أوجاع بلا أبعاد في بلاد
موت الأجساد
نصل حربة قلع عين الحلم
تدحرجت العين
واستقرت في كفي
لعنت الحربة وقساوة نصلها
وأقمت الصلاة
أخذت فأسي لأحفر للعين قبرا
وفي أول ضربة لفأسي على وجه الارض
سمعت الأرض تصرخ
لا .. لا تحفر هنا
فهنا تدفن كامل الأجساد
نظرت يميني ويساري
رأيت كومة من الحجارة منزوية
نبشت تحتها .. صرخت
لا .. لا تنبش هنا
فهنا يرقد رماد الذكريات المحروقة بنار الاستعباد
رماداً حملوا منه ماحملوا
ينثروه فوق أجساد البشر
بدلاً من الزهور والمطر
دعيني أدفنها تحتك أيتها الحجارة
فأنت تكونين لها شاهدة قبر
أستعيدها بعدما أعود من مصيري
أنت لم يبق تحتك أيتها الحجارة
غير الألم المجرد من الصراخ
والحزن المفروض عنوة بفوهات البنادق وأنصال الحراب
لم يبق تحتك سوى أجساد تلتهم الخبز كيفما أتفق
لتعيش يوماً بعد يوم مصنوعاً من ألم
تسحل سلاسل ألذل أمالها
فوق هامات الورق المدفون تحت أنقاض الكتابات
تعلن انتصار الخوف والجوع على ألأنسان
لما تمانعين ايتها الحجارة
تحتك أكفان نتنة
غادرتها أجسادها واختبأت في شقوق الحياة
خوفاً من مجهول قادم
يعبث بالأنسان
يمنحه وجعاً مطرزاً بفتات رغيف خبز محروق
خميرته علقم يقتل حلاوة الحلق
لم يبق تحتك
غير أنقاض مدن
وشبه أسماء لها تدفن في دهاليز النسيان
يشمخ الدم سيداً
يملأ الأفواه ويغطي الجدران
يشحب وجوه الأطفال في طرقات المدن الحزينة
ويقطع ألسن أغنيات الصباح الرزينة
يهدي ألنسوة أثواب السواد
ويمنح الرجال البكاء أيام الحداد
يعبئ القبور بأجساد العباد
ممن كانوا قاب قوسين من الموت
أو ممن جردوا عنوة من الحياة
في بلاد موت ألأجساد
طغت الأوجاع وأصبحت بلا أبعاد
وسرى الليل يغير على فجره ليقتله
وكأن الفجر لم يكن لليل وليده
أدرت ظهري للحجارة
والعين ما زال يحتضنها كفي
توسد الدمع وجهي
واحتضنتٌ البكاء طفلاً لي على خدي
يهطل حزني على هامتي كالمطر وأبكي على بلاد موت الأجساد
طغت عليها أوجاع بلا أبعاد
قبلت العين ومضيت أبحث عن مصيري في بلاد موت الأجساد