(1)
وحدي كنت ُ
أزرعُ الحزنَ
في حديقة منزلنا
ألهو برائحة التراب
وشبق الشمس
أبحثُ عن قطع ٍ نقدية
منقوشة ٍ باللغة العبرية
وحدي كنتُ تحتَ شجرة الخوخ
أقضم ُ ثمارها
لونها كشفتي حبيبتي
طعمها أشهى من صدرها
وحدي كنت أغفو ...أحلمُ بزغب ِ ساعديها
(2)
وحدي كنت أذهب لاستلام المؤون
وحدي كنت على رصيف العري
أخيط أثوابا للقادمين من البحر
والمندسين بين ثرثرة الغيوم
و وحدي كنتُ أعرفُ معنى الشجر
زرعتُه على مُنحنيات القمر
دربه كان طويلا كرائحةِ جدي
العائد من الحرب
مات جدي وتركَ لي قميصَه الغارق بالضباب
وحفنة من الذكرى
نثرتـُها في الحديقة
فرحلتْ شجرةُ الخوخ
ومعها صدر حبيبتي
و بعد مئةِ عام
أزهرتْ حديقة ُ جدي جماجم
(3)
مضى صديقٌ لي إلى صديقته في ظهيرة يوم حار
كانت في الأربعين تنتظر جسدا كما ينتظر
اللاجئون أوطانهم
قال لي صديقي:
أنه تركها ومضى
قلت له : لِمَ
أجاب َ:
لأنه في اللحظة الأخيرة شعرتُ بالخطيئة
(4)
لم تكن تعلم أن جسدها يمضي معي
فهي لم تسمع يوما بالاجترار
(5)
كنا ننتظرها
هناك
على رصيف الشارع
مضتْ بنهديها العالقين تحت ثيابها
ومضينا نحنُ بأحلام
يكللها العار
(6)
قرأتُ يوما ً شعرا
ومن يومها أضعت نفسي
وأنا أبحث عنه
(7)
فتحت نافذة غرفتي
كان الصباحُ أجملَ من أعيش
(8)
وضعت حقيبة يدها على الطاولة أمامي
تركت يديها على حافة الطاولة
انحنتْ قليلا إلى الأمام
فانزلق تاريخ أجدادي
وانبثق العفريت .