1 اُلليلُ...
فِـي جُـفُونِ
اُلـرِّيـحِ
عَـرَفْتُ، أن
خَلْـفَ عَتَمَةِ اُلْأَشْـيَاءِ
ذَاتٌ تَـعْـبُـرُ
خُـطَـايَ..
أَمُـدُّ رَاحَتِي
لِلَيْلٍ يَـصْقُلُ أَظَـافِرَهُ
يَـهْدِمُ فَـوْقَ
اُلْأَطْـلاَلِ فُـصُولَـهُ
وَيَـرْكَـبُ
بُـرَاقَ اُلْكِـتَـابَةِ
يُـعَلِّمُنِي كَيْفَ
أَتَهَجَّى لَآلِئَ اُلْقَصِيدِ.
أَغْـوَتْنِي
أَوْرَاقُ بَـهَائِـهِ
اُنْـحَنَيْتُ
فَـوْقَ قَـسَمَاتِهِ
أَخُـطُّ خَطِيئَتِي
فَوْقَ مَائِهِ
َوأَتْلُو لِلْبَحْرِ
بَعْضًا مِنْ أَسْرَارِهِ..
2 اُلبحرُ...
فَـوْقَ
اُلـرِّمَـالِ
رَسَـمْتُ جُـزْءًا
مِنِ اُمْرَأَةٍ تَلْبَسُنِي
وَعَـدَوْتُ خَـلْـفَ
بَـابِـهَا
جَـرَرْتُ
رِدَاءَهَـا
لَـكِنَّ مَوْجَةً
أَغْـوَتْ قَـدَمَايَ
دَحْـَرجَتْنِي
فَـوْقَ جَبِينِ اُلْأَرْضِ
فَقُلْتُ:
- « بَيْنَ
فَـوَاصِلِ اُلشِّعْرِ عُرُوقٌ نَحِيلَةٌ
وَبَيْنَ اُلْبَعْضِ
وَاُلْبَعْضِ حُرُوبُ دَاحِسَ
تَـرْكُضُ
بِخَـيْلِـهَا...
وَفَـرَسُ
اُلْـمُتَنَبِّـي شَامِـخٌ
يُـزْبِـدُ فَـوْقَ
ظَـهْرِ اُلْكَـلَامِ.
وَكُـلَّمَا
وُلِـدَتْ قَـصِيـدَةٌ
جَاءَنِي زَائِـرٌ
يَقْرَعُ بَابَ اُلْمَعْـنَى
يَتْلُو عَـلَيَّ
رِسَالَةً غَرِيبَةَ اُلَّلحْـظِ
تَـتَهَجَّى بُـؤْسَ
اُلشُّـعَرَاءِ.
أَطْـرُدُهُ مِـنْ
مَـنْفَـايَ
لَكِنَّهُ يُـصِرُّ
عَلَى نَـشْرِ فَضِيحَتِي
أَتَـوَارَى مِـنْهُ
فِـي بَيْتٍ لَـيْلِيٍّ
أُخْـفِي مَـلَامِحِي
اُلْمَـكْسُورَةَ
وَ أَهْـتِفُ مِـنْ
جُـرْفِ اُلظَّلَامِ
لَا تَـدْخُـلْ
إِنِّـي عَـارِيَـةٌ
لَيْسَ فَوْقَ
جَسَدِي غَيْرَ ثَوْبِ اُلشِّعْرِ
فَـاُرْحَلْ
فَـإِنِّي هُـنَـا بَاقِـيَـةْ
لَكِنَّـهُ
يَخُونُنِي لِأَلِـدَ قَصِيدَةً ثَانِيَةْ. »
جَـلْجَلَتْ
ضِحْكَـتُهَا فَوْقَ اُلشَّاطِئِ
وَقَـالَـتْ:
-« لَطَالَمَا
أَلْبَسْتُ جَسَدِي قَفْطَانَ اُلْخَطِّ اُلْكُوفِيِّ
وَ قَادَ اُلْعَسَسُ
نَزِيفِي تَحْتَ أَحْذِيَةِ اُلسِّجْنِ
وَ اُنْذَبَحْـتُ
عَـلى بَوَّابَـةِ بَـغْـدَادَ
فَلِمَ تَسْأَلِينِي
يَا اُمْرَأَةً كَسَرَتْ أَعْنَاقَ اُلْهَوَاءِ؟!. »
عَـبَّتْ مِـنْ
دَمْعِ اُلْـقِدِّيسِينَ قِـرْبَتَهَا..
وَتَنَاثَـرَتْ
فَـوْقَ رُفَاتِ اُلرَّمْـزِ،
أَحْـنَيْتُ رَأْسِي
وَفِي هَذَيَانِي اُرْتَمَـيْتُ.
3 اُلهوَى...
اُلْـمَوْجُ
يَـمْضَغُ مِـعْطَفِـي
وَأَنْتَ كَمَا
اُلْحُلْمُ اُلْمُهَاجِرُ فِي رَبِيعِ اُلْوَقْتِ
تَزْرَعُ وَرَقَ
اُللُّوتَـسِ فَوْقَ كَاِهِل اُلْمَدِينَةِ.
وَصَوْتُكَ
اُلْقَادِمُ مِنْ إِيقَاعَاتِ اُلْوَطَنِ اُلْمَشْرُوخِ
يَـجُرُّنِـي بَيْنَ
مَـدَائِنَ مِـنْ تُـرَابٍ
يُـوَشْوِشُ فِـي
قَلْبِي قِبَـابَ اُلْعُرُوبَةِ.
سَمِعْتُهُ فِـي
ضَرِيحِ عَلِيٍّ يَشْحَذُ سَيْفَهُ
وَاُلْـوُجُـوهُ
اُلْحَـزِينَةُ تَـنْشُـجُ
كَـوَرْدَةٍ فِـي
مَـقْبَـرَةْ..؟.
اُبْـتَعْـدْتُ عَـنْ
أَنِينِ اُلْأَرْضِ
وَ اُرْتَـمَيْتُ
فِـي عَـيْنَيْـكَ...
تَـخْطِفُـنِي
جِـنِّيَـاتُ اُلْبَـحْرِ
نَحْوَ مَتَاَهٍات
تَحِيكُ مِنْ إِبَرِ اُلصَّبَابَةِ إِشَارَاتِهَا
فَـإِذَا
بِعَـنَاكِبِ اُلْبُعْـدِ تَلْتَهِمُ أَنْـفَاسِي
وَتُـحَوِّلُ
هَوَامِشِي لِـرَمَادٍ يَقُودُنِي إِلَيْكَ.
-« اُمْنَحِينِي
يَدًا تُصْغِي لِارْتِجَالَاتِ اُلنَّبْضِ
عَـلَّنِي
أَتَجَـدَّدُ فِـي عِطْرِ اُلْوَجْـدِ »
قَـالَ عِشْقُـكَ
اُلْغَائِرُ فِي اُلذَّاكِرَةْ.
................................