1
حَبَتْ فِي زَبَدِ
اُلْحُرُوفِ طَـيِّعَةَ اُلظّـلاَلِ .
رَنَوْتُ إلَيْهَا
تَسْـرِقُ نَفْـسِي
تُـبـَعْـثِرُ
تَسْـمِيَتِي
- " هِـيتَ لَكْ"
قَالَ قَـصِيدُ
أَسْرَارِهَا.
أَسـَالَتْ أَمْسَـهَا
فِي ضِـفَافِي
وَقَالَتْ:
-"لِمَ
تَصْعَدِينَ حُجُبَ الْهَوَاجِسِ
خُطُوَاتُكِ
آهَاتٌ شَاحِبَةُ اُلْيَقِينِ
تَتَـفَـيَّأُ
جـَمْـرَ اُلْعِشْـقِ؟"
طَرَدْتُهَا مِنْ
خَاصِرَةِ اُللَّيَالِي
وَ قُلْتُ:
تَتَـقَـهْقَرُ فِيهِ خُيُولُ اُلتَمَنُّعِ".
رَمَقْـتُـهَا تَرْحَلُ فِي اُلْخَفَاءِ
آهَــاتُهَـا غَفْـوَةٌ
وَ رِدَاؤُهَــا صَبْوَةٌ
كَيْفَ مِنْهَا تَنْسَلُّ
عَنَاصِرِي؟
وَ فِي دُخَيْلاَئِي
زَهْوٌ يُرْضِعُنِي بِذْرَتَهُ .
كُنْتُ أَشُقُّ صَدْرِي
عَنْ وَرْدَةِ اُلْهَوى
فَأَرَاهُ يَمْـشِي
حَوْلِي
وَ فِي سِوَارِ عِشْقِهِ
الْحَابِلِ بِاُلْجَدَاِئِل اُلسِّرِّيَّةِ
مُكَاشَفَاتٌ تَنْضُو
عَنْهُ أَعْشَابَ اُلْهَذَيَانِ
تَخْتَمِرُ فِي لَيْلٍ
يُهَاجِرُ فِي فَرَحِي اُلصَّغِيرِ.
أَسْلَمَتْنِي رَعْشَةُ اُللَّوْعَةِ لِلُهَاثِ اُلْمَتَاهَاتِ.
فِي اُلْجَسَدِ
اُلْمُتَرَقْرِقِ كَمَا اُلْأَشْيَاءُ اُلْأُولَى
أَغْوَتْنِي اُلدُّرُوبُ
اُلْمُثْقَـلَةُ بِالثُّمَالَةِ
غَـازَلَنِي صُدْفَةً
ظَمَأُ عَـشِـيرَتِهِ
اُسْتَـمْـطَرْتُ اُنْثِيَـالَاتِ ظِـلِّـهِ
كَمَا رِئَةُ اُلْأَرْضِ
تَتَنَشَّقُ أَسَاطِيرَ بَابِلَ
-" تَـنَفَّسـِينِي مُدُنـًا عَذْرَاءَ"
قَالَتْ مَـرَاجِلُ
اُلْـمَوْجَةِ اُلنََّائِمَةِ .
(...) رَائِعًا كَـانَ
وِشَاحُ اُلْـجَسَدِ
يَتَسَلَّلُ لِكَتِفِ
اُللَّيْلِ مُخْمَلِيَّ اُلْهَجْعِ.
يَقِـفُ قُـرْبَ بـَابِ
اُلْجَـوَى
قَـالَتْ خَفْـقَةُ
اُلْعـِشْـقِ.
تَسَلَّلْتُ مِنِّي
تَكْتُبُنِي اُلْفُصُولُ بِلاَ إِسْـمٍ
وَ فِي ضِيَاءِ
اُلْوَصْلِ اُرْتَميْتُ .
* شاعرة من مراكش المغرب
قصيدةٌ عاشقةٌ...
نجاة الزباير
اُتّـَكَـأْتُ عَلَى
صَـدِْرهَـا
أُفُقِي عَاشِقٌ يَخِيـطُ
صَـمْتِي
تَسَلَّلَتْ إِلَيَّ
ذَوَائِبُـهُ
تَنَشَّقْتُ
مَلاَمـِحـَهُ
َقالَتْ:
-" كَيْفَ
تَلْتَقِطِينَ أَنْفَاسَهُ
وَ الُنَّأْيُ
صَنَوْبَرٌ يُطَارِدُ ضَرَاعَةَ اُلْهَوَى؟"
أَبْعَدْتُ عَنْ
أَظَافِرِهَا هَذَيَانَ اُلْجَسَدِ
وَ اُسْتَسْلَمْـتُ
لِشَهْقَـةِ اُللُغَاتِ.
كَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ
أَوْطَـانٌ
تَسْتَقْبِلُ كُلَّ
اُللَّاجـِئِينَ..
وَ كَانَتْ لِي فِيهِمَا
خَيْمَةٌ أَمِيرِيَّةٌ
تَخْلَـعُ قَمِـيصَ
حَيْرَتِـهَا
لِيَنَامَ اُلشَّوْقُ
فَوْقَ جِسْرِ اُلصَّبْوَةِ.
-"أَهِلِّي.." قَالَتْ
أَقْوَاسُ جُنُونِه
هَـرَعْـتُ إِلَـيْـهِ
صَوْتِي حُقُولُ زَهْرِ
وَ كَفِّي قَـوْسُ
اُشْتِعَـالٍ
قُلْتُ: - "هَا أَناَ
قَدْ أَتَيْـتُ".
مَدَّ إِلَيَّ خَيْطَ
حَاءٍ وَ بَاءْ
وَ قَالَ:
- "لَكِ
اُلرُّوحُ تَخْلَعُ بَابَ يُتْمِهَا
وَ لَكِ جَسَديِ
يفْتَحُ لِاُسْمِكِ آيَاتِهِ
وَ لَكِ
اُلْعُمْرُ يَسْتَوْطِنُ أَعْشَاشَ عِشْقِكِ"
اُنْخَطَفْنَا فِي
رَوْضَةِ اُلْبِشَارَةِ
ثُمَّ تَـلاَشَـيْنَا ...
كَانَ اُلْـجُرْحُ
وَقْـتَهَا أَعْمَى
وَ كَانَ قَطِيعُ
اُلْأَحْلاَمِ يَسُدُّ جُوعَنَا
فَجْأَةً جَاءَ
اُلرَّاعِي اُقْتَرَبَ وَ سَلَّمَ
قَالَ:
- "لَكُمْ
سُهُوبَ اُلْفِرَاقِ وَسَغَبَ اُلْوَجْدِ "
وَ قَادَ غُنَيْمَاتهِ
بَعِيدًا.
تَرَكَنِي فِي لِحَافِ
اُلصَّدِّ أَعُدُّ شِيَاهَهُ
أُرَقِّعُ ثَـوْبَ
اُلـنَّفْـسِ
أُغْـمِـضُ أَعْـضَاءَ
اُلـتَّـرَقُّبِ
قَالَتْ:
- "مَنْ
مِثْلُهُ يَكْرعُ اُللَّيْلُ مِن اسْمِهِ
تَتَمَدَّدِينَ فِي قَبْضَةِ ذِرَاعَـيْـهِ
لَا تُصْغِيـنَ لِغَـيْرِ هَـوَاهُ !!"
قُلْتُ:
- دَعِينِي
أَعُـدُّ رَسَائِلَ صَبـَاحٍ
يُـهَرْوِلُ فِـي
رُؤَانَـا
لَعَلَّ شُمُوسَهُ
تَنْبُتُ فِي قَطِيفَةِ اُلْوَصْلِ".
- "سَيَتَقَمَّصُ
عَوْدَتَـهُ إِلَيْكِ"
قَالَتْ بَاسِمَةَ
اُلثَّغْرِ .
تَأَمَّـلْـتُ اُرْتِجَافَ بَيَاضِهَا
فَلَمَحْتُ سَيِّدَةً
تَتَهَاوَى فِي ذَاكِرَةِ اُلْعَرَاءِ
تَتَسَرَّبُ من جَدَاوِلِ
اُلدَّهْشَةِ
تَمُدُّ سَاقَيْهَا فِـي
قَصَبِ اُلشِّعْـرِ
تَغْزِلُ تَلَافِـيفَهَا
مِنْ أَوْرَاقِ اُلتُّوتِ
تَفَرَّسْتُ فِي
شَبَقِهَا يُغَازِلُ مِحْرَابَ اُلْوَجْدِ
فَـوَجَـدْتُنِي
أَنَـا...
أَنَا مَنْ تَسْقُطُ
بَيْنَ كَتِفَيِّ اُلْعَالَمِ
بِثِيَابٍ لَا تَسْتُرُ
عَوْرَةَ اُلْمَاءِ
تَـلُفُّنِي عَـنَاقِيدُ
اُلْبَهَــاءِ.