانت دمعة الخيل

على الجليل..

أفق كليب

لازال هنا متسع من حكاية الموت

واليمامة عجت

ترى دمعها يروي الوقت

وسالم

في الخيمة يستنجد بالصوت..

يا سالم

قد عادت الذاكرة إلى الكلام

لم يعد لشيبته صفة الهيبة

والخيل ترف في المربط

والبنادق ثملت في المرقص

لم يبق هناك مقاتل يروي الشعر

لم يبق هناك مقاتل يكتم السر

لم يبق هناك سوى أزمنة

تتهاوى كالنغم الأخير..

أفق كليب

فجحد ر الهيوب صار وليا

ينشر خطواته

على قبور القبيلة

كزنابق الحلم،

فلا الخيل

أرمقت ذبابات هلاكو

في صوت الصهيل

لا السيف

هجع الموت على طائراته

وكل زعماء القبيلة

تلذذوا بدمعنا

وصراخنا

يا حسرتي لم يجد صدى

داخل قبرنا،

وكل الدمى

ترقص في ساعات الليل

تتلوى..

فلا الضوء يأتي من الشمال !

لا الشمس تأتي من الشمال !

لا ريح تنهل من الشمال !

لا ورد ينبت في الشمال !

وأنت يا كليب

لا زال صدى الصوت يرف:

لا تهادن !

لا تهادن !

لا تهادن !