ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

المترفون
فاطمة ناعوت  - مصر


المترفون
ذوو الأقدامْ،
لا مِلْحَ في معاطفِهم،
ولا قذىً
يسحبُ الرؤيةَ إلى الورقْ.

هناك،
حيث الشجرُ يختلطُ بالظلامْ
ينسى الرَّبُ أمتعتَه
داخل الكهفِ،
فيأتي العابرونَ
يلتقطونَ الحياةَ ويمضونْ
بينما الفقراءُ
ذوو العكازاتِ
والنظاراتِ الطبيَّةِ الموبوءةْ
ينتظرون الموتَ الذي
دائمًا يتأخر.

بماذا قايضنا على الفرَحْ؟
حيثُ الكلُّ يخشى الاقترابْ
لأن الشللَ مُعْدٍ
و العميانَ
يفكرون كثيرًا.

المترفونَ
ذوو الحُلْم
يحيكونَ نهاراتِ واسعةً
تناسبُ شبكاتِ الطُّرُقِ المعقَّدةَ
وضجيجَ الكلاكساتْ
التي لا تُغضِبُ أحدًا،
وفي المساء
يحوِّلونَ الحُلمَ أجنحةً
وكؤوسَ نبيذٍ
وحواديتَ.

الطفلُ الصامتُ
يعرفُ الأمرَ كلَّه
لأنه استنقذَ مدينتَه من الأمهاتِ المبتسراتِ
ناقصاتِ النموِ
ذواتِ الذاكرةِ الممسوحةِ
و كراسي المقعَدين،
الأمهاتِ اللواتي
لا يُجِدْنَ الطهوَ
ولا الجلوسَ إلى التليفزيون
لأنهن يسقطنَ المشابكَ دومًا
قبل اكتمالِ السطرْ.

المارّة المترفون
الذين يخشَون العدوى
تنمو لهم أحداقٌ كثيرة
و أقدامُهم
تبتكرُ معنىً جديدًا
للتوازي والتقاطعِ والتعامدِ
لأن الأرصفةَ
تألفُ الأحذيةَ
وتطمئنُ أكثر لملمسِ أقدامِ الحفاة
لكنَّها
لا تصفحُ عن ذوي العصا
التي تفقأُ بلاطَها
و تجهضُ جنادبَ نشطةً
تتهيأُ للأمومةْ.

الأرصفةُ تستعدُ للثأرِ
وأنا
أفككُ الصواميلْ.

القاهرة: 1 نوفمبر 2003

__________________

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا