( الى فخريّـة صالح
الراوي )
أبواب ُ تلك المدينة
عالية ٌ
كما لم نرَ من قبل ،
جداريّاتها ملأى بمراكب
تعبرُ الى بحرٍ، وجهتـُها
ثمّـة موانئ .
وفي أطرافها ، دوما ً ،
ملكوت ٌ
مخَصّـصٌ لأطفال ٍ يلهونَ
بلا رخصة ٍ من صاحب الجنـّة .
عيونهم جواهر ُ لا تـفقه
ُ معنى البريق .
كالراقصين ، يدور ُ
الأطفا ل ، يدورون َ وكِنزاتهم على
خصورهم تنزاح ، شعرهم
يختضّ في التقائهم بضوء نجمة
مادّين َ أيديهم الصغيرة
نحو أقواس الجدران العالية .
ها هم السُعَـداء ، وكم
هم جديرون َ بالمحبّـة !
أرى أطيافهم في الحلم ،
بين بقايا مدينتي
وهل هم أكثرُ من أطيا فٍ
يا تــُرى ؟ بأحذية ٍ لا تـُرى
يركضون َ على أرصفة الليل
، وثمّـة هالة تـُحيط ُ بكلّ بناية .
إنهم يعطون َ للمدينة ما
لا يُـعطى
ويقرأون الكتابة
المستضيئة على وجه البيوت .
وكالطيورِ في الصحراء ،
يُغـنـّون من أجل لا أحد .