ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

المشاكس

إلى حلمي سالم
فاطمة ناعوت  - مصر
 

جيفارا في شبين الكوم
يعاينُ سربَ حمامٍ أُطلَقَ لتوِّه
ليُسقِطَ الحَّبَّ في كفِّ" نور"
التي انغلقتْ شرفتُها إلى الأبد
قبل أن يحفرَ "ناجي" على قبرِها
"واثقُ الخطوةِ يمشي مَلكًا"
فتنمحي صفحةُ الكتاب الأولى
وينغلِقَ الولدُ على تغريبتِه
سبعَ سنينَ
بيضاءْ.

هو الولدُ
الذي احتكرَ جَمالَ الصحابِ
وشرورَهم.
ذو الكَنْزةِ الصوفيةِ الزرقاء،
يعيدُ الكشفَ
إذ يسترجعُ صوتَ انتهاءِ الدرسِ
ليطوي على عجلٍ
تأمُّلَ بَيْتٍ
أوشكَ أن يكتملْ
دسَّ بين أحجارِه
نثرًا من دقائقِه،
وأحلامِهْ.

منذورٌ لشجتين في الرأس
فمرةً
بجذعِ التوتةِ العتيقة
عند ساقيةِ الباشا،
ومرةً بفأسِ الملاكِ الهادئ
ذي الأعوام الثمانية،
فطوبى للمشجوجين
الذين يركضُ واحدُهم إلى أمِّهِ
حاملاً
حفنةَ أسماكٍ
وفيضًا من السؤال.

سيلملم أشياءَه
في منتصفِ المسافةِ
بين النكستين
ينزوي خلفَ ستارِ الراهبِ
ثم يطوفُ بين الحوانيتِ والأزقّةِ
يحملُ في سلَّتِه
فدانيّ برتقالٍ
واثنينِ وخمسينَ عامًا
من المشاغبةِ
والنغمْ.


الولدُ النحيلُ.
الذي أفلتَ توًّا من حصارِ بيروتَ
ومعتقلاتِ الجامعةْ،
ستبكيه أمُّهُ لأسبوعينِ،
فيما أبوهُ يكنِسُ غُبارًا
خلَّفتْهُ أحذيةُ ثلاثِ سرايا
و ياوريْن.

تنازعته الأمكنةُ والكلماتُ والعيارون
وعند صفعةِ" كريم الدولة"
سيُطرقُ سبع سنين أخرى
ثم يفيق
ليشدَّ بودليرَ من ياقتِهِ
إثرَ حوارٍ حولَ باريسَ
وسأمِها،
وحين يخلو إلى أعقابِ السجائرِ الملقاةِ على ضفّةِ السين
يُنَظِّرُ
كيف يكونُ الألمُ
متوسطيًا،
جارِحًا،
و ناتئًا كلعنةْ.

شعرٌ جَعِدٌ
وبشرةٌِ لوحَها الترحالُ،
وصائدُ سمكٍ
دأبَ على الجلوسِ عند النهرِ
ممعنًا في النشوةِ
بملكوتٍ صنعتهُ الكفايةُ
فيما صفيرُه الخافتُ
يصطادُ يعاسيبَ نائمةً
في دماءِ الأرضْ.

سيتخذُ مكانَه غدًا
- العائدُ بين الحركةِ
والسكونْ -
عند طاولةِ المقهى السكندريّ
يحاورُ الطعامَ في صحافِه
بعدما
يقلعُ عن طقوسِه القديمةْ
من تلقينِ الزهورِ
ثقافاتِ الفقدِ،
داخلَ دهاليزَ نصفِ معتمةِ
وباردةٍ
تقريبًا.

الراهب: قرية حلمي سالم
كريم الدولة: شارع في القاهرة

القاهرة / 14 ديسمبر 2003

__________________

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا