اواه يا أمي مني ومن وجعك
من صدر الشمس
من دمي
من ألمك
قتلوني خلف ازهارهم
داخل اسوار حدائقهم
تحت اعواد الحروف العاشقة
اواه يا أمي
مدمعة عيناك
حائرة
غاضية
صامتة
باسمة
ضاحكة
وانا وحدي ورفاق
يتلووّن جوعا
كي يلتهموا الحرية
في مخدعها
غدا
صباحا
وجدت رفيقا
شهق النفس الاخير
اغمض عيناه
على دمعة
على سجع نثر
على كلمة
ومضينا نحوه
نبحث في قلبه عن
وصيته الأخيرة
اشتقت اليك ... ومضى
الجوع وغضبي وزنزانتي الصغيرة
وسجّاني لا يعرف غير صراخي
وسهرك
انت في ظلمة الوطن تبكين حسرات
وانا ورفاقي في عتمة زنزانتي
وألمك
يعتصرني شوقا
حبا
حنينا
يروي عطشي
بعد ان سكبوا آخر قطرة ماء
على مرأى سجين صغير
هناك وحده ... وانت ... ووعد كاذب بالحرية .
الجوع وغضبي وزنزانتي الصغيرة
أنت .. واخوتي .. وجيران لنا
وصراخ في الشارع المحاذي لنافذة بيتنا
أذكرها ... أذكر شجار الطفولة .. عراكهم
أذكر المارّة ... المتعبين ... من لظى الجوع
من آخر المشوار
من آخر الطريق المرّة
اماه
ها نحن ان بقينا أحياء
ان وجدنا السجّان .. شهداء
احمولنا
على أكتاف ايتام رضع
يحلمون .. بحليب
بقطعة حلوى
بنشيد أغنية
بحقيبة مدرسة
بطرقات آمنة
بنوم لذيذ
بأرجوحة
من زنود الصنوبر
من عطر الياسمين
آه .. أمي
وعزلتي
وزنزانتي
وثورة غاضبة
وامعاء خاوية
تحلم
بألأنقضاض
على رغيف خبز مغمس
بزيت ارضنا
تحت شمس
وطن يأن
خلف الهتاف الكاذب
والجمهور الغاضب
والوعد ... الآخير
وتبقين .. انت ... والوجع
وزنزانتي الأخيرة .
18/8/2004
رام الله المحتلة