ما هيَ إلا
بضعُ أُمسياتٍ مرّت
ولم تمرّ، أتوحّـدُ فيها
خلف البيت
أمامي أعشابٌ يابسة ٌ
عالية بالكاد تحجبُ عنّي
شظايا الزجاج المتلألئة
المرصوصة
على السورِ، في الشمس
الضعيفة .
أجلسُ لأحسبَ الثواني
لأفهمَ ما معنى أن أمضي
أو أن أبقى في مكاني .
حالما ً دونَ أن أتابعَ
الحلم . صامتا ً وفي نيّتي
أن أصرخ . أما مَ بيوت ِ
جيراني
تـُرفرفُ رايات ٌ كبيرة.
جنرالاتُ أمريكا
يشحذونَ آلة َ الخراب .
صامتا ً وفي نيّـتي أن
أصرخ...
لا هذه اللمحة ُ التي
أقتنصها من ملحمة
الطبيعةِ قـَسراً
تقودني الى سرّ أطمحُ أن
أستجليهِ بكلّ تلافيفهِ
المظلمة ِ يوما ً، ولا
ذلك المنحنى
في ذاكرتي يسمحُ لي
أن أرى القناعَ الهاربَ
الى الوراء ِ دوما ً
في أزقـّة حياتي الماضية
.
الواقع ُ أنـّني هنا ، في
هذه الزاوية:
يدايَ في حضني، عيني
تـُلاحقُ بعوضة ً تطنّ
بين الأعشاب.
تطيرُ فوق السور، تأخذ ُ
أفكاري الى المجهول ِ لحظة ً
لا أفكّـرُ فيها ، لا
أحلم ُ ، لا أريدُ شيئا ً.
لحظة ٌ جديرة ٌ
بأيّ ناسك ٍ بوذيّ .
ثـُمّ انتهت تلك الأماسي
، وعُـدتُ الى
عالم المجانين .