![]() |
شعر مترجم |
غزة حسام شحادة - فلسطين
[1] إنزلقت مؤخّرة الانتظار على حافّة الوقت، فلم يعدْ لشجر اللوز حيّزٌ في الفضاء، ولم يعد للفضاء قدرةٌ على الاحتواء. على أكفّ ملاك رحلت بكامل أناقتها، فطراوة خدّها واتساعُ الروح في عينها لم يكونا جاهزين للاحتفال بخابور السحاب. فيا صبيّة الغد لنا عندك طلبان: أخبري السماء بأنّ غزة لا تحتمل أكثر. فكومات الأحلام هنا، ترهات الأصدقاء، وأضواء الشوارع الباهتة، لن تعيدَ للمدينة بهاءَها. واجمعي من الأفق ثلاث نجمات وأخبريهم بحكاية محمد وموسى والمسيح.
[2] العاطلون عن العمل، وهؤلاء الذين نَضَبَ الإبداعُ فيهم؛ وجدوا فيك الكثير، منحتهم فرصة الحديثِ العابر على ضفافِ نهرِ فضلاتك. كم أنت رائعة يا سيدتي ... كان جرحك العنوان الأكبر وبالخط العريض ... فلم يعد أحدٌ يشاهد خيوط العناكب في مؤخرتك.
[3] بعد حماقة أخرى تنسلّ من خاصرة الوقت، ستطفو على السطح فقاعاتٌ حقيرة، سنضمّد جرحَك الحر، وسنزين وجهك القبيح، ولكن لن يراك أحدٌ جميلة سوى بائعي المساحيق والمنتظرين على طابور التجميل، أما أنا وقد عرفتك منذ زمن؛ فلن أراك إلا مهرجًا في كوميديا لم يبلُغ مُخرجِها مرحلة النضوج.
|
|
|
![]() |
![]() |
|