قالت له ذات مساء :
حين عرفتُكَ كان الكون
فسيحا وللقمر وجه طفل بريء،
أضاءت عيناكَ شموع الأمل
الصاخب في وجهي
وتفجرت ينابيع الفرح بين
يديكَ لتغمرني بالضياء البهيج،
حين عرفتُكَ
عانقتني العصافير
وراقصتني الأشجار
وأهدتني البلابل باقة
سوسنات برية
حين عرفتُكَ
احتضنتني الشمس , وغمرتني
بالدفء والضوء والأقمار والشهب
حين عرفتُكَ
توشّح ليلي بالياسمين
وانسكب العطر على شرفاتي
وتساقطت حول سريري النجمات
حين عرفتُكَ
كان الفجر يحملني إلى
صوتك العذب،
تذوب أغنيتك في دمي ويسكرني اللحن الشجي حين
تقول ( أن كل اللغات
تحتار دائما بوصفي
وإنني لك الحياة والحب
إمضائي وطيفي
تقول لي نبع الجمال…
والله كم يهوى الجمال
و نظرة الدلال مني والناس
يغريها الدلال)
واليوم ، أنت اليوم بلا
روح , بلا أمل,بلا فرح
وأنا بجوارك شاردة في بحر
الصمت أفتش عنك فتغرقني أمواجك
هل كنت حلما ناعما في
غفوة صيف
أيقظتني منة قسوة الحياة
؟.
قال:
واهنا هامسا بصوت تراكم
عليه الجليد
اعذريني يا حبيبتي فقد
انطفأ سراج القلب
ولا زيت لدي ولا وقت
وأنت الفرح ولا قلب يفرح
في عينيك خبأت ابتساماتي
وأحلامي
وذهبت أقاتل من سلب رغيفي
من شرد أطفالي
من مزق دفتر أشعاري
من ادخل أحلامي السجن
من قيد آمالي
من سرق اسمك من شفتي
وأنا... انا يا سيدتي لا
أتقن فن الرقص على الجرح
لا أتقن هذا الزيف
فتعودي أن شئت حزني،
واكتئابي
ورافقيني بصمت كي
القي على صدركِ رأسي
حين يغلبني الحنين إلى
رائحة ارض غادرتها
في موسم حصاد بعيد .
لا تخذليني و رافقيني حتى
أعود وتعودين
(أهديك عمري شلال براءة
وباقة ياسمين فهل تقبليني؟)
3/1/2002
==
-2-
قالت بصوت حزين:
يا أيها الثائر في ذلك
العالم البعيد
تبكيك الأشجار فتسيل
دموعها قهرا
على موسم الحصاد
حين قطفت القنابل
لأنك لم تجد سنابل
يا أيها القادم من بعيد
يا طائر أضناه التعب
أشقاه الجوع والحنين
....... لخبز قديم
في تنور قديم
بطحين قديم
من أين لنا بذلك الطحين
سرقوه من خوابينا
من دمنا
من أفواه أطفالنا
من دماء ثكالى شعبنا
أيها الصامد في البعيد
أمسكت بين راحتيك أغصان
الأشجار معلقة
تستهوي بها نسرا أسير
نزعوا عنه ريشه
سلبوه فضاءه
كيف سيطير ؟؟
كيف سيحلق فوق المروج
كيف سيأخذ من جلمود الصخر
قطعة
يعطيها لأبطال الحجارة
أيها الباكي
أيها الدامي
ليلنا له فجر قادم
يعيد إليك لحن الشوق
يعيد اليك دفتر أشعارك
يعيد الابتسامة على شفتيك
يكسر قيد آمالك وأحلامك
تقول رافقيني
سأرافقك بصمت له ذاكرة
في التاريخ
يرسم من الحزن فرحة
من الحلم صورة لطريق
فرد بصوت تداخلت فيه نشوة
الفرح برائحة الحزن
كنت دائما أراك هناك
خلف ضوء القمر
تملئين شعاع الصباح
المنسي عندي
تنشدين مع الشجر
أنشودة عاشق
للزيتون
للأرض
لمطر يروي ظمأ شعبي
نخلتك التي زرعتها في
الشتات
تبعث لي تمرا وحنينا
جِمال صحراءك تسكب لي
الصبر في بئر الأحزان
شمسك المحرقة تشعل في
نفسي وهجا جميلا
لأمضي
لأتحدى
لأقاوم
لأحارب من سرقوا القوت
ويتّموا الأطفال
قالت:
بصوت الظمآن لينبوع ماء
صوتك يعزف لي لحنا في
اوركسترا تائهة
وجهك الجميل مرآتي
أراه مضيئاً على غصن في
بيارة
على برتقالة
على ياسمينة
أراه على ضفاف بحر غزة
غضبة موجة راجعة إلى شاطئ
ثائر
أغذي بها أحلامي
أراه..... جدولا يسقي
نهرا
أراه ....نار
أراه ... شوكا
أراه سكينا يمزق كبد
مغتصب وسجان
( سأراك في وطن الحزن
والحب بإذن الله لك كل أشواقي وتحياتي )
8 / 1/ 2002